أفق نيوز
الخبر بلا حدود

إصلاحات بن سلمان رعب يطال المطالبين بحقوق الانسان في السعودية

150

يمانيون – متابعات

“رجل التناقضات”.. هكذا وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قدم نفسه على أنه مدافع عن المرأة وحقوقها ثم قام باعتقالها.

ففي برنامج (60 دقيقة) الذي يعرض على شبكة “سي بي اس’’ الأميركية اعرب بن سلمان عن اعتقاده بان النساء والرجال كانوا متساوين، مضيفاً: “نحن جميعاً بشر، ليس هناك فرق”. ولكن الحقيقة بدت خلاف ذلك او متناقضة لما يروج له الأمير الشاب، وفي مفارقة واضحة عند بداية اعلان نية السلطات السعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارة، ذكرت أنباء أن السلطات السعودية قامت بالاتصال بأبرز النشطاء وحذرتهم من التحدث إلى وسائل الإعلام حول هذا الأمر.

ثورة التغيير والانفتاح

الواقع كذب ادعاء ابن سلمان بالمساواة بين الرجل و المرأة وأعتقلت السلطات السعودية منتصف 15 مايو/آيار الجاري سبعة من النشطاء والناشطات البارزين في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة، عرف من بينهم إيمان النفجان ولجين الهذلول وعزيزة اليوسف وعائشة المانع وإبراهيم المديميغ ومحمد الربيعة، وينشط هؤلاء بشكل خاص في مجال حقوق المرأة.

وفيما يلي نبذة عن أبرز المعتقلين:

لجين الهذلول

لجين الهذلول من مواليد 1989 درست في الولايات المتحدة وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق المرأة خصوصا. وهي متزوجة من الكوميدي فهد البتيري.

اعتقلت سابقاً لمدة 73 يوما عام 2014 بسبب قيادتها سيارة خاصة في تحد لمنع النظام السعودي لقيادة السيدات للسيارات، عند محاولة دخول المملكة عبر الحدود المشتركة مع دولة الإمارات وهي تقود السيارة برفقة الصحفية السعودية ميساء العمودي.

عزيزة اليوسف

عزيزة اليوسف هي من بين اوائل الناشطات المطالبات بحق المرأة في قيادة السيارة، كما قادت حملة لرفع وصاية الرجل على المرأة وقدمت التماسا في هذا الشأن الى المللك سلمان بن عبد العزيز حمل اكثر من 14700 توقيعا، لرجل وامرأة على عريضة تلخص مطالب حملتها.

ايمان النفجان

درست النفجان في بريطانيا وتكتب في الصحف البريطانية من حين الى آخر وهي تقول عن نفسها في مدونتها التي تحمل اسم “مدونة المرأة السعودية” باللغة الانجليزية : أنا أم لثلاثة أبناء ومساعدة مدرس في مجال اللسانيات في جامعة الرياض اختارتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية ضمن قائمة المفكرين العالميين لعام 2011.

عائشة المانع

من المدافعات منذ فترة طويلة عن حقوق المرأة وتنظم حملات من أجل حق المرأة في قيادة السيارات منذ التسعينات . وشاركت و إيمان النفجان وعزة اليوسف في احتجاج على حظر قيادة السيارات في عام 2013.

المحامي محمد الربيعة

ناشط في مجال مقاومة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ومناصر للقضية الفلسطينية ويبدوا أن تهمة الربيعة هب مقاومة التطبيع ولو كان مؤيداً له لما أعتقل.

الاعتقالات العشوائية

وفي هذا الأطار زعمت وكالة الأنباء السعودية إن السلطات ألقت القبض على سبعة أشخاص للاشتباه في تواصلهم مع جهات خارجية وتقديم دعم مالي لعناصر معادية في الخارج، في خطوة جاءت لتبرير اعتقالاتها العشوائية التي تطال الناشطين .

هذا فيما تابعت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها قائلة أن البيان الرسمي الذي صدر عن “المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة” السعودية حفل بعبارات ومصطلحات بدت مبهمة، حيث قال إن من وصفها “بالجهة المختصة” رصدت “نشاطا منسقا” (لم يحدده البيان) لمجموعة من الأشخاص “قامت من خلاله بعمل منظم للتجاوز على ما أسماه بالثوابت الدينية والوطنية”.

وفور اعتقال النشطاء ضجت وسائل اعلام تدعمها الدولة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وغيرها بتغريدات وصفت المعتقلين بـ”عملاء السفارات”، وهي الجملة التي شكلت الوسم الذي تصدر قائمة الأكثر تفاعلا عالميا لساعات، ما أثار حفيظة دبلوماسيين في السعودية قالوا إن حكوماتهم ستناقش هذا الأمر في جلسات خاصة مع السلطات السعودية.

وعملاء السفارات مصطلح انطلق من لبنان إلى العالم العربي ويعني جواسيس مع السفارة الاسرائيلية، وهذا لا يمكن تطبيقه على السعودية لأن النظام باكمله تابع للسفارة الاسرائيلية.

إلى ذلك قالت وكالة “رويترز” نقلاً عن دبلوماسي سعودي أن ”هذه التصرفات لا تتفق مع رسائل الإصلاح التي يعتمد عليها التأييد الغربي لرؤية إبن سلمان 2030“، وذلك في إشارة إلى ما يسمى بـ”البرنامج الطموح للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي في السعودية”، الذي يتبناه ولي العهد السعودي، وأضاف: ”هذه الإجراءات سيكون لها عواقب“.

قدم محمد بن سلمان نفسه ابتداء كمصلح، ولكن وعوده ذهبت هباء وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية اذ قالت هيذر ناورت إن واشنطن تدعم برنامج الإصلاح السعودي ولكنها تشعر بقلق بشأن احتجاز هؤلاء الأشخاص،”ندعم إعطاء مساحة للمجتمع المدني ولحرية التعبير أيضا. ولكن بوجه عام نشعر بقلق بشأن ذلك ونتابعه عن كثب“.

بدورها، نددت منظمات حقوقية دولية بممارسات النظام السعودي وقالت منظمة العفو الدولية لرويترز، إن سبع نساء ورجلين محتجزون حاليا بالإضافة إلى ”ناشط لم يكشف النقاب عن هويته“. وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أيضاً هذا العدد الإجمالي. وقال ناشط إن 11 شخصا احتجزوا وهم سبع نساء وأربعة رجال.

وفي السياق نفسه، قالت سماح حديد مدير حملات منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط ان المنظمة تشعر بقلق من التقارير التي تحدثت عن احتجاز عدد آخر من الأشخاص.. ودعت السلطات إلى كشف مكان هؤلاء وتوضيح الاتهامات الموجهة لهم“.

من جانبها، قالت مديرة فرع “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط سارة ليا ويتسن، “يبدو أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء الناشطون تكمن في أن رغبتهم في رؤية النساء يقدن السيارات سبقت رغبة محمد بن سلمان في ذلك”، ووصفت ويتسن حملة إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنها “رعب يطال المطالبين بحقوق الإنسان وتمكين النساء، وأن السجن مآل من يبدي تشككا في برنامج ولي العهد”.

ختاما ينبغي القول بان التغيير في المملكة السعودية الذي يسعى إبن سلمان إلى تحقيقة يواجه تحديات كبيرة يفرضها على نفسه من خلال القمع والاعتقالات، مقابل مطالبات أميركية وأوربية، باصلاحات لا طاقة له بها وإن نفذها ستؤثر على مصير نظامه الوهابي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com