متى سيصحو هؤلاء؟!
يمانيون | كتب | أحمد يحيى الديلمي
العقل وحده هو الفيصل بين الحق والباطل وبه وحده يصبح الإنسان سيد مصيره ، أورد هذه العبارات المفكر العربي المصري زكي نجيب محمود للتدليل على أهمية العقل في توجيه السلوك البشري وتقويم أي اعوجاج فيه ، وبالتالي فإن محور امتلاك الإرادة ورسم معالم الخيارات الذاتية وتحديد معالم المستقبل يتم من إنسان عاقل دون أي املاءات أو ضغوط خارجية ، بعكس المختل فإن الآخرين يتلاعبون به كيفما شاءوا.
هذا بالضبط هو ما ينطبق على المشهد اليمني منذ اجتمعت قوى الشر برئاسة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية وللآسف بعض الدول العربية التي انخدعت بالهدف المعلن الذي بدأ بنظرية الشرعية والانقلاب وانتهى بالتصدي للتوسع الإيراني حسب زعم قوى العدوان والمتحالفين معها .
الإشكالية أن المستور انكشف واللعبة انتهت وسقطت الأقنعة عن الوجوه الكالحة وأتضح أن الهدف الحقيقي هو المضي قدماً لترجمة مخطط الشرق الأوسط الكبير أو الممتد حسب تسمية هذه القوى له وظهور معطيات جديدة أكدت ذات المضمون وآخرها الحرب المؤسفة مدفوعة الثمن سلفاً في العاصمة الاقتصادية عدن ، إلا أن وجوه النخبة التي أوغلت في الفساد وأوجعت رؤوسنا بشعارات زائفة عن الحرية والاستقلال لسنوات طويلة لم تستوعب هذه المعطيات الفاضحة ولا تزال حتى هذه اللحظة تتحدث عن شرعية الدنبوع والانقلاب الذي أطاح بالشرعية حسب زعمهم ، هذه النخبة الفاسدة والمفسدة لا تجد أي غضاضة في التحول إلى خدام يلعقون أحذية الأعداء المحتلين ولديهم قدرة فائقة على تبرير تقاسم الغنائم بين قوى الاحتلال الجديدة للمناطق المحتلة وتصوير جرائم العدوان والمجازر البشرية البشعة على أنها تصب في خدمة الشعب اليمني بإصرار شديد على إيجاد مبررات للكوارث ومداراة الفضائح من قبل المعتدين .
من يتابع الطلعات غير البهية لهؤلاء من الشاشات المشبوهة لاشك أنه سيصاب بالغثيان والحزن على أمثال هؤلاء لأنهم ارتضوا الهوان والسقوط إلى المنحدر الضحل من العمالة والخيانة والتبعية المطلقة .
الغريب أنهم يتحدثون عن إرادة الشعب وحق الشعب من الفنادق التي يقبعون بها في العواصم العربية لا يرون ما نرى من بطولات وتضحيات عظيمة ومجازر بشعة ويتحدثون عن مكاسب وانتصارات وهمية لا وجود لها إلا في أذهانهم ، لم نسمع أحداً منهم يتحدث عن الكوارث والمآسي التي تحيق بالشعب اليمني ولا عن الحرق والتدمير وهدم المنازل فوق رؤوس أبنائها الأبرياء ، وإذا تحدثوا عن هذا الجانب فمن أجل الكيد للطرف الأخر وإلقاء المسؤولية عليه ، المهم أن يمعنوا في تشويه صورته عبر تلفيق أخبار كاذبة عن الداخل اليمني بشكل بشع .
دائماً نسمع أصحاب هذه الوجوه الكالحة يكررون كلمة اغتصاب الشرعية والقوى الانقلابية في كل مرة يطلون علينا بها من شاشات الإفك والبهتان ، ولم يجرؤ أحد منهم على الحديث عن اغتصاب الشرعية في السعودية نفسها التي يقبعون بها والمآسي التي تحل بالمواطن السعودي نتيجة التصرفات الصبيانية من قبل الأمير الغر ، هذه النخبة المايعه سياسياً والساقطة أخلاقياً تزايد على الآخرين بكلمات غير معروفة وشعارات زائفة وهي غارقة في وحل الخيانة والعمالة والاستسلام والتبعية المهينة ، ماذا ننتظر من مثل هؤلاء؟! سواءً ارتدوا ملابس دينية أو تزينوا بلباس الحداثة فعقولهم خاوية لأنهم فقدوا القدرة على التمييز ووظفوا مهاراتهم وخبراتهم في الحديث فقط عما يُملى عليهم عبر القنوات المشبوهة والمفضوحة .. فنقول لهؤلاء متى ستصحون وتدركون حقيقة ما يجري ؟! لا أعتقد ذلك .. لأنهم باعوا نفوسهم من الشيطان والشيطان يتحكم فيهم كيفما شاء ، ويسخر كل إمكانياتهم لخدمة مصالحه الذاتية .. لا نامت أعين الجبناء .. والله من وراء القصد ..