أفق نيوز
الخبر بلا حدود

رسالة هامة .. إلى مُرتزق!

142

يمانيون – متابعات

ألم يصِلكَ نبأ العميل المُعتَّق العرعور، وكيفَ أذلَّ الإبن أبيه، وأهانَ كرامتَه، ومسَحَ به الأرض، على الهواءِ مباشرةً؛ ثم خرجوا إلى فاصلٍ ليُراجعوا المأزق ويُصلحوا المنزلَقْ، ويسجلوا للطفلِ أقوالاً أُخرى.

ألم يأتِكَ نبأ ابن البخيتي وهو يقول عن أبيه بأنهُ مُرتزق، وحين استشكلَ الأمرُ على أبيه؛ سأله هل تعرِف معنى مُرتزق يا ولدي فأجابه الطفلُ ببراءته وقال مرتزق تعني بائع لوطنه..

ألم تسمع بخبرِ توكل كرمان، وكيفَ تبرأ منها الإصلاح بعدَ أنْ سبَحَتْ معهم ثلاث سنوات في بحر الارتزاق والعمالةِ والدماء…
ألا تنظُر إلى نفسِكَ في المرآة يا مُرتزق وأنتَ واحدٌ من اثنين:
إمَّا وأنتَ؛

(مُرتزق خارجي) تتسكَّعُ في شوارع الرياض أو القاهرة أو اسطنبول أو عمَّان، وحولَكَ أبناءك وبناتَك؛ وتقذِفُ بأبناء النَّاس إلى محرقةِ العمالة والارتزاق ليُقتلوا أو يجرحوا أو يؤسروا..

ونظراتُ أهلِكَ إليكَ بأنَّكَ مُرتزق.. دقِّقْ في نظراتِ أبنائكَ البريئة..استمِع للحظاتِ الصفاء الذهني من ألسنتهم.. التقِط إشارات التأفف من حركاتِ أيديهم.. حدِّق جيدًا في وجهِ زوجتك. ستراها تحتقرك بصمت، تجاريكَ مُكرهةً في رحلة الإذلال.. تشمئزُّ حتى من رائحتكَ الكريهة؛ سواءً عُدتَ من وليمةٍ دسمة، أو من مرقصٍ أو بار، أو من مواعدةِ فتياتِ الليل..

إنَّها تعرفُ كل شيء.. تشتَمُّ كل شيء.. فهي حُرة ونظيفة..لكنها وجدت نفسها زوجةً لزوجٍ رخيص.. باعَ وطنهُ بأرخصِ ثمن.. تأملها جيدًا كيفَ تُطعمكَ وتغسِلُ لكَ، وتكوي ثيابكَ كل ليلة، لتودعها إلى مرابض الرذيلةِ والعار.. لتستمتع بالمالِ الحرام. في أماكن الحرام .. وكلَّما عُدتَ من رحلاتكَ الغرامية أو الشيطانية؛ تجدها تنتظرك وعينها على قناةِ المسيرة؛ تستلهِمُ منها ما افتقدتهُ فيكَ من رجولةٍ وبأسٍ ووطنية..

هل فكَّرتَ يوما أنك رخيص.. وأنَّكَ تؤدي أقذر دورٍ في التاريخ. رخيص حين يستقبلونك. رخيص حين يودعونك. رخيصٌ حين يحدثونك.. رخيص! لأنهم يعتبرونك شيئًا لا يختلفُ عن النعالِ التي يلبسونها أو الكراسي التي يجلسون عليها.. وبعضكم كرسي مجلس وآخر كرسي دورة مياه..

ليس لكَ قيمة لأن قيمتكَ في جيوبهم. وقد يكون في جيبِ أمير قيمتكَ وقيمة المجموعةِ كلها .. أتدري لماذا؟ لأنكم رخيصين جدًا..
استمع أيها المرتزق الخارجي إلى أصواتِ أهلك وعشيرتك وقبيلتكَ وهي تتبرأ منك، وتحتقرك، وتدس رأسها في الترابِ خجلاً من معرفتك.

أو أنَّك؛
(مُرتزق داخلي) وأحدُ الذينَ باعوا أنفُسهم للشيطان وخَسرتَ الدنيا والآخرة، والتحقتَ بجبهاتِ الإرتزاق؛ وما عساهُ شعوركَ وأنتَ ترى الضابطُ الذي يوجه ضباطك (مِنَ الغُزاة).. وما هو إحساسُك وأنتَ ترى قيمتك تعتمِدُ على منطقتك، وكأنَّكَ نعجة لا مُقاتِلْ، وأن سعركَ يختلفُ عن سِعرِ المُرتزق الأجنبي، وكيفَ تشعر وأنتَ تستلم أولْ شهر والبقية مواعيد.. وأينَ تجِد نفسكَ وأنتَ تقرأ قائمة الأسعار بآخر تحديث كالتالي:
-مرتزق بلاك ووتر من (2000-10000 ر.س)
-مرتزق جنجويدي من (1000-2000 ر.س)
-مرتزق سنغالي من (1000-1500 ر.س)
-مرتزق جنسيات أخرى من (1000-1200ر.س)
-مرتزق محلي –ماربي (700-1200 ر.س)
-مرتزق محلي – صبيحي (800-1000 ر.س)
-مرتزق محلي –عدني (700-900 ر.س )
-مرتزق محلي –تعزي (300-500 ر.س)
-مرتزق محلي مجهول (300-700 ر.س)

وبعدها أخبِرني إذا قُتلتَ؛ هل فكَّرتَ فيمنْ سبقوك، كيفَ يُتركونَ كأنهُم جيفُ كِلابْ، وإذا تكرموا برفعِ الجُثة، كيف يلفونها في كيسِ زبالة، وألا تُبصِر كيف يدفنونها بلا جنازةٍ ولا عزاء. هل فكَّرتَ في أهلكَ للحظةٍ واحدة. حين يصلُ الخبرِ إلى أمك. ماذا عساها أن تقول! هل تراها ستقول كان ابني مُرتزق. هل نظرتَ إليها وهي تختبئ في غرفتها، وتودُّ أن تنغمس في جدرانِ بيتها هرَبًا من العار.. ماذا سيقول أبوك للناس حينَ يُشيرونَ إليه بوالد المُرتزق.. هل فكرت بأخواتِكَ وخالاتِكَ وعماتِكَ وقد اعتصمن ببيوتهن خشيةً من نظراتِ النَّاس.. هل حسبتَ حسابَ العارِ والشَّنارِ الذي ألحقتهُ بأهلك.. وهل فكَّرتَ في مصيرِكَ الأسود، وعقابِكَ الأشد، وأنتَ تخدمُ الغُزاة، وتعينهُم على احتلال بلدك، وانتهاكِ عرضك..

هل سألتَ نفسكَ؛ مِن أجلِ ماذا أقاتِلُ أهلي وأبناءِ بلادي ؟
هل تستحق الفلوس الحقيرة أن تبيعَ أصلكَ وفصلكَ وفضلكَ وقيمكَ وترابَ وطنك.. هل تستحق أن تموت لأجلِ مجموعة اتخذت لها منَ الفنادق قصورا، وحياتها في المراقص والخمور، ومشغولونَ عنكَ باستثماراتهم في عواصِم العالم..

من أجلِ منْ تقاتِل وتُقتَلْ؟ وأنتَ ترى الإذلال والاحتقار الذي يقع عليك والإهانة التي يُلبسونك إيَّاها كل يوم..
وإن كنتَ تحمي مؤخرة بني سعود فحالتك أصعب، وحالكَ أردى، ومصيركَ أخزى، فهلِ استمعتَ إلى الأسرى وماذا قالوا عن تعامل السعاودة معهم!

هل فكَّرتَ للحظة؛ ماذا يُريد الغُزاة مِنَّا؟ ولماذا لا يهتمون بالمناطِق التي تحتَ أيديهم.. لماذا لم يسمحوا للكوز المركوز بالعودة.. لماذا ينهبونَ خيراتِ سقطرى.. هل سمعتَ بما يجري في عدن من حرب.. وفي غيرها من اغتيالات.. هل رأيتهم يُشغلون الميناء. أو يسدون على الأقل المجاري الطافحة. أو يهتموا بالناس.. أو يصرفوا الرواتب..

كلا يا عزيزي فمشروعهم هو استعباد اليمنيين ، ونهبِ ثرواتهم.. وأنت في غفلةٍ منك كنتَ من السباقين لتنفيذِ مشروعهم، وتسديدِ رميتهم..

أنتَ كمُرتزق؛ قد تموتُ هُنا ولا تتعرفُ عليكَ إلا الكلابُ الضالة، والحشراتُ الزاحفة، ولا يصِلُ لأهلكَ نبأ موتك.. أتدري لماذا؟ لأن خلفكَ من يُريد أخذ ثمنَ ارتزاقك الشهري، وحينَ يشتد عليه السؤال يضعكَ في قائمةِ المفقودين أو الأسرى..
أيها المرتزق:

لقد سُئل هتلر: من هُم أحقر البشر الذين رأيتهم في حياتك.. فقال:
أحقر البشر الذين ساعدوني على احتلال بلدِهم..

د.مصباح الهمداني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com