المنتظر .. من “مهدي” المرحلة
علي احمد جاحز
برغم الانجازات الكبرى التي لمسها الناس في وقت قياسي، فقد حمل الرئيس الشهيد الخالد صالح الصماد اعباءا ثقيلة ومسؤليات تاريخية اقتضتها ولاتزال تقتضيها المرحلة المفصلية التي يمر بها اليمن ، وهاهو يرحل ويترك كل تلك الاعباء والمسؤوليات ليحملها الرئيس مهدي المشاط .
،،
صحيح لم يكن ينتظر الناس من الرئيس الشهيد الصماد اكثر من ادارة دفة السفينة بوجه الامواج التي تضربها من كل اتجاه وتنظيفها من الفئران التي كانت تحاول ان تقضم جدرانها الحصينة من الداخل لتخترقها الامواج، وهي مهمة غاية في الصعوبة ، وقد انجزها ورحل .
،،
غير ان المنتظر من الرئيس مهدي المشاط قد يكون اكبر واصعب، ليس لان الرئيس الشهيد ترك عمله ناقصا ، بل لان الشعب اليمني رفع سقف المأمول من هذه النماذج الجديدة التي وصلت الى غرفة القيادة وهي تحمل مشروعا جديدا وتتحرك برؤية جادة باتجاه تحقيق غايات سامية.
،،
النموذج الجديد في قيادة اليمن و الذي جسده الرئيس الشهيد الصماد، ترك ثورة في وعي اليمنيين ، وجعلهم يرفعون منسوب الأمل والطموح في امكانية ان تحقق قيادتهم الجديدة التي يمثلها حملة المشروع التحرري القراني في ظل العدوان والحصار الكثير من الانجازات التي لم تحققها انظمة سابقة في اوقات الاستقرار و الترف ، وهو ما يضع الرئيس المشاط امام مسؤليات كبيرة تقتضيها استحقاقات مرحلة مابعد الرئيس الشهيد الصماد.
،،
وبالطبع لاينتظر الناس تحقيق المحال ولا تغيير الحال بين عشية وضحاها من الضيق الى الفرج،
وهو وعي شعبي يتناغم مع وعي القيادة بالممكن والمتاح ، والمطلوب من الرئيس المشاط هو التحرك في ميدان الممكن والمتاح، وهو ميدان كبير ومساحته واسعة .
،،
باعتقادي ان الرئيس مهدي المشاط يدرك ويعي اننا بعد تطهير الساحة من اخر وباء كان يتمثل في عفاش وعصابته ، اصبحنا نحمل مسؤلية تاريخية مع كل الشرفاء في هذا الوطن امام الاجيال القادمة ليس فقط في حماية مكسب التحرر من حكم الخونة والمرتزقة بل في وضع قواعد ومداميك النهضة والتنمية والبناء من الان .
،،
بنفس القدر، من المهم ان يتعاطى الرئيس المشاط مع المهمة العظيمة التي كلف بها باعتبارها مسؤلية ثابتة ومستمرة على عاتق المشروع التحرري الذي يحمله وليست مهمة تصريف اعمال يقوم بها مهدي المشاط حتى يأتي واقع جديد وشرعية جديدة مثلا .
،،
بل من الضروري باعتقادي ان يعمل الرئيس المشاط بجدية على تنظيف وعي قيادات السلطة التي يرأسها من وباء ثقافة الانتظار لسلطة افتراضية ستأتي بها تلك الحلول الوهمية ليتم تسليمها مسؤلية الانطلاق في طريق البناء والتنمية، وهذا يقتضي ان يحسن اختيار فريق العمل ممن يحملون ثقافة التحرك والبناء بروحية عالية .
،،
ما ينتظره الناس ان تضع القيادة برنامجا ذا ابعاد استراتيجية على كل المستويات ويضع اهدافا قابلة التحقيق ويتحرك قي كل الاتجاهات لتطبيع الحياة السياسية داخليا وخارجيا والاقتصادية داخليا وخارجيا، ويستنفر كل الامكانات المتاحة لوضع اساسات البناء والتنمية واصطياد الفرص من بين مخالب التحديات .
،،
اخيرا ، مثلما اتمنى التوفيق والسداد والعون للرئيس مهدي المشاط ، اتمنى ان يأخذ محتوى سطوري هذه برحابة واهتمام ، واعي وادرك حجم المسؤلية وضخامة المهمة ، وبرغم اني لم اتمكن من التعرف عليه من قبل، لكن لدي الثقة العالية بانه احد رجال المشروع الثوري وتربية المنهج القرأني وهذا مؤهل كاف ليكون عند مستوى الثقة . وباذن الله لن يخذلنا.
حفظ الله الرئيس المشاط .. والسلام على روح الرئيس الشهيد الصماد
وسننتصر باذن الله..