أفق نيوز
الخبر بلا حدود

شاهد المركز الوطني لنقل الدم في اليمن .. يلفظ “قطراته الأخيرة”

136

يمانيون – متابعات

” ثلاجات حفظ الدم والبلازما ” في المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، تبدو شبه فاضية تماما، ناتج عن الإقبال الكبير في تغطية أكثر من 70 مستشفى بقرب الدم جراء المجازر والجرائم الوحشية التي ارتكبتها طائرات تحالف العدوان على اليمن ،حيث ما يتم نقله من الدم يتم صرفه، فلا مخزون قومي كافِ لمواجهة أي كارثة طارئة، الا القليل جدا.

وبالرغم من إطلاق النداءات العاجلة، إلا أنها لا تفي بالغرض أمام الجرائم اليومية الوحشية التي  ترتكبها طائرات العدوان وتستهف دماء أبناء الشعب اليمني في مختلف المدن والمحافظات.

عند بوابة المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه يقف بعض من أقارب المرضى، بانتظار” قرب الدم ” الذي يحتاجون إليها، أقتربنا من بعضهم، حيث أكدوا على مجانية الخدمة في حالة توفر وإحضار متبرع لنقل الدم، المواطن علي محمد عبدالله الذي يقف في شباك البوابة لاستلام ” قربة الدم ” قربة البلازما الخاصة ” بإحدى قريباته أوضح أن التعامل مجاني إنساني.

فالمركز يعمل وبعجز كبير في كافة المجالات، وبجهود ذاتية في ظل عدم توفر النفقات التشغيلية كما بحسب ما يطرحه القائمون على المركز.

متبرعين من مختلف الأعمار

في قسم سحب الدم لاحظنا عدداً من المتبرعين بمختلف فئاتهم العمرية، ويسهمون في رفد الجرحى والمرضى من دمائهم الطاهرة بما يبقيهم على قيد الحياة.

إلا أنه بحسب إحصائية المركز فإن أكثر من 24 ألف و700 قربة دم من الدم ومشتقاته، استفاد منها أكثر من 70 مستشفى بما فيها المستشفيات الخاصة، واستقبال أكثر من 16 ألف شخص متبرع بالدم من بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر المنصرم.

الدكتور عدنان الحكيمي المدير الفني للمركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه أكد لوكالة الصحافة اليمنية أن عدد المتبرعين انخفض وبنسبة كبيرة جدا، في حين ارتفع نسبة سحب وصرف الدم بنسبة 53 % عن العام 2015م، وأصبح المركز لا يستقبل أكثر من 37 متبرع في اليوم الواحد، وبواقع “1300 – 1500” قربة دم شهرياً.

باعتبار المركز الوطني الوحيد في ” نقل الدم ” وأبحاثه لمختلف الحالات الانسانية الطارئة وفي مقدمة ذلك جرحى العدوان من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وكذلك الجرحى من الأطفال والنساء، بالإضافة لمرضى الكلى والقلب والتلاسيميا وغيرها من الحالات الطارئة ومجانية.

الحقيقة المؤلمة

إلا أن ما تم طرحه من قبل الدكتور خالد الحمادي -نائب مدير المركز كان صادم لنا، ولكنها الحقيقة المؤلمة أن أهم قسم للمركز (قسم فصل الدم عن مكوناته) أي من الصفائح الدموية، البلازما وخلايا الدم الحمراء وغيرها، يعاني من توقف ثلاثة أجهزة القسم الهامة، لم يتبقى إلا جهاز واحد، لو تعطل لاسمح الله كما يقول سيتوقف عمل المركز في فصل الدم والصفائح الدموية، سيعاني المرضى “الأمرين” وقد يدفعون حياتهم ثمناً لذلك والتي تعتبر مهمة وضرورية جداً لمرضى السرطان، ومرضى النزيف، والكبد، والحروق، والهيموفيليا.

وأضاف أنه وبلا شك الأجهزة مُكلفة على الدولة، قد يصل الجهاز إلى أكثر من 120 مليون ريال، ولكن لنتحدث بالواقع وبصراحة عجزنا في المركز وفي ظل الوضع الراهن من إنعدام الإيرادات ونفقات التشغيل من إصلاحها، والتي قد تفوق سعر قطعة الصيانة والإصلاح بأكثر من 9 ألف دولار.

وعن سؤالنا عن أسباب تعطل تلك الأجهزة أرجع نائب مدير المركز تلك الأسباب إلى ما قبل سنوات بسبب الإهمال في مجال ” الكهرباء “حيث ولدينا جهاز U.B.S لتنظيم التيار الكهربائي، وهو معطل منذ عام 2010 متوقف، ومحتاج لإصلاح وصيانة، حتى أن البطاريات الخاصة بالجهاز منتهية تماماً.

الجهاز معطل وكهرباء المركز من “مستشفى السبعين” وعند تشغيل وانطفاء الكهرباء بالتأكيد تتأثر الأجهزة سلباً.

إلا أن ما يؤكده نائب مدير المركز أن هناك دعم ولكن لا يفي بالغرض من قبل المنظمات الدولية ومنها منظمتي “أطباء بلا حدود” و ” الصحة العالمية” في تقديم بعض المحاليل والمستلزمات الطبية وبنسبة 65% من إجمالي المهام التي ينفذها المركز.

ومع هذا أصبحنا نعتمد على دعم المنظمات الدولية، وفي حالة توقفت تلك المساعدات بكل تأكيد ستتوقف الأعمال في المركز.

اتلاف تام

وفي قسم الأمراض المعدية الدكتور مجدي القباطي -رئيس قسم الفيروسات بالمركز ويتم عمل فحوصات للأمراض المعدية والتي تنتقل عبر الدم ” الكبد البائي B البيكور، والـ. H.I.B. والزهري والملاريا، ويتم اتلاف كل القرب التي تحتوي على بعض من الأمراض، وفي الوضع الراهن نفتقر للمحاليل وهي بالنسبة لنا ” فوبيا” في ظل عدم تواجدها وانعدامها في السوق.

ومع ذلك يكشف -المشرف الفني للمركز -أن من أبرز المشاكل هي إنعدام المحاليل والمستلزمات الطبية، وانعدام قرب الدم في السوق المحلية في ظل حصار العدوان على بلادنا.

إدارة المركز نقلت صورة جيدة عن المواطن اليمني ونحن إذ نضعها في برواز الوفاء لهذا الشعب، الذي أثبت أن المواطن هو الأكثر عطاء واستجابة في كل النداءات التي يطلقها المركز، ولكن ما يمنع عدم الاستقبال بشكل أوسع، هو عدم توفر المستلزمات والمحاليل الطبية ولهذا يتم سحب التبرعات بحسب الاحتياج.

محمد العلوي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com