المقاتل اليمني الأقوى في العالم: أروي ما شاهدته بعيني
يمانيون
لامجال للمقارنه اذا ما تحدثنا عن الترسانه العسكرية التي تمتلكها السعودية وبين الامكانيات العسكرية المتواضعة التي تمتلكها صنعاء.. لكن الصحيح ايضا انه لامجال للمقارنه، بين المقاتل اليمني والمقاتل السعودي او من يسانده من المقاتلين الاجانب..
ما اكتبه هنا هو مما رأته عيني عند زيارتي للحد الجنوبي..
سأحدثكم عن اخطر المحاور القتاليه، في جبهة نجران والتي، لاتتوقف فيها الغارات مطلقا وهو محور الشرفه والشبكة.
قبل الدخول الى هذا المحور اخبرني احد المرافقين الذي يدلنا على الطريق الذي، يسلكه بشكل يومي مشيا على الاقدام لتزويد المقاتلين بالمؤنه يحمل على ظهره قرابة 40 كيلوا من المؤن ويمشي لست ساعات يوميا تحت حر الشمس حتى يصل بالمؤنه الى رفاقه فالطريق وعرة ولايمكن حتى للدراجه الناريه ان تسلكه كما انها محفوفه بالمخاطر نظرا للتحليق المكثف لطيران الاستطلاع. اخبرني هذا، المقاتل الذي، يحمل المؤنة الى رفاقه بأننا قد لانعود ونستشهد في الطريق.. يحدثني بأنه كل يوم يسلك هذا الطريق وامنيته الشهادة..كانت الساعه 5.30 صباحا بعد ان صلينا الفجر بدأنا بالتحرك مشيا على الاقدام.. وعندالساعة العاشرة كانت حرارة الشمس لاترحم وتحليق الطيران لايتوقف وكان المقاتل الذي يرافقني يميز بين طائرات الاستطلاع الخطيرة وغير الخطيرة.. وعندما تحلق طائرة الزنانة هنا لابد من البحث عن اقرب مكان نحتمي فيه او نقف باماكننا دون تحرك بوضعية الجلوس.. كان علينا ان نتموه لاربع ساعات في الطريق نظرا لتحليق طائرة الزنانة بينما حرارة الشمس تزداد سخونة وبعد مشقه كبيرة وصلنا الى المكان عند، الساعه 2 بعد الظهر..
اثناء تواجدي في محور الشرفة الشبكة العسكري السعودي والذي يقع تحت سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية وهو من اهم المحاور المطله على مدينة نجران ومن هذا الموقع نرى المدينة نجران وهي لاتبعد اكثر من 10كيلومتر واصبح مسالة اقتحام المدينة نجران مسألة قرار سياسي، كما تؤكد قيادات عسكرية.
الزحوفات التي يقوم بها الجيش السعودي بمسانده قوات سودانية وكذلك مجندين يمنيين لاتتوقف وبشكل يومي، في محاولة لاستعادة هذا المحور الهام الذي، هو عبارة عن سلاسل جبلية تحيط بمدينة نجران.
عشرات الغارات ترافق هذه الزحوفات وتحليق متواصل لطيران الاستطلاع ولكن دون جدوى يتكبد فيها الجانب السعودي الخسائر الكبيرة كون هذه المواقع ذات تحصينات دفاعية وتضاريس صعبة كما انها تحوي تجاويف صخرية ولايستطيع الطيران ان يحقق فيها اية انتصارات بينما تلك الزحوفات التي يشنها الجانب السعودي لاتستطيع التقدم شبرا واحدا والعجيب ايضا ان عدد من يتواجدون في هذه المواقع من الجيش واللجان الشعبية بالعشرات.. يصدون تلك الزحوفات الكبيرة التي يشارك فيها طيران الاباتشي وf15 وكذلك الاستطلاع وغيرها من الاسلحة بينما يستخدم المقاتل اليمني اسلحة خفيفة ومناسبة لمثل هذه التضاريس.. البعض لن يصدق كيف يستطيع هؤلاء باسلحتهم الخفيفة صد هذه الزحوفات..
في هذه السلاسل الجبلية التي تدعى الشرفة والشبكة لايستخدم الجيش واللجان الشعبية عربات عسكرية او غيرها وذلك كون طيران الاستطلاع لايبتعد مطلقا عن سماء المنطقه وبالتالي فانهم يعتمدون اسلوبا قتاليا احترافيا ويستغلون تلك التضاريس الوعرة فوجود صخرة معينة كفيله، بان يتمركز فيها مقاتل واحد لايتزحزح من مكانه ويؤدي دوره في تغطية او رصد تحركات الجيش السعودي الذي يتمركز في موقع الفواز العسكري وهو الموقع الوحيد المتبقي للجيش السعودي في هذا المحور وبالتالي فان الخبرات القتالية العالية التي يمتلكها المقاتل اليمني خصوصا في التضاريس الجبلية الوعرة كانت كفيله بصد مئات الزحوفات التي يقوم بها، الجانب، السعودي.. اما الغارات التي تشنها المقاتلات في هذا المحور فهي بالعشرات بشكل يومي لكن لاتحقق شيئا في الاغلب.. كما ان المقاتل اليمني يمتلك عقيدة قتالية وتعد السلاح الاقوى بالنسبه له.
ومالفت نظري تلك العزيمة القتالية والقدرة على التحمل وادارة المعركة وتقسيم المهام والالتزام بالتعليمات والمجازفات.. المقاتل اليمني لايمكن ان يترك صديقه الجريح او الشهيد مهما كلف الامر وان ادى ذلك الى استشهاده.
في محاور اخرى من الحد الجنوبي وتحديدا في جيزان رأيت البطولات وعرفت معنى قوله تعالى( أولو قوة وأولو بأس شديد) وعرفت ايضا ان الجيش السعودي لايمتلك اي خبرة في المعارك البرية.. رافقت المقاتلين اليمنيين في احدى عمليات الاقتحام لاحد المواقع السعودية.. اثنا عشر مقاتل فقط يحملون اسلحة خفيفة وفتاكة يتبعون وحدة الهندسة العسكرية ووحدة القناصه ووحدة الاقتحام ووحدة الرصد.. الموقع الذي سيتم اقتحامه عبارة عن تبة تحوي رقابه وتتواجد فيه عدة اليات عسكرية أي انه موقع يمنح من يتمركز فيه تحصينات دفاعيه.
بدأ المقاتلون بالتسللل وصولا الى محيط الموقع واخرون الى القرب من مترس الجانب السعودي، في الموقع والمجموعه الاخرى الى منطقه تسمح لهم برؤية الاليات السعودية وبدأت هذه المجموعه بتصويب الاليات واعطابها فيما المجموعة الاخرى اشتبكت مع حامية الموقع وقتلت منهم سبعه وفر اخرون عبر احدى المدرعات المتواجده خلف مبنى الرقابة والمجموعة الثالثة قامت بتفجير الرقابة..
مقاتلون بهذا الاستبسال وهذه الشجاعة يقتحمون مواقع ذات تحصينات دفاعية تحوي اسلحة حديثة عبارة عن نواظير وقناصات ومدرعات ليس امامك الا ان ترفع لهم القبعه.
نعم اقولها بملء الفم ان المقاتل اليمني اكثر خبرة في التعاطي مع الطبيعة الجغرافية كيفما كانت وذلك يعود لخبراتهم المكتسبه في القتال، من الحروب الست في صعدة مايثبت ذلك الاسلحة التي يستخدمونها والتي هي عبارة عن اسلحة خفيفة لكنها فتاكة وتتناسب مع الطبيعة الجغرافية واصابة الهدف ومن هذه الاسلحة صواريخ الكورنيت التي تستخدم في تدمير دبابة الابرامز فخر الصناعات الامريكية بالاضافة الى الصواريخ قصيرة المدى، وغيرها من الاسلحة التي تستخدم في حرب العصابات.
كما يتخذ المقاتل اليمني استراتيجية قتاليه تجمع بين الحرب النظامية وحرب العصابات والاخيرة اكثر ما يتم استخدامها كونها اكثر استنزافا للجيش السعودي الذي يعتمد بدرجة رئيسيه على الحرب النظامية.
يعتمد المقاتل اليمني على اسلوب المباغتة في اقتحام المواقع السعودية وصناعة الكمائن والالغام اثناء وجود زحوفات ناهيك عن اعتماده على عمليات القنص باسلحة كندية متطورة حصلوا عليها كغنائم عند اقتحامهم لمواقع سعودية بالاضافة الى الاسلحة المضادة للدروع هذا بالاضافة الى العقيدة القتالية التي تعد السلاح الاقوى.
واجمالا فان تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهات ماوراء الحدود، رغم الترسانه العسكرية السعودية المتفوقة وسلاح الطيران يؤكد بأن العقيدة القتالية تلعب دورا كبيرا في ميدان المعركة ويضعنا امام حقيقة مطلقة بأن المقاتل اليمني الذي استغل امكانياته المتواضعة والبسيطة في مواجهة اكبر ترسانة عسكرية لم تتمكن من حماية حدودها يعد الاقوى والاشرس في العالم ويعترف بهذا الامريكان وغيرهم ممن حاولوا غزو اليمن.
* كامل المعمري ـ رأي اليوم