معركة الساحل تتصاعد .. والسيد عبدالملك يضع النقاط على الحروف
إبراهيم الوادعي
انجلت اخبار الزحوفات الكبيرة التي نفذها المرتزقة خلال الأسبوع المنصرم على طول جبهة الساحل الغربي عن كونها اختراق هنا واخر هناك لا تملك خاصية الثبات أو التموضع بسبب تطويقها ومعالجتها من قبل وحدات الجيش واللجان الشعبية، ونفذت بغرض التقاط الصور والترويج الإعلامي على الفضائيات ومواقع فيسبوك وتويتر ، الخ ..
وظهر من خلال صفحات المرتزقة التخبط الكبير نتيجة الكم الكبير الذي جرى اعتماد ضخه في الاعلام حيث نشرت مثلا مقطع فيديو واحد على انه تقدم في منطقة الجاحي جنوب الحديدة واعيد استعمال المقطع بعد وقت قصير على انه تقدم للمرتزقة في حرض بنفس الشخوص الذي يظهرون في الفيديو والتضاريس؟!!.
خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مساء الاحد أعاد وضع النقاط على الحروف، ومن خلال خطابه يمكن الوقوف على تشخيص دقيق للمعركة اليوم في الساحل الغربي:
– المعركة أمريكية بامتياز حيث يقودها ضباط أمريكيون وبريطانيون بشكل مباشر من غرف العمليات بالرياض وعصب في أريتريا، ويرتبط بهم ضباط تنسيق سعوديون وإماراتيون في المخا.
– يعتمد العدو أسلوب الاختراق المترافق معها تهويل إعلامي وإرجاف داخلي بغرض تحقيق تقدم عبر استغلال حالة الإرباك التي تنشأ.
– الاستهانة بأرواح المرتزقة الذين يدفع بهم إلى جبهات القتال في الساحل الغربي وتنفيذ هذا النوع من العمليات العسكرية ” الصبيانية ” التي تعرض أرواح الجنود للخطر ” دون هدف يستحق سوى الحصول على مقطع فيديو أمام لوحة طريق.
بحسب خبراء عسكريين فإن لجوء طرف عسكري ما الى اعتماد أسلوب الارباك لدى خصمه، يعني وصوله الى مرحلة عقم الخطط العسكرية لديه او استنفاذها ، وعمليات الارباك لا يمكن التعويل عليها الى حد كبير امام طرف يملك قضية ويرى حقا في دفاعه اوقتاله ، وهو مع الوقت يكون فكرة عن اساليب حرب الارباك ويضع لها المعالجات المناسبة ، وكل ماتتطلبه قدر من التماسك ، وهو مادعا اليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وكان مصيبا في دعوته.
ويضيف هؤلاء تنفيذ عمليات اختراق في ارض العدو هي احدى اليات حرب الارباك وأكثرها تأثيرا، حيث يجري تضخيم لذلك التوغل لعدد من الكيلو مترات، وهذا ما يشاهد في مواجهات الساحل الغربي، حيث تنتهي بتصوير مقطع فيديو، وتحضر ماكينه إعلامية ضخمه تصورها بكونها انجاز او نصر عسكري.
لافتين الى ان المشاهد التي اظهرها الاعلام الحربي من معارك الساحل الغربي خلال اليومين الأخيرين ان الاختراقات في الخط الساحلي قابلة للاحتواء والسيطرة عليها ،بل وتحويلها الى تهديد لمن قام بعملية الاختراق ،وهي تكشف عن خسائر كبيرة يجري التكتم عليها من قبل قوى العدوان والمرتزقة ، وتؤكد توفر القدرة العالية ووالتدريب لدى الجيش واللجان في التعامل مع هذا النوع من العمليات حيث يصار الى منع توسعه وتطويق القوة المتوغلة تمهيدا للإجهاز عليها في بقعة معزولة ومحدودة وقبل ان يصلها الدعم الجوي لتمكينها من التراجع وتقليل الخسائر في قوامها .
وهو ما تعكسه المشاهد حيث ظهر مقاتلي الجيش واللجان وهم يتحركون بأريحية وسرعة ومهارة بمواجهة توغل لقوة معادية، وظهرت القوة المتوغلة محاطة ومعزولة تماما في ارض الخصم، وطريق العودة قطع امام افرادها فكانوا كمن علق في شباك صياد.
وليس افتراضا يقول خبير عسكري ان الاسيرين اللذين ظهرا من أبناء المناطق الجنوبية محظوظان، ففي هذا النوع من العمليات العسكرية تتضائل فرصة البقاء على قيد الحياة لجنود علقوا في ارض الخصم.
وفي خطابه اشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى اليات الانتصار في هذا النوع من المعارك وقال” أهم نقطة في هذا المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الإرباك وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والتعاون من الجميع سيفشل هذا تكتيك العدوان في المناطق التي يحاول أن يعبر منها”..
لافتا إلى أن العدو يسعى لإعطاء كل خطوة أكبر من حجمها، ويجب مواجهة ذلك بالتحرك التعبوي والإعلامي، وهذا تقييم عسكري دقيق وناجع.
وفي مواجهة القيادة العسكرية المباشرة للأمريكيين للعملية العسكية في الساحل الغربي، ظهر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه يتحدث عن اليات معالجة الاختراقات التي ينفذها العدو بالمفاهيم والمصطلحات التي توجه للمقاتلين والافراد ، وهو كمن أراد ان يوجه للأمريكيين رسالة انني حاضر لألحق الهزيمة بكم .
و استحضر في خطابه عوامل الانتصار الأساسية في مواجهات الساحل الغربي ، الدين الذي يوجب الدفاع عن الأرض والعرض بوجه الغازي الأجنبي فكيف بعدوان يضم في طياته أمريكا وبريطانيا و” إسرائيل” واذنابه في المنطقة العربية ، والجغرافيا التي ستقاتل الى جانب المدافعين من أبناء الأرض ضد الأجنبي ومرتزقته المحليين او الاجانب ، والتاريخ الذي يحكي كيف استعاد أبناء اليمن من مختلف المناطق وخاصة المناطق الجبيلية الحديدة من يد المحتل والجنوب من يد بريطانيا العظمى آنذاك ، برغم افتقارهم الى الإمكانيات التي يمتلكونها الان ، وجعلت من الساحل الغربي عصية على الغزاة طيلة 3 سنوات من العدوان على اليمن ، تاهت فيه قوى العدوان من منطقة الى أخرى بحثا عن الانتصار وهي اليوم تخوض اخر معاركها في الحديدة بقيادة أمريكية مباشرة.
وكقائد عسكري وثوري لشعبه دعا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أبناء الحديدة إلى الاطمئنان ، والجيش واللجان الشعبية والقبائل الى التدفق والنزول إلى المحافظة لتعزيز الوضع العسكري والتصدي لأي حالات اختراق يعتمد عليها المعتدي.
لافتا الى ان اهم عوامل القوة وضمان الانتصار لاتزال طليقة حيث القوة البشرية الأكبر في مناطق الجيش واللجان الشعبية ، والإمكانات العسكرية المتطورة التي تظهر تباعا الى ارض المعركة ، وهما ثنائيان حاسمان جدا في معارك الاستنزاف وحرب النفس الطويل على مر التاريخ العالمي وتاريخ اليمن ، الذي تمكن باحدهما فقط وهي القوة البشرية من قبر امبراطوريات عدة ، فكيف وقد اضحى قوة تعد سلاحها داخليا ، وهو ما ذهب اليه السيد عبد الملك في ان اليمن يعيش افضل مراحله لجهة مواجهة الغزاة ، وهو كان محقا بالنظر الى استعصاء مناطق بعينها في القتال منذ بداية العدوان ، كانت في المواجهات السابقة التي يوردها التاريخ سريعا ماتسقط قبل ان يجري استعادتها بعد سنوات او عقود كما حدث لبريطانيا العظمى في جنوب اليمن .
وفي الخلاصة فإن لجوء قادة العدوان الى اعتماد أسلوب الارباك في محاولة للتقدم بمعارك الساحل الغربي بعد طول تأجيل، دليل هزيمة وإقرار بان مالدى الجيش واللجان الشعبية من قوة واستعداد قد افشل او قضى تماما على الخطط الأخرى العملية وبينها عمليات الانزال البحري والتي كان من المفترض ان تحسم معركة الحديدة، وتوفر على قوى العدوان اهدار مليارات الدولارات، ونفوق الاف المرتزقة منذ بدء معركة الحديدة قبل عام والى اليوم.
واذا كان العدو قد فتح معركة في الحديدة فإنه يستحيل عليه أن يحسمها ،كما اعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وبذلك تحكي وقائع الميدان وخبراء عسكريون وليس العالم الافتراضي ، ووفقا لمعطيات ميدان المواجهة في الساحل الغربي فقوات الجيش واللجان الشعبية في موقع افضل عسكريا يعززه توافد والتفاف شعبي وقبلي ، وهي لم تخرج بعد ما بجعبتها من مفاجئات قد تغير وجهة المعركة ومصير الحرب .