يد تبني ويد تحمي : مشروع الشهيد الذي لم يمت
يمانيون – متابعات
يد تبني ويد تقبض على الزناد، لم تكن تلك العبارة كلاماً هتف به الرئيس اليمني الشهيد لتتناقله وسائل الإعلام، ويتحدث عنه الناس في المقاهي والشوارع؛ بل كانت مسؤولية حملها على عاتقه معوّلاً على من حوله من الرجال المجاهدين الصادقين.
يد تحمي الوطن، ويد تعمل وتخطط وتنفّذ لمستقبل أفضل لأبنائه، هي استراتيجية وطنية وتاريخية في زمن حرب ضروس، وحصار مطبق وخانق، فيه يتم توثيق العلاقة بين مؤسسات الدولة، تمهيداً لتنشيط العمل والبناء والتنمية، وفي المقابل هناك يد أخرى تحمل السلاح للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره، والحفاظ على ممتلكاته ومكتسباته.
فالشعب اليمني، الذي استطاع أن يحمي وطنه ضدّ عدوان بربري عالمي، قادر بكل عزيمة ويقين أن يبنيه، وأن يجعل رؤيته للمستقبل إيجابية وطموحة نحو بناء الدولة المدنية التي تمتلك حق القرار السيادي بعيداً عن أي تدخلات أو وصاية، تلك السيادة التي دفع الشعب اليمني من أجلها خيرة شبابه وأبنائه، وقدم قوافل من الشهداء، وبذل عظيم التضحيات ليعيش حراً أبياً فوق أرضه وترابه، وكلّه أمل وقّاد نحو النهضة والتنمية والبناء.
ما وراء الشعار
كان الرئيس الشهيد متمتعاً بموهبة عالية في لمّ شمل الأطراف اليمنية وتعاضدها لتكون ذلك الحصن المنيع من اختراق الجبهة الداخلية أو زعزعتها، وظن العدوان بجريمته هذه أنه نجح في شرذمة الأطراف الصامدة والمواجهة له بكل قوة وحزم، ولم يتوقع أن الشهيد الصماد كان له هذا القبول والالتفاف حوله؛ ليس نتيجة لشخصه فحسب، بل أيضاً نتيجة للثقافة التي تغذّت بها روحه وعقله لتتجسد في أعماقه وفكره ومشروعه وتوجهه في واقعه، وفشل العدوان مرة أخرى.
من هنا يظهر جلياً أن شخص الشهيد الصماد فقط هو من غاب، ولكن لم تغب ثقافته وتوجهه ومشروعه وإخلاصه ووفاؤه وتفانيه في خدمة وطنه العزيز، والقيادة السياسية الجديدة هي الشهيد الصماد في العقل والفكر والتوجه والمشروع الذي نشده الشهيد وينشده الشعب اليمني في نيل حريته واستقلاله وعزته وكرامته، ليكون طرفاً قوياً على الساحة الدولية.
أهمية الالتفاف
إن أهمية الالتفاف حول القيادة السياسية يأتي من الأهمية في استمرار صمود الشعب اليمني، والمضي قدماً في مشروع الحماية والبناء الذي وضعه الشهيد الصماد، وكذلك في إفشال كل مشاريع زعزعة الأمن وإثارة القلاقل والشائعات، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الشعب للنيل منه حقداً وكرهاً في صدر هذا العدوان، وتظهر الأحداث الماضية والآنية مدى خطورة هذا العدوان والآثار التي قد تلحق بالشعب اليمني فيما لو تكاسل أو تخاذل أو تهاون أمام هذه الأحداث وخطورتها.
ففي هذا الالتفاف مساعدة القيادة في حماية الأرض والشعب والمال والعرض، وتسهيل الاستمرار في الإصلاحات، وتخفيف معاناة الشعب الصامد، الذي لم تزده هذه الجريمة إلا قوة وإصراراً وإرادة وعزيمة على مواجهة هذا العدوان الدنيء، وإن كل الأحرار من الشعب اليمني هم صالح الصماد، ومن خلال التكثيف في رفد الجبهات بالمال والرجال وبالإحسان والتكافل في أوساط المجتمع اليمني، ولن تكون الثلاثة أعوام الماضية إلا مدرسة يتخرج منها اليمنيون أشدّ عوداً وأقوى وقوداً، ليقتحموا العام الرابع بتفرّد وتميّز وهزائم للعدوان ومرتزقته، وكل هذا سيكون بالالتفاف حول القيادة السياسية لتعزيزها في الصمود، والاستمرار في القيام بمسؤولياتها، والاستمرار في مشروع بناء الدولة الجديدة التي ينشدها الشعب اليمني تحت شعار يد تحمي ويد تبني، حتى يكون الجميع بمستوى هذه التحديات التي انحنت إرهاقاً من صلابة هذا الشعب العظيم وبكل جدية ومسؤولية.
السيد يؤكد
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب له بعد تشييع الشهيد الرئيس، أن استشهاد الرئيس الصماد جدد العزم والهمّة وأحياها من جديد، لافتاً إلى أهمية المضي في تنفيذ مشروع الشهيد الرئيس، حيث قال: “من المهم أن يتجه المسؤولون الرسميون على أساس مشروع الشهيد الصماد، كما أن عليهم أن يتجهوا للبناء على الرغم من المشكلات والتحديات الصعبة، وأن يتقوا الله في النهوض بمسؤولية وحرص وأن يقوموا بخدمة الشعب”، وهذا تأكيد على جانب من المشروع “يد تبني”، وفي الجانب الآخر “يد تحمي” يقول السيد: “نحن معنيون بالتركيز على التجنيد والتحشيد للجبهات، ويجب على المنظمات الخيرية والتجار وأصحاب المال أن يعتنوا بأسر المرابطين، يجب أن يطمئن المجاهد الذي يذهب للجبهات أن هناك من يهتم بأسرته”.
مسك الختام
يؤمن اليمنيون قاطبة أن الشهيد الرئيس صالح الصماد كان رجل دولة استثنانياً، جاء في وقت عصيب، واستطاع السير بين الألغام بحكمة وذكاء حتى لقي الله شهيداً، وهو يعمل على تنفيذ وتطبيق مشروعه الذي أطلقه مع بدء العام الرابع للعدوان “يد تبني ويد تحمي”، لتصبح وصيته مسؤولية وطنية ينبغي على الجميع التحرك لتنفيذها، ولعل استهدافه بغارات طيران العدوان يجعل اليمنيين أكثر إصراراً على البناء ومواصلة الجهاد، وعدم الرضوخ والاستسلام، ليقينهم بأن المرحلة تستدعي من الجميع التكاتف مع قيادة الثورة والقيادة السياسية لتحقيق هذا المشروع النضالي والتنموي.