طارق صالح .. يتسبب بإيقاف جبهة الساحل الغربي
يمانيون – متابعات
كغيرها من معارك الشرعية التي تبدأ مصحوبة بهالة إعلامية وسقف عال من التوقعات ثم تتوقف ويغيب الحديث عنها تماما كأنها لم تكن، كانت المعركة في جبهة الساحل الغربي، غير أن كون هذه المعركة كما أعلنت قوات الشرعية حينها “معركة حاسمة” هدفها السيطرة على محافظة الحديدة وخنق القوات التابعة لصنعاء اقتصاديا، ولا تشارك فيها قوات حزب الإصلاح (إخوان اليمن) التي تتهم بتعطيل الجبهات بغرض “الاسترزاق من التحالف” بدا مثيرا للانتباه، وبات الجميع يسأل أين توقفت هذه المعركة ومن الذي تسبب بإيقافها.
بدأت معركة الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة بالتزامن مع الأحداث التي شهدتها صنعاء بين الحوثيين -أنصار الله، والقوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبحسب المصادر فإن قوات كانت تابعة للرئيس السابق في الخوخة انقلبت على الحوثيين في خضم الأحداث وساندتها قوات جنوبية موالية للإمارات بالاستيلاء على مناطق هامة في المدينة، غير أن المعركة التي شهدتها العاصمة صنعاء كانت فاصلة ولم يكن الإعلان عن وجود معركة في الخوخة يخدم معنويات القواعد الشعبية للحوثيين، كما أن إعلام التحالف ظل منشغلا بمصير معركة صنعاء، ولم يكن من مصلحة التحالف الحديث فتم التكتيم على أخبار المعارك هناك إلى انتهاء الأحداث في صنعاء بمقتل علي عبدالله صالح. في 4 ديسمبر 2017م.
استمرت المعارك في مدينة الخوخة بين كر وفر حتى 29 ديسمبر حيث تمكنت قوات صنعاء من إحكام سيطرتها على كافة أراضي الخوخة، وحيث كانت قوات صنعاء قد استهدفت قصر الحكم السعودي (اليمامة) في تاريخ 19 ديسمبر موجهة بذلك رسائل للتحالف ببدء مرحلة من التصعيد، تراجع الأخير مذعنا لشروط صنعاء وأعاد فتح ميناء الحديدة كما قام بتخفيض مستوى الدعم للقوات الموالية للإمارات في مدينة في الخوخة.
وقال مصدر في القوات الموالية للتحالف حينها بحسب موقع الخبر اليمني إن قواتهم تعرضت لحصار من جميع الجهات ولم تساهم بارجات وطيران التحالف في إنقاذهم، ما دفع بها للتفاوض مع قوات صنعاء والذي نجح في تمكينها من الانسحاب بأسلحتها الشخصية، عبر البحر.
معركة حيس..محاولة أخرى فاشلة
أعلنت القوات الجنوبية الموالية للإمارات في مطلع فبراير الماضي أنها تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي في مدينة حيس(تبعد عن مدينة الحديدة 95 كلم باتجاه الجنوب الشرقي، وترتبط بمركز محافظة إب وسط البلاد بطريق اسفلتي بطول 112 كلم)، وزعمت مجددا أن هذه المعركة هي المعركة المصيرية، لاسيما وأن خيارات السيطرة على ميناء الحديدة بواسطة معركة بحرية تراجعت بسبب الضغوط الأممية من جهة وتهديد قوات صنعاء باستهداف السفن النفطية لدول التحالف في باب المندب من جهة أخرى.
تحقيق القوات الموالية للإمارات لاختراق في مدينة حيس منحها نشوة نصر أعلنت على إثره أن مسافة الطريق فقط هي التي تفصل بينها وبين مدينة الحديدة، غير أن قوات صنعاء التي تحكم سيطرتها على الطريق الساحلي الرابط بين محافظة تعز ومحافظة الحديدة تمكنت من قطع الإمداد عن القوات الإماراتية في “حيس” في منطقة تسمى “يختل ” رغم القصف الجوي وفقا لسياسة “الأرض المحروقة” المرافق لها.
مثلت منطقة يختل “قطارة مياه” تتحكم بها قوات صنعاء فتسمح بمرور الكمية المقدور على “التنكيل” بها كما يعبر الحوثيون، وتضع الكمائن لباقي القوات.
ومنذ مطلع فبراير وحتى الخامس عشر منه حيث لم يعد هناك أية أخبار عن أي معارك عنيفة، سقط مئات القتلى والجرحى من القوات الموالية للتحالف والذين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية، وتمكنت قوات صنعاء بحسب مصدر عسكري من تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية، إضافة إلى تمكنها من إعادة فرض السيطرة على سير المعركة والتموضع في المواقع الهامة في المدينة.
تضحيات الجنوبيين يحصد ثمرتها طارق صالح
بينما كان المقاتلون من أبناء المحافظات الجنوبية يستبسلون في معارك حيس، كانت الإمارات تعد العميد طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس السابق لتسليمه جبهة الساحل الغربي بأكملها، وفي مسار هذا الإعداد ووفقا لموقع عربي 21 القطري توجه طارق صالح في 15 فبراير الماضي إلى مدينة المخاء الساحلية غربي محافظة تعز بحماية من قوات الحزام الأمني العدني الموالية للإمارات ورفقة مسؤولين، بغرض اللقاء بقيادات جبهة الساحل الغربي تمهيدا لتسلم هذه الجبهة.
وتشير المصادر للخبر اليمني إلى أن المندوب الإماراتي في جبهة باب المندب “أبو زرعة المحرومي” أخبر قيادة هذه الجبهة والتي تنتمي إلى التيار السلفي أن طارق صالح ينتظرهم في مدينة المخاء غير أن القيادات السلفية رفضت وأكدت أنها مع طاعة ولي الأمر ولن تلتقي بطارق إلى بأمر من هادي، فيما هدد القيادي في جبهة الساحل الغربي لؤي الزامكي والقيادي حمدي شكري الصبيحي بإيقاف جبهة حيس إذا لم تتوقف أبو ظبي عن دعم نجل شقيق صالح.
على صعيد مواز أصدر الرئيس المنتهية ولايته في 18 فبراير المنصرم قرارا بتعيين القيادي في حزب الإصلاح اللواء الركن يحيى حسين صلاح قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة والتي تظم تحت لواءها جبهة الساحل الغربي من ميدي شمالا إلى باب المندب جنوبا.
وترتيبا لتمكين طارق صالح من هذه الجبهة وفرضه على القيادات الجنوبية الرافضة، قالت مصادر خاصة للخبر اليمني إن الإمارات استدعت قائد ما يسمى “لواء تهامة” في جبهة الساحل الغربي العميد أحمد الكوكباني والشيخ عبدالرحمن اللحجي قائد عملية السيطرة على مدينة المخا إلى أبو ظبي لترتيب تسليم قيادة جبهة الساحل الغربي منهم إلى طارق صالح.
وأوضحت المصادر أن الكوكباني واللحجي توجها عصر الأربعاء الماضي إلى قاعدة عصب الإماراتية في ارتيريا ثم توجهوا منها إلى أبو ظبي.
وأكدت المصادر أن الإمارات وجهت أيضا قادة ألوية الساحل الغربي أن عليهم الانصياع لطارق صالح أو تسليم الألوية والأفراد التابعة لهم إلى صالح.
- موقع الخبر اليمني