تفاصيل استراتيجية إسرائيلية للتأثير على الشعوب العربية!
كشَفَت دراسةٌ صادرةٌ عما يسمى “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي أنّ جيش الإحتلال يعكف أخيراً على تطبيق إستراتيجية تهدف إلى التأثير على الوعي الجمعي للشعوب العربية والإسلامية بهدف إقناعها بقبول ما اسماها “شرعية إسرائيل”!
وحسب الدراسة التي أعدّها الباحثان “غابي سيبوني” و”غال فنكل” فإنّ الإستراتيجية التي تستهدف تحديداً الفضاء الإفتراضي وتتخذ من مواقع التواصل الإجتماعي ساحة رئيسة لها تهدف أيضاً إلى مراكمة الردع لدى الرأي العام في الدول التي في حالة عداء مع “إسرائيل”، لافتة إلى أنّ هذه الإستراتيجية ترمي أيضاً إلى إجراء حوارات مع عناصر التنظيمات الارهابية بهدف التأثير على توجهاتها.
وحسب الدراسة، عمد جيش الإحتلال إلى تخصيص موارد بشرية ومادية وتقنية بهدف بناء قوة تكون قادرة على التأثير في هذه الساحة، ولفتت إلى أنّ جيش الإحتلال يتعامل مع المواجهة على مواقع التواصل الإجتماعي على أساس أنها عمليات تهدف للتأثير على الوعي.
وذكرت الدراسة أنّ الجيش الإسرائيلي طوّر أخيراً أدوات تكنولوجية وعمل على تأهيل قوى بشرية مناسبة للقيام بهذا الدور، ناهيك عن تدشين أطر مؤسساتية تُعنى بالقيام بهذه المهام.
وأضافت الدراسة أنّ المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، الرائد أفيخاي أدرعي، يستغل تواجده على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إبراز التناقض بين حزب الله اللبناني والعديد من القطاعات الجماهيرية في لبنان.
وأشارت الدراسة بشكل خاص إلى المقال الذي نشره أدرعي في موقع لبناني بعنوان “على من تضحك أنت”، والذي وجّهه للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وإتهمه بـ”دفع الشباب اللبناني للموت في سورية”.
وعلى الرغم من أنّ معدي الدراسة أقرّا بأنه من الصعب تقدير مدى تأثير الدعاية الإسرائيلية على توجّهات حزب الله إلا أنهما أشارا في المقابل إلى أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي تنطلق من إفتراض مفاده أن يكون لها تأثير على المدى الطويل.
وعدّت الدراسة الوجود الإسرائيلي على شبكات التواصل الإجتماعي سواءً بشكل علني أو سري “ذخراً إستراتيجياً لـ”إسرائيل” يضاف إلى أوجه الذخر التقليدية التي يتمتع بها الكيان الإسرائيلي”.
وأوضحت أنّ الإستراتيجية التي يعتمدها جيش الإحتلال في الفضاء الإفتراضي تهدف أيضاً للتأثير على الروح المعنوية للعدو والمسّ بها بشكل كبير.
وجاء فيها أنّ الإستراتيجية التي تهدف للتأثير على العدو من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ليست حكراً على الجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أنّ الكثير من الجيوش تعكف على تطبيقها.
وإعتبرت أنّ التأثير على الرأي العام في دول العدو وعلى جماهير التنظيمات الإرهابية يمكن أن يفضي إلى التأثير على دوائر صنع القرار في هذه الدول وتلك التنظيمات.
وأشارت الدراسة إلى أنّ هناك أنواعاً عدة من العمليات التي تأتي في إطار إستراتيجية التأثير على الوعي الجمعي لجماهير العدو، وأضافت أنه يمكن أن تتسم هذه العمليات بالسرية فالهدف الذي يتعرض للهجوم لا يعي أنه يتعرض لهجوم يهدف للتأثير على وعي جمهوره!
وحسب الدراسة فإنّ هناك نوعاً يتمثل في تنفيذ عمليات تستهدف التأثير على الوعي عبر تقمّص هويات زائفة وغير حقيقية.
*العربي الجديد