تقرير: معارك الشمال واستنزاف الدم الجنوبي!
يمانيون : العربي
حذّر نشطاء جنوبيون من مغبة سياسة دول «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية، التي تستخدم الجنوبيين وقوداً للحرب ضد خصومها في جبهات القتال في مناطق الشمال من اليمن، مؤكدين أن الدم الجنوبي هو الذي يجري استنزافه بشكل مستمر، سواءً من خلال الزج بأبناء الجنوب في جبهات القتال في الشمال أو من خلال وضعهم مباشرة في الخطوط الأمامية للمواجهات.
مقتل العشرات من كتيبة أبو هارون اليافعي من اللواء الخامس «عمالقة» التابع لـ«المقاومة الجنوبية» يوم السبت، بعد كمين في منطقة الفازة جنوبي مديرية التحيتا على الساحل الغربي قرب محافظة الحديدة، أثار ردود أفعال غاضبة من قبل نشطاء وسياسيين وكتّاب من أنصار «الحراك الجنوبي»، وأطلقوا دعوات رافضة لزج أبناء الجنوب في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ويرى مراقبون أن ما يحدث للجنوبيين في معركة الساحل الغربي هو «حرب استنزاف غير مسبوقة لا تحمل أي أهداف باستثناء تحقيق أجندة الإمارات في إحكام السيطرة على باب المندب والموانئ الشمالية كما أحكمت السيطرة على الموانئ الجنوبية».
وفي هذا السياق، رأى القيادي في «الحراك الجنوبي» رائد الجحافي، أن «التحالف العربي لا يزال حتى اليوم يعمل من خلال استخدام قيادات عسكرية جنوبية لتحشيد آلاف الشباب الجنوبي والزج بهم في المعارك خارج محافظات الجنوب»، مشيراً إلى أن «الإمارات والسعودية، ستتحملان المسؤولية الأخلاقية والتاريخية لأنها استخدمت الجنوبيين وزجت بهم في معارك خاسرة في مناطق خصومهم».
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث في القضية الجنوبية سعيد عباس الدريمين، أن «من يبرر إشتراك الجنوبيين في جبهات الشمال، إنما هو في الحقيقة إما تاجر حروب، أو من أصحاب الدفع المسبق، أو من يعمل على استنزاف أبطال الجنوب، فيعود الجنوب إلى وحدة صنعاء التي لازالت الشرعية تدافع عنها، وهي أول الفارين منها في فنادق الرياض».
وقال إن «المؤلم أننا نرى تجاهل مفضوح من التحالف للبطولات الجنوبية، عندما نشاهد قنوات تابعة للتحالف، وهي تنسب التقدم الذي أحرزه الجنوبيون في جبهات الشمال للجيش الوطني التابع للشرعية، وهذا برهان على أن التحالف لازال وبكل إصرار لا يعترف بشيء اسمه الجنوب ولا المقاومة الجنوبية».
وأضاف أن «الحقيقة التاريخية لا بد أن يعترف بها الجميع وهي أن السعودية تحديداً لا خير فيها لجنوب اليمن أو شماله، وما الدور البارز للإمارات بالجنوب إلا طعم أرادت السعودية أن يبتلعه الجنوبيون».
ويرى القائد في «المقاومة الجنوبية» العميد طيار عادل الحالمي، أن «المقاتلين الجنوبيين يذهبون لتحرير الشمال بينما قيادات وجيوش الشمال الذي لم يبخل عليهم التحالف بدعم سخي لا يحركون ساكناً في جبهات القتال»، وخاطب المقاتلين الجنوبيين بالقول: «أنتم تحررون الشمال وتقاتلون في جميع جبهات القتال، بينما القاعدة في أبين والتفجيرات في عدن ولحج، فخلاياها تتوارى في كل مكان بينما قيادات الشمالية من أمثال علي محسن الأحمر، وجيش الشمال ينتظرون لحظة هلاك المقاومة ولحظة سقوط عدن بيد القاعدة التي هي وجه حزب الإصلاح الآخر».
وأضاف الحالمي إنهم «يزجون المقاومة الجنوبية في وحل كبير وليس من العقل أن نرسل مقاومتنا الجنوبية إلى الشمال وأبين ومكيراس ومناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة قوى شمالية»، مشيراً إلى أن «الأولى هو حماية الجنوب، فليس من المعقول أو المنطق أن نذهب إلى الشمال والأرض التي ضحينا من أجلها مكشوفة ولا يزال العدو يتربص بنا»، مؤكداً على ضرورة «تطهير محافظات الجنوب من الإرهاب ثم تأمينها من أي خطر أو تهديد قد يحدق بها ثم ننطلق مع دول التحالف لتحقيق كل الأهداف بشروط تخدم قضية وهدف الجنوبيين».