أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قيادي في أنصار الله يكشف تفاصيل اللقاء الأخير مع علي محسن قبل المواجهات التي انتهت بهروبه من صنعاء

149

يمانيون – متابعات

أثارت المقابلة التي أجرتها قناة MBC  السعودي مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الكثير من الجدل بعدما كشف تفاصيل توليه تهريب المرتزق العجوز الجنرال علي محسن الأحمر من صنعاء عندما دخلها أنصارالله  في 21 سبتمبر 2014 وقال إنه طلب هيلوكوبتر مدعياً أنه يريد نقل زوجته وأولاده من صنعاء إلى السعودية للتمويه بهدف تهريب علي محسن الأحمر الذي لجأ للسفارة السعودية في ذلك اليوم.

وعلى وقع هذا الجدل كشف محمد ناصر البخيتي عضو المكتب السياسي  لأنصارالله تفاصيل الوساطة الأخيرة مع المدعو علي محسن الأحمر قبل دخولهم صنعاء وذلك في منشور مطول رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك.

وكشف البخيتي تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع  الأحمر ونتيجة الوساطة التي فشلت في لحظاتها الأخيرة والتي شهدت عرضاً من الأحمر بالتحالف مع جماعة أنصارالله.

 

مقال محمد البخيتي في السطور التالية:

الوساطة الأخيرة (علي محسن)

محمد ناصر البخيتي

اتصل بي محمد علي سعيد البخيتي وهو ضابط في الفرقة الاولى مدرع ومقرب من علي محسن الاحمر وقال انه يريد اللقاء بي ضروري. التقيت به في جامع الروضة وسألني سؤال مباشر متى تنوون دخول الفرقة؟ قلت له ومن قال لك اننا ننوي دخول الفرقة اصلا حتى تسألني متى, وكان ذلك اللقاء أيام الحرب في عمران. قال لي إلا والمسألة مسألة وقت.

قلت له شوف الصدام بيننا وبين علي محسن الاحمر ليس حتميا حتى تطرح هذا السؤال. فقال لي معقول!!!

قلت له نعم لأن مشروعنا كبير وهو بناء أمة وليس الانتقام من احد ونحن على استعداد لتحقيق حالة السلم بيننا وبين علي محسن اذا قبل، ليس حبا فيه وإنما لان استمرار الصدام يعني سفك المزيد من الدماء. واذا اتفقنا مع علي محسن وحققنا حالة السلم فسنحقن الدماء الان وفي المستقبل وسيكون هذا الاتفاق نموذجا ولبنه لبناء السلام في اليمن لأن لا أحد يتوقع أن نتفق مع علي محسن.

نظر لي بعمق وقال: صحييييييح ولكن على اي اساس؟

قلت: على اساس ان يوقف علي محسن كل أعماله العدائية ضدنا ويقطع علاقته بالقاعدة في مقابل أن لا نقوم بأي اعمال انتقامية ضده ولا ضد من معه لا في انفسهم ولا أموالهم.

لم يستوعب, وقال هذا رأيك انت وليس رأي الجماعة, صح؟ قلت له هذا رأيي ورأي السيد ورأي كل انصار الله لأننا بناة أمه ولسنا طلاب ثأر.

اعجبته الفكرة وقال أنا متأكد ان علي محسن سيوافق ولكن لازم تأخذ الموافقة من صاحبك اولا وانا اكلم صاحبي.

قلت له اذا طرحت الموضوع على علي محسن بهذا الشكل فقد يعتبره ضعف منا كما هي عادته ولن تنجح في وساطتك, لكن اذا اردت ان تنجح اطرح عليه الموضوع كمقترح منك انت وشوف ايش ردة فعله وعليه تبدأ وساطتك, واتفقنا على هذا الأساس وذهب كلا منا لحال سبيله.

بعد ساعات اتصل بي وقال لي صاحبي موافق وطلب اللقاء بي وجها لوجه. التقيت به اليوم الثاني وكان الى جانبه ضابط اخر من الفرقة ويدعى علي الجرادي وعرفه لي بأنه من الضباط الذين لا يتفقون مع علي محسن لأنه زيدي ولكن محسن لا يثق في احد كما يثق فيه لأنه صادق ودغري. أعدت عليهما ما سبق وطرحته وقالوا لي أن علي محسن موافق ولم يبقى إلا موافقة السيد.

بلغت مكتب السيد وجاء الرد بعد يوم أو يومين بأنه اذا كان هذا العرض من علي محسن فالسيد موافق. تواصلت بمكتب السيد وشرحت لهم ملابسات ما حصل ولكن الرد تأخر وكان محمد علي سعيد البخيتي يتصل بي كل يوم تقريبا ويقول لي أن صاحبه جاهز.

تواصلت بالمكتب مرة اخرى وقلت لهم مندوب علي محسن يتواصل بي كل يوم وهذا دليل انه راغب في الاتفاق, فجاء الرد اخيرا بالموافقة.

بعد أن جاء الجواب من السيد بالموافقة قرر علي محسن الاستغناء عن محمد علي سعيد البخيتي والاعتماد على علي الجرادي كوسيط وحيد واخبرني بأن علي محسن الاحمر يريد اللقاء بي. قلت له لقد اليت على نفسي أن لا ألتقي بعلي محسن الاحمر ولا علي صالح ولا حميد الاحمر لأنهم قد اساؤوا للشعب اليمني وعلي محسن الاحمر يعرف ذلك جيدا وسبق وطلب اللقاء بي عام 2011 عندما كنا في ساحة التغيير ولكني رفضت وفعلت نفس الأمر مع البقية. حاول علي الجرادي اقناعي ولكني رفضت وقلت له اعتبر الموضوع منتهي.

عندما اخبرت مكتب السيد برفضي اللقاء بعلي محسن قالوا لي لا مشكلة في اللقاء شرط ان يكون في مكان محايد. بعدها تواصل بي علي الجرادي والتقيت به وقال لي أن علي محسن يريد اللقاء بي حتى يطمئن وانه يرغب في بحث المزيد من القضايا وانه مستعد حتى للتحالف معنا. قلت له بلغه, أن لا نكذب على بعضنا فيكفي ان نحقق حالة السلم فيما بيننا وبينه وبعدها لكل حادث حديث وانا مستعد للقاء المباشر معه بشرط ان لا نبحث اي موضوع اخر عدى إقرار ما تم الاتفاق عليه وأن يكون في مكان محايد. حاول الوسيط اقناعي على مدى ايام بقبول نقاش القضايا الاخر ومنها التحالف مع علي محسن ولكني أصريت على الشرط وطلبت من الوسيط انهاء الموضوع إذا لم يقبل علي محسن بشكل واضح وصريح بما سبق واتفقنا عليه وان الهدف من اللقاء هو طمأنته وإقرار الاتفاق فقط وليس لمناقشة اي قضايا اخرى.

بعد موافقة علي محسن على الشرطين, حددنا موعد اللقاء في بيت ابن اخت علي الجرادي وفي الطريق اكتشفت اننا في باب بيت علي محسن وكان هناك عدد كبير من الجنود المدججين بالسلاح فرجعت من بابه لان علي محسن خالف ما اتفقنا عليه بخصوص مكان اللقاء.

بعد أن وصلت للبيت تمالكني شعور قوي بعدم الرضى لأني لم اكمل المهمة لذلك قررت ان اعمل استخارة حول الموضوع وان طلعت جيده انتظر اتصال الوسيط.

بمجرد ان اكملت الاستخارة التي كانت ايجابيه, أتصل بي علي الجرادي وابلغني اعتذار علي محسن الاحمر عن الاخلال بالاتفاق حول مكان اللقاء مضيفا ان محسن قال ان الناس يذهبون الى بيت السيد لمقابلته فلماذا لا أعامله بالمثل. قلت له انا كنت ارفض اللقاء به ولم اوافق إلا على أن يكون في مكان محايد ولكن لا بأس أن اقابله في بيته ولكن عليه ان لا يخل بالشرط الاخر, وهو عدم فتح اي موضوع آخر للنقاش عدى إقرار ما تم الاتفاق عليه، واصريت على أن يأخذ منه إقرار صريح بذلك. اتصل بي بعدها وقال ان علي محسن الاحمر موافق ويعد بعدم فتح اي نقاش اخر.

التقيت به في مكتبه وشربت كوب شاي وكان واضح انه ينتظر مني أن ابدأ الحديث وكأنه لم يسبق لنا الحديث والاتفاق. قررت في نفسي أن اعيد طرح الموضوع عليه بكل تواضع وأن اجعله في موقع الند لنا حتى لا يشعر بأي حرج او اهانه لكي نحقن الدماء وان لم ننجح نقيم عليه الحجة امام الله سبحانه وتعالى.

وقلت له: اليمن تشهد تحول سياسي ولم يعد في إمكان أحد وقف هذا التحول, ومن الطبيعي أن يأتي هذا التحول لصالح طرف وعلى حساب طرف وحتى لا نكرر اخطاء الماضي في اقصاء بعضنا البعض ارى ان نتصرف كأمة عاقلة, وذلك بأن يكتفي الطرف الذي من صالحة التحول السياسي بأخذ حقوقه وأن لا يتجاوزها لحقوق خصومة, في مقابل أن يتقبل الطرف الذي ليس في صالحة التحول السياسي بهذا التحول وأن لا يقاوم حصول خصمه على حقوقه إلا في حال تجاوزا لحقوق غيره. وضربت له عدة امثلة على هذا السلوك الحكيم لبعض الأمم, ومنها قضية انهاء الصراع بين الفرنسيين والانجليز في كندا بعد انتصار الإنجليز, وانهاء الصراع بين السود والبيض في جنوب افريقيا بعد انتصار السود.

وقلت له يجب ان نكون صادقين مع انفسنا فليس المطلوب منا ان نود بعضنا البعض فقد اوجعتانا وأوجعناك (وكان ذلك بعد مقتل القشيبي) والمطلوب الان هو حقن الدماء, ونقلت له قول احد شعراء الحدا في حل قضية ثأر سالت فيها الكثير من الدماء حيث قال في اخر بيت: وياكم تقاتلنا وياكم بيننا … واليوم سدينا وما في القلب فيه. وان تحقيق السلام فيما بيننا وبينك سيكون نموذجا للباقين وللأجيال القادمة.

في البداية شكرني على ما سماه ثقافتي الواسعة ومن ثم دخل في موضوع السادة والقبائل وأسهب كثيرا في الموضوع واستغربت مدى سطحيته وجهله مما اضطرني لمقاطعته قائلا أن هذا خارج موضوعنا الذي سبق واتفقنا عليه والتقينا من اجله.

عندها قال انا لا امثل نفسي فقط, وأنا جزء من تحالف ويجب ان يكون الاتفاق بيني وبينكم باسم التحالف. سألته من التحالف الذي تمثله؟ تردد كثيرا ثم قال حزب الاصلاح. قلت له اذا اردنا الاتفاق مع الاصلاح فسنذهب إلى رئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي. قال إذا اتفق معكم باسم الدولة, قلت له واذا اردنا أن نتفق مع الدولة فسنذهب إلى الرئيس هادي.

والتفت الى الوسيط علي الجرادي وقلت له: ايش يا عم علي الم نتفق على عدم مناقشة أي موضوع اخر عدى إقرار ما اتفقنا عليه؟ وهو كذا وكذا, نظر للأسفل محرجا واكتفى بهز رأسه في اشارة الى قول نعم.

عندها قال لي محسن: شوف يابني انا عمري فوق السبعين وقد رأسي اصلع من السياسية (واضعا يده على صلعته) وانا اعرف انكم تريدون تسكتوا هذا لضرب هذا ولما تكملوا هذا ترجعوا لهذا.

قلت له طيب كن واضح هكذا من البداية وقول انك خائف من ان لا نلتزم بالاتفاق. قال نعم. قلت له طيب ماهي الضمانات المطلوبة منا؟ ونحن حاضرين لمناقشتها معك بدون الحاجة للخوض في مواضيع اخرى. لكنه أستمر في التشكيك دون ان يقدم طلب ضمانه محدده.

قلت له, طيب ما رأيك في أن نعطيك عهد الله وميثاقه ووجهي ووجه السيد أن نلتزم بالاتفاق في مقابل عهد الله وميثاقه ووجهك في ان تلتزم بالاتفاق عنك وعن اصحابك ونكتب الاتفاق ونشهد من اردت من الناس ومن خان فان الله سيخدعه.

لم يعطي اجابه محدده واستمر كالعادة في التشكيك وكيل الاتهامات. غضبت وقلت له طيب اذا كنت لا تثق فينا فلماذا قبلت بالاتفاق والحيت عليه وعلى اللقاء بي, وما جدوى الحوار اذا, ووقفت منهيا اللقاء. فقطع حديثه الذي كان بدأه ووقف مرتبكا لأنه لم يكن يتوقع ان انهي اللقاء.

تبعني الى باب المكتب وعلى وجه ابتسامة مصطنعة وقال لي يستمر تواصلنا ولقاءاتنا. رديت عليه بعفويه وصدق دون ان اقصد اهانته أو تهديده وقلت له دوري كسياسي انتهى معك واي تواصل قادم معك سيكون مع العسكريين وليس مع السياسيين, فتغير لونه ولم تصمد ابتسامته المصطنعة وادركت ان ردي كان قاسيا ولكنه كان يمثل الواقع. وفي اثناء خروجي مع الوسيط قلت له اذكرك ياعم علي وأنا اشير الى جند علي محسن المدججين بالسلاح ان هؤلاء سيفرون وان علي محسن سيسقط بسهوله بعد ان اقمنا عليه الحجة.

في يوم هروب علي محسن الاحمر من الفرقة اتصل بي علي الجرادي وقال لي اين انت؟ قلت له في البيت. قال لي: علي محسن معي الان وبأجي اناوياه لاعندك الان فوق سيارتي، وهو موافق على الاتفاق السابق الذي اتفقنا عليه جملة وتفصيلا. قلت له ياعم علي لا تحرجني ولا تحرج نفسك دوري كسياسي انتهى من يوم رفضه للاتفاق وليس من شيمتي ان اقول له تعال الآن واخونه, ادرك علي الجرادي حزمي في الامر وان لا مجال للنقاش وقال لي خيرة الله.

الكثير من الناس لازالوا مستغربين كون علي محسن الاحمر هو الوحيد الذي لم يهرب لا سلاح ولا اموال من بيته, لأنهم لا يعرفون انه كان يراهن على موافقتنا على إقرار الاتفاق في اللحظة التي يحددها هو ويثق في التزامنا به. فقد سبق وعقد معنا الكثير من الاتفاقات اثناء الحروب الست وعرف التزامنا بها ولم تكن مشكلته مسألة ثقة. لكن الله خذله وتأخر اكثر من اللازم ولذلك خرج من بيته بملابسة التي كانت عليه فقط تاركا كل شيء ورائه.

وقلوا لعلي البخيتي لو لم نكن على حق ولم نقيم الحجة على علي محسن لما اسقطنا الفرقة بكل مواقعها بما لا يزيد عن عشرة طقوم. ومن هزم وبيده كل هذه القوة أمام قوة صغيرة بسبب ذنوبه فإنه لن ينتصر في غيرها.

كم احمد الله على أن من يقود قوات خصومنا هم علي محسن وطارق عفاش وامثالهم لأنه لو لم تكن إلا ذنوبهم لكانت كافية لهزيمتهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com