رسالة الرئيس الصماد للداخل والخارج في حضور الحشود المليونية بميدان السبعين
يمانيون../
ألقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة في الفعالية المركزية للذكرى الثالثة للصمود في وجه العدوان بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء .. فيما يلي نص الكلمة :
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابة” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ “.
والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.
شعبنا اليمني العظيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،
يطيب لي أن أتوجه إليكم فرداً فرداً بالشكر الجزيل والعرفان والإعزاز لهذا الحضور المشرف الذي يعبر عن صمود هذا الشعب وعن عزمه وعظمته، وأقف اليوم إجلالاً وإكباراً لكم، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة والمعاناة الشديدة التي فرضها العدوان على الجميع إلا أن هذا الحضور المشرف يبعث بكل وضوح رسائل العزة والعظمة والثبات لكل العالم، ويعبر عن ثقة الشعب اليمني بالنصر المستحق بموجب وعد الله الصادق في قوله تعالى” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.
الإخوة الكرام والأخوات:
في البداية اسمحوا لي أن أحييكم ومن خلالكم أحيي كل أبناء شعبنا اليمني العظيم الصابر الصامد المجاهد في كل مناطق اليمن وقُراه وعُزله.
وأحيي إخوانكم أبطال الجيش واللجان الشعبية الواقفين بالمرصاد، وببسالة منقطعة النظير في السهول والصحاري والشواطئ والجبال، في وجه أعتى عدوان همجيّ تعرض له اليمن عبر التأريخ، وأحيي أبطال القوة الصاروخية، والدفاع الجوي، والبحري، وكل الجنود المجهولين الذين يصيغون بدمائهم وعرقهم وصبرهم وتضحياتهم ملحمةً تاريخيةً من العزة والكرامة والبسالة في مواجهة تحالف الشر والعدوان.
واسمحوا لي أيها الأخوة أن أحيي كل أسر الشهداء على عطائهم الغالي بأغلى ما يملكون، وتحية لكل رجال القبائل الأوفياء الشرفاء، والعلماء العاملين الصادحين بالحق، وأحيي الإعلاميين والمثقفين الذين لم يحرفوا ولم يبدلوا، وأحيي المدرسين والطلاب المرابطين في مدارسهم وجامعاتهم، نحيي الدور العظيم والمتميز للمرأة اليمنية في كل مواقفها المشرفة ضد العدوان.
أحيي كل عامل ومزارع وصانع وموظف، وكل يمني حرّ شريف في الداخل والخارج بما في ذلك الأخوة المغتربون الذين نالهم من ظلم وتكبر النظام السعودي ما نالهم, وأبعث بالتحية أيضا للمشاركين في الفعاليات المتزامنة في الحديدة وغيرها ولكل من لم تسعفهم الظروف للوصول إلى ساحة السبعين.
الأخوة والأخوات/
وشعبنا اليمني يطوي اليوم ثلاثة أعوام من العدوان الظالم الغاشم الذي تقوده أمريكا وتنفذه السعودية والإمارات وحلفاءهم ومرتزقتهم في أبشع عدوان عرفته البشرية، ثلاثة أعوام من العدوان ارتكبت فيها أبشع الجرائم، وسقط فيه عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى، وشردت مئات الآلاف من الأسر، ودمرت فيه كل مقدرات البلد فلم يسلم منه بشر ولا حجر ولا شجر، ترافق معه حصار بحري وبري وجوي منع أبسط مقومات الحياة من الدخول إلى الشعب، كما استخدمت فيه كل الوسائل والأساليب القذرة التي فاق النظام السعودي فيها الشياطين، كان أخطرها نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وما ترتب عليها من معاناة وصلت إلى كل بيت بانقطاع الرواتب لما يقارب العامين، ومع هذه الخطوة قاموا بطبع مئات المليارات دون غطاء أدت إلى ارتفاع أسعار الدولار وانخفاض سعر الريال اليمني؛ مما انعكس على أسعار السلع الأساسية فتضاعفت قيمتها الشرائية بالتزامن مع انقطاع الرواتب.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:
لقد ظهر لكل ذي لب أن العدوان سعى بكل ما أوتي من قوة لاحتلال شعبنا وتمزيقه ونشر الفوضى في كل أرجاء البلاد، وما النموذج الذي قدمه في المناطق التي دخلها الغزاة والمحتلون إلا خير دليل على أهداف هذا الاحتلال الذي يمهد للاحتلال الأمريكي المباشر من خلال تمكين القاعدة وداعش من كل المناطق التي سيطر عليها المحتلون؛ ليأتي الأمريكي ليحتلها بشكل مباشر تحت ما يسمى مواجهة القاعدة وداعش والسيطرة على هذا الشعب ومقدراته، وأقولها جازماً أن الأمريكان هم من يديرون العدوان ولهم مشاركة مباشرة في الجبهات ومنها معركة الساحل، ولا علاقة للمرتزقة بها، وأجزم أيضا أن ما يسمى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان لدى المرتزقة لا تصلها أبسط المعلومات من الساحل، وليست حتى ضمن التقسيمات العسكرية المزعومة للمرتزقة، فإدارتها أمريكية ومنفذها الإقليمي إماراتي والداخلي من بعض أبناء المحافظات الجنوبية الذين جعلهم الغزاة والمحتلون مطية لاحتلالهم.
وفي الأسبوع الماضي صوت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح استمرار الدعم والمشاركة الأمريكية في العدوان وهذا الموقف المعلن حتى وإن أتى بعد ثلاث سنوات، إلا أنه يثبت لكل العالم أن العدوان أمريكي من أول طلقة، وأُعلن من أمريكا، وأمريكا هي الغطاء السياسي واللوجستي لأدواتها, مع إشادتنا بالدور المسئول للكتلة التي عارضت القرار ورفضت الاستمرار الأمريكي في دعم العدوان سواء في مجلس الشيوخ أو غيره من برلمانات العالم.
الإخوة والأخوات:
في هذه الذكرى الجوهرية وفي هذه المحطة المهمة من تاريخ نضال شعبنا اليمني في سبيل الانعتاق من الوصاية والهيمنة الأمريكية التي اتخذت من منافقي العصر في المنطقة وهم النظام السعودي والإماراتي مطية لفرضها على شعبنا اليمني.
وفي هذه الذكرى نحتاج لاستذكار الماضي لنفهم واقعنا الحالي لنستشرف منه المستقبل.
فكما يعلم الجميع أن السعودية حاولت ومنذ عقود مضت إحكام سيطرتها على القرار اليمني وهيمنتها عليه، وسعت لطمس هوية الشعب اليمني وتجريفها في كل مختلف المجالات.
واستطاع النظام السعودي من خلال بعض القوى السياسية والنخب السياسية التي تتلقى التمويل من النظام السعودي استطاع من خلالها وللأسف أن ترسيخ ثقافة العجز والضعف والوهن والاحتقار والإحباط واليأس لدى الشعب اليمني وأنه شعب فقير وضعيف وعاجز عن الإبداع والرقي والتقدم، وأنه لا يستطيع أن يعيش ويبني مستقبله، وإنما عليه أن يقتات من الفتات الذي سمح به النظام السعودي للقائمين على الشعب باستخدامه، وفعلاً وللأسف ترسخت هذه النظرة عند الكثير من الساسة والمثقفين ورسخوها لدى الكثير من الشعب، فضاعت عشرات السنين والشعب غارق في صراعاته وتبايناته أبعدته عن الالتفات إلى مستقبله وبناءه وترسيخ مداميك دولة المؤسسات، وحرص النظام السعودي على إسقاط الدولة ككيان وثقافة.
ورغم كل تلك المحاولات لترسيخ ثقافة العجز والضعف واليأس والاستسلام، فإن الواقع هو العكس، فاليمن غني بثرواته البشرية والمادية، غني بقيمه وأخلاقه، غني بموقعه الاستراتيجي وسيطرته على أهم المنافذ البحرية العالمية، وامتداد سواحله على مساحة طويلة على أهم البحار في العالم، في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وفي باطن أرضه ثروات هائلة وفي ظاهرها كذلك.
اليمن غني برجاله ونسائه وما يتمتعون به من القوة والعزم والإرادة والحكمة والإبداع، وهو ما أثبته رجالنا خلال ثلاث سنوات من العدوان والحصار برزت فيه قوة وصلابة هذا الشعب اليمني العظيم أنتجت صموداً قل نظيره في هذا العالم، فكيف لو استغلت هذه الخصائص في سنين الرخاء والاستقرار؟ لكان وضع اليمن لا يضاهى في المنطقة.
فالدولة ليست مجرد مباني عليها لوحات ومجاميع من الموظفين، الدولة هي العمل المؤسسي الذي تحكمه القوانين واللوائح المنظمة التي تمنع الارتجال ولا تسمح بالتوجيهات المفروضة.
ومن هنا فإن الخطوة الأولى وحجر الأساس في بناء الدولة هي: إرساء مبدأ العمل المؤسسي الذي يضمن إدارة الدولة إدارةً وطنيةً تحافظ على مصالح الشعب، وتحافظ على مبدأ السيادة والاستقلال، ولا يمكن أن يمر نفوذ خارجي في ظل العمل المؤسسي المحكوم بالقوانين الذي سيشكل سداً منيعاً أمام أي تدخل خارجي أو مصالح لقوى النفوذ أو لأي أطراف أخرى.
ومن هنا أيها الشعب ندرك أن معركتنا اليوم، معركتنا في الدفاع عن اليمن واستعادة استقلاله وبناء دولته تعتمد على ركيزتين أساسيتين، الركيزة الأولى هي الدفاع عن الأرض والعرض، وصد المعتدين والغزاة في مختلف الجبهات وحماية كل ذرة من تراب اليمن ومياهه، والركيزة الثانية معركة بناء دولة حقيقية في ظل نظام مؤسسي منضبط بالقوانين الوطنية التي تمثل إرادة الشعب.
وفي ختام العام الثالث للعدوان وبداية العام الرابع للصمود نعلن عن إطلاق مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، مشروع تسنده الجبهات ويسند الجبهات عنوانه وشعاره (يد تحمي ويد تبني) ونحن ننطلق في هذا المشروع نعرف أن الطريق طويل ومحفوف بالتحديات وخاصة في ظل العدوان والحصار ولكن كما كنا بقد التحدي في جبهات القتال وصمدنا وحطمنا أحلام الغزاة والمحتلين فسنكون بإذن الله بمستوى التحدي على طريق بناء الدولة.
ومشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، ومحاربة الفساد، يحتاج الكثير من الخطوات والإجراءات.
أيها الأخوة والأخوات:
ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الصمود بعد ثلاثة أعوام من العدوان والحصار تحمّل فيها شعبنا أصناف المعاناة في كل المجالات، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي الصعب، فإننا نؤكد أن هذه المعاناة لم ولن يتحملها شعب من شعوب الأرض وقاساها وتحملها شعبنا اليمني بكل صبر وتحدٍ، مدركاً أن الكرامة والعزة لن تأتي بالتمني، بل بتحمل أصناف المعاناة في سبيل تحقيقها، وهذه المعاناة لا تغيب عن أولوياتنا لبذل أقصى الجهود لرفعها عن شعبنا، سواء من خلال تحسين أداء المؤسسات لتوفير المتاح والممكن من الرواتب أو تقديم المتاح من الخدمات وإصلاح الأوعية الإيرادية، أو من خلال تعاطينا الإيجابي مع أي فرص للسلام -إن وجدت نوايا لدى الأطراف الأخرى، ورق قلب المجتمع الدولي وصحى ضميره- كما ندعوا دول تحالف العدوان وعلى رأسهم النظام السعودي والإماراتي إلى اقتناص الفرصة ومراجعة حساباته والتوقف الفوري عن عدوانهم على بلادنا ومراعاة العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة التي تجمع شعوبنا والجلوس على طاولة المفاوضات واعتماد نهج الحوار المباشر والصادق الذي يبدد كل المخاوف المتبادلة ويفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل وبما يحقق الأمن والاستقرار لكل شعوب المنطقة.
وهذه الأفكار والمواقف نقدمها من موقع أننا حريصون على شعبنا ونلمس معاناته ومستعدون للتفاهم في سبيل الوصول إلى حل يفضي لوقف العدوان ورفع الحصار والدخول إلى حوار جاد.
وقد استقبلت صنعاء المبعوث الأممي الجديد، ومستعدون للتعاطي الإيجابي مع أي أفكار إيجابية تطرح في سبيل وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة المفاوضات ونتمنى أن يدرك المبعوث الجديد أسباب فشل سلفه والذي خرج من مهمته كيوم بدأها بسبب تعاطيه السلبي مع الأزمة، وانحيازه الواضح لدول العدوان، وتبنيه توجه العدوان في مختلف المحطات التي تولى إدارتها.
فهذا هو موقفنا المبدئي والواضح والمعلن من السلام ونتمنى أن يلقى آذاناً صاغية.
واستمراراً لحرصنا على السلام نتوجه بالدعوة لكل القوى الوطنية الداخلية التي تشترك مع العدوان الخارجي في حربها على اليمنيين، ندعوهم دعوة الناصحين والحريصين: تعالوا لنتحاور كيمنيين ونحل مشاكلنا بأيدينا فأنتم في الأخير مستهدفون ولن يرعى لكم العدوان حرمة، ولن يقدر لكم أي تضحية، ونحن مستعدون للتفاهم حول مختلف القضايا، ولدينا الجرأة والشجاعة في التفاهم معكم، فنحن أصحاب القرار في صنعاء ونمتلك الجرأة والشجاعة لنلتقي على طاولة الحوار لا غالب ولا مغلوب ونسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بالوطن شراً داخلياً وخارجياً.
كما ندعو المغرر بهم في صفوف العدوان ممن لا قرار لهم سوى الزج بهم في مقدمة الصفوف ليكونوا وقوداً لحرب خاسرة تخدم أعداء اليمن أن يعودوا إلى صف الوطن خاصة وأن قياداتهم التي تشبعت بالعمالة والانبطاح ترفض دعواتنا للحوار والتفاهم ونقول لهم لا ترخصوا أنفسكم في الأخير أنتم يمنيون ويؤلمنا أن تساقون إلى الجبهات خدمة للمحتلين والغزاة مقابل حفنة من المال {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله}.
أما شعبنا اليمني الصامد فنقول له أن الحل والرهان بعد الله على إيمانكم ووعيكم بحقيقة هذا العدوان وأن تعزيز عوامل الصمود ورفد الجبهات هو الخيار الوحيد أمام شعبنا الذي سيعجل بساعة الحسم والوصول إلى النصر المؤزر.
وفي سبيل ذلك أمامنا الكثير من الخطوات على كل الأصعدة، منها الاهتمام بتطوير قدراتنا العسكرية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القوة الصاروخية التي نستطيع من خلالها إيصال الوفود اليمانية إلى مختلف عواصم العدوان لتقرع أسماعهم، وتذكرهم بأن اليمن لن يتردد عن استخدام كل الوسائل المشروعة في سبيل الدفاع عن أرضه وكرامته, واستمرار رفد الجبهات بالرجال والمال والتفاعل مع خطط وزارتي الدفاع والداخلية في التعبئة العامة.
كما أن من تلك الخطوات، تفعيل مؤسسات الدولة بكل طاقاتها، وتجاوز الروتين المعتاد لمواكبة التحديات، وتعزيز الصمود والعمل على ترسيخ الوعي الاقتصادي، وتشجيع الجانب الزراعي للاستفادة من أرض اليمن الطيبة في توفير القدر الأدنى من الاكتفاء الذاتي، وعلى الحكومة العمل بوتيرة عالية في هذا المجال، كما نهيب بالأخوة في حكومة الإنقاذ بتجاوز كل الآثار وتقييم الأداء والارتقاء بالأداء والعمل بأقصى الطاقات لمواكبة التحديات وتوفير المتاح من الراتب والخدمات الأساسية خاصة قبل شهر رمضان مع إدراكنا لحجم الصعوبات والتحديات الواقعية التي فرضها العدوان, ولكن إذا امتلكنا الإرادة والعزم والتصميم مستعينين بالله وعشنا حرارة الأحداث فسنحقق الكثير من الإنجازات ونتجاوز الكثير من الصعوبات بإذن الله تعالى.
وكذلك الدور الذي ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص في سبيل تعزيز الوضع الاقتصادي والخدمي، بالتعاون مع الدولة في مختلف القطاعات، وكذلك تعزيز سلطة القضاء والأجهزة الرقابية لنشر العدل ومحاربة الفساد, ومن تلك الخطوات أيضا الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية وتماسكها، والعمل بكل الوسائل على تعزيز التلاحم الداخلي بين جميع القوى، والوعي بمختلف المؤامرات التي تستهدف الشعب ووحدته الداخلية.
وفي هذا المقام نشيد بكل فخر واعتزاز بالتضحيات والمواقف الأسطورية التي يسطرها أبطالنا في كل الجبهات الذين هم السياج الفولاذي الذي تحطمت عليه كل آمال الغزاة والمحتلين، ونشيد بالتقدم الناجح في قدراتنا العسكرية وبالذات في القوة الصاروخية والدفاع الجوي والبحري.
ونؤكد أن الرسائل التي أرسلتها قوتنا الصاروخية إلى دول العدوان هي رسائل سلام، إذا أردت السلام فأحمل السلاح، وإذا أرادوا السلام فنحن مع السلام كما أسلفنا وكما قلنا لهم سابقا أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا، ما لم إذا استمرت غاراتكم فلنا الحق في الدفاع عن أنفسنا وبكل الوسائل المتاحة.
ولكل القوى السياسية الوطنية والنخب الثقافية والأكاديمية والعلماء كل الشكر والإجلال وجميع فئات الشعب على عظمة التلاحم وصدق المواقف في كل المحطات التي مرّ بها شعبنا، ونشيد بدور الأحرار في الخارج الذين نقلوا صوت اليمن إلى أسماع العالم ونظموا الوقفات والمؤتمرات والمعارض؛ لإيصال مظلومية الشعب.
وللأجهزة الأمنية كل الشكر والإجلال، فهم جبهة تقف جنباً إلى جنب مع الجبهة العسكرية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، والسكينة العامة، والحفاظ على تماسكها، ونشد على أيدي الأخوة في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان بالاستمرار في مسار تفعيل المؤسسة العسكرية وجعلها أولوية في الاهتمامات الحالية ونهيب بجميع المؤسسات بالتفاعل مع هذه الجهود.
ولا ننسى أن نقدم باسم شعبنا الشكر لكل الدول والكيانات والأحزاب والمنظمات التي تعاطفت مع مظلومية الشعب اليمني في كل أنحاء العالم في ظل صمت وتواطؤ السواد الأعظم من العالم.
وفي الختام: نؤكد لشعبنا أن قادم الأيام ستشهد تطورات في مختلف المجالات تهدف إلى تعزيز عوامل الصمود. في شتى المجالات.
سائلين المولى عز وجل أن يمن بالنصر المؤزر لشعبنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، ويشافي جرحانا وأن يفك أسر أسرانا، والنصر والعزة والسؤدد لشعبنا، والموت والذل والخزي والانهزام لأعداء شعبنا وأعداء البشرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.