هل ضاعت القدس..؟
حميد دلهام
بين قرار ترامب وإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وبين تنفيذ القرار والاحتفال رسميا بنقل السفاره يبدو الفرق واسعا, وأكثر من مستغرب…
فالحراك العربي الشعبي الرافض عموما , والفلسطيني على وجه الخصوص أخذ منحا ًعكسياً, وبدلاً من أن يتصاعد فوجئنا به يتراجع ويرضخ للامر الواقع..
هذا لا يعني التقليل من التضحيات و الجهود الجباره التي قدمها ويقدمها اهلنا المرابطين في فلسطين من ابناء الشعب الفلسطيني , فلن ننسى ولن ينسى التاريخ أن ضريبة الوقوف في جه ذلك القرار الظالم , كانت مكلفة وباهضة الثمن, وأنها دُفعت بسخاء بارواح ودماء أكثر من ستين شهيد, و بنزيف وجراح أكثر من ثلاثه آلاف جريح فلسطيني , وذلك ليوم العار العالمي لوحده ,أي ليوم نقل السفاره لوحده , فضلا عما سبق وما لحق وما سيلحق من تضحيات وقرابين يقدمها شعبنا الفلسطيني العزيز في مسيرات العوده المباركة.
كل ذلك محسوب ومشكور..وسيضل في الحسبان, ولكن المؤسف والمحزن ان تلك المسيرات المباركة إنطلقت من غزة , وظلت محصورة فيها , ولم تنتقل العدوى الى مدن ومناطق اخرى من الاراضي الفلسطينة المحتلة..هذه الفكرة الجيدة لماذا لم تستثمر الا في القطاع فقط..?? واذا كانت ظروف بقية المدن والمناطق الفلسطينية الاخرى , لا تتلائم مع تلك الفكرة, فلماذا لم نشاهد طرق أخرى يتبعها أهلنا في تلك المدن والمناطق الفلسطينية , للتعبير عن الرفض والوقوف في وجه ذلك القرار الظالم , والحماقة السياسية الرعناء لترامب المشؤوم..
أين أبناء القدس؟ وأين رام الله وأبناء الخليل..وأين و أين..؟؟
أين تلك الانتفاضة الشعبية المباركة لأهلنا في كل الانحاء المحتلة , التى خرج بها شعبنا الفلسطيني العزيز, بعد إعلان ترامب مباشره نيته نقل السفاره الى القدس والإعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب؟ ماذا استجد؟؟ ولماذا هدأت الاوضاع بعد أن اشتعلت تنديدا ورفضا لذلك القرار الأرعن..?? ألم يكن من الأولى أن تستمر تلك الانتفاضة..بل أن تتصاعد مع تنفيذ القرار ودخوله حيز الواقع..!!
لماذا تترك غزه لوحدها تواجه ذلك القرار وبصدور عارية وبقوافل يومية من الشهداء والجرحى..؟؟ ولماذا يبقى الغزيون وحدهم, هم من يدفع الثمن نيابة عن الشعب الفلسطيني خاصة , والامتين العربية والاسلامية بشكل عام..؟؟؟