صاروخ “بركان” من الرياض لـ “الصماد”: عام الحسم يا سيدي الرئيس.!!
تقرير: فؤاد الجنيد
بعد أعوام ثلاثة من الصمود والثبات، وأيام ثلاثة من تدشين “عام باليستي بامتياز”، تحط باليستيات ثلاثة في عمق أرض العدو وعاصمته، محققة ثلاثة أهداف إستراتيجية في مرحلة الدفاع عن الأرض والعرض، توزعت بين السياسية والإقتصادية والهجومية، ومعها فتح مراهق الرياض لبلده ثلاثة أهداف من انفتاح المسوخ تحت سقف التحرر، توزعت بين بطولة البولوت، وفتح دور السينما، والبراءة من الوهابية المتأسلمة.
قصف قاصف
في عملية نوعية لمسار معركة الهجوم اليمنية في باكورة العام الرابع، قصفت الطائرة المسيرة “قاصف” مطار أبها، وخزانات أرامكو في عسير، لتخرج الملاحة الجوية من الخدمة، ويغادر عشرات الأمراء من المدينة. وقبل ذلك بدأت القوة الصاروخية اليمنية في الذكرى الرابعة للعدوان على اليمن بارسال عدة صواريخ إلى العمق السعودي مستهدفة أربعة مطارات في الرياض وجيزان ونجران وعسير، وبعدها استمرت عملية الإطلاق بمعدل صاروخ باليستي يوميا، يستهدف المعسكرات والنقاط الاستراتيجية للجيش السعودي ومرتزقتهم. وهذا يعني أن منصات إطلاق الصواريخ التي زعم العدوان تدميرها بعد شهر من إنطلاق عاصفة الحزم، قد باتت اليوم عشرات المنصات، وتستطيع إطلاق زخات من الصواريخ في آن واحد، وعلى أهداف مختلفة ودقيقة، وهذا في حد ذاته يؤكد أن اليمنيون ناوون لحرب طويلة الأمد، وأن مخزونهم من الصواريخ الباليستية عددا مهولا وكافٍ لضرب العمق السعودي بشكل يومي، طيلة العام الباليستي ذي الإمتياز. وفي المقابل يبرهن هذا الماراثون الباليستي على أن منظومات الدفاعات السعودية منتهية الصلاحية، وكذا طيران الإستطلاع، وسرب الاقمار الصناعية التجسسية والحساسة.
بدر1، بالوقود الصلب
دخول منظومة الصواريخ التكتيكية بدر1 إلى المعركة غير استراتيجية الحرب نوعاً ما بعد إدخال منظومات بركان اتش2 وقاهر ام2، وتشير المعلومات العسكرية ان منظومة بدر1 اكثر دقة في تدمير الأهداف. إلى جانب ذلك، تعمل منظومة بدر الباليستية بالوقود الصلب، وهذا يعطيها أفضلية في السرعة وبعد المدى وحجم الدمار. ويأتي هذا التصعيد الصاروخي تجاه الأهداف السعودية في سياق الرد على الجرائم، والضغط على مملكة الشر لإيقاف الحرب ورفع الحصار، إضافة إلى أن هذا التصعيد ضد الأهداف الإقتصادية والعسكرية والحيوية، من شأنه كشف حقيقة الحرب للرأي العام العربي والغربي، بأن اليمنيون ليس في بنك أهدافهم استهداف المدنيين كما يفعل النظام السعودي.
رسائل إقتصادية
يأتي استهداف القوة الصاروخية اليمنية لمراكز ومواقع اقتصادية حساسة كـ”ارامكو”؛ لإيصال رسالة لولي العهد السعودي بأن رهانه على المال الذي يرفد به الخزانة الأمريكية والغربية لن يدم طويلا، وأنه سيجد نفسه وحيدا بعد أن تستنزف تلك الخزائن أمواله، ناهيك عن المواقف التي منحها اياهم على حساب الدين والعروبة بفعل هذا المال. وفي الوجه الآخر تبعث القوة الصاروخية اليمنية برسالة مفادها، أن اليمنيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الحرب الإقتصادية الممنهجة، والحصار الثلاثي برا وبحرا وجوا، وأن هذه الورقة ستطال مملكة الشر إن استمرت في غيها. وهذا كفيل أيضا بانزعاج وقلق رؤوس الأموال والمستثمرين في السعودية، وسيجعلهم يسارعون حتما إلى سحب أموالهم، ونقل استثماراتهم إلى أقطار أخرى، ودولة الإمارات معنية أيضا بهذه الرسائل.
رهان خاسر
رهانُ العدو إذن على استمرار أَمَد الحرب؛ بغية إضعاف الجيش واللجان الشعبية وَإضعاف الحاضنة الشعبية لهما، رهانٌ خاطئ وفي غير محله، فطولُ أَمَد الحرب -كما أثبتت الأعوامُ الثلاثةُ- يُكسِبُ اليمنيين المزيدَ من أوراق القوة، ويؤهِّلُهم لبناء قدرات دفاعية رادعة ما كانوا ليصلوا إليها لولا الحاجةُ التي فرضها العدوان، وفي المقابل يفقد العدو رُشدَه وأوراق قوته، ويمر بحالة غير مسبوقة من التفكك والتشرذم والتباين واختلاف الرؤى والصراع، فـ “التحالف” عاماً بعد عام يتآكل وينقسم على نفسه على مستوى الدول، ويتفكك على مستوى المجاميع التي جنّدها وغرّر بها.
وفي هذا الإطار تبعث القوة الصاروخية اليمنية رسالة سلام وحوار، وتؤكد أن خيار الحل السياسي -إن وجد- بالنسبة لليمنيين سيبقى قائما على الإستعداد العسكري، وأنهم ليسوا في وارد تقديم تنازلات، وتأتي هذه الرسائل بالتوازي مع حملة الضغوط على السعودية بشكل كبير مع تعاظم المأساة الإنسانية في اليمن، وتنامي الدعوات للحوار والتوصل إلى حل سياسي، وكان آخرها من الكونجرس الأميركي وباريس ولندن.