الامام علي عليه السلام
امين عبدالوهاب الجنيد
ان من اعظم مهام النبي الاكرم في هذه الدنيا تمثلت في صِناعة وترَبيه الامام علي عليه السلام كأعظم إنجاز وارقاء مشروع لمن يُريد معرفة معنى صناعة الانسان . ليكون آبََا للهداة الائمة الاعلام .
نعم انها الحقيقة التى لم تتطرق إليها الاُمه ! ماذا يعني لها صناعه انسان يكون نموذجا للعالمين دون ان يكون نبيا . بل يُصنع على يد اعظم المرسلين كحجة لمن يريد معرفة معنى – خُلاصة مخرجات النبي الاكرم –
لقد كان حقا منهجية توارثها الاحفاد ضمن سلسلة أعلام الى ان اصبحوا اليوم اُمه تملئ الميدان وَليها ومرجعها ذاك الامام صَنيع المصطفي المختار .
وبالتالي هذة المهمة الاساسيه للنبي الاكرم لم تُعطى حقها من البحث وإلاهتمام حتى تُدرك الامه تبعاتها وخصوصيتُها ومنزلتها وأثرُها وانعكاساتُها على سيرة الامام علي عليه السلام ، كونه الشخص الوحيد والفريد الذي نال وحظيا بخلاصة ورحيق ومكنون ورعاية ووعاية تربية النبي الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله منذو نعوُمه اظفاره في حِجره وداره – – خطوة بخطوة – ولحظه بلحظه )
فكما ورد في احد خطب الامام علي عليه السلام حيث قال منها (َ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ
فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْر )..نهج البلاغه ص 442 من خطبة اسمها القاصعة
فكان المشروع العملي والفعلي والتنفيذي والتربوي والنظري للنبي الاكرم.قِيما وآخلاقا وعِلما وشجاعة وسُلوكا وكمالا وصفوة واخوة ورشدا ونهجا وامتدادا ومعيارا إلى يوم الدين .
وكما ورد في الخطبه اعلا ان من تولى رعايه وتربية النبي الاكرم اعظم ملك من ملائكته… …فنعكست نتيجة ذلك آسمى وارقاء وأنقاء تلك الاخلاق والقيم والمكارم على الامام علي حتى ظفر بذلك الكمال المطلق و نَال نفس المنزله والمقام فكانت نَفسه كنفس الرسول الاعظم ليكون العنوان و الامتداد للولايه والوصايه والخلافه والامامه والنبوة .
صلوات الله عليه وعلي احفاده وذريته ومن احبه وتولاه واعتصم به وسلك نهجه وطريقة وقاتل وتبراء من اعدائه . ولحق اثره . وسار علي دربه وجاهد جاهده . وتحلى بصفاته .
اللهم انا نتولاك . ونتولا رسولك . ونتولا الامام علي . ونتوﻻ من امرتنا بتوليهم .