مهلة قرقاش!
مصباح الهمداني
طار عبد ربه إلى دويلة ساحل عمان، وهناك كان على رأس قائمة طلباته أن يسمحوا له أن يقضي إجازة العيد في عدن..وأخبروه بأن طلبه قيد الدراسة..
وما علينا سوى الانتظار وسيأتي العيد وسنعرف هل سمح له الحاكم الحقيقي لعدن أم لا..
لاشك بأنكم تشعرون بألم اللطمة على خد كل يمني سواءً اتفق مع هذا الكائن أم اختلف معه..
وقبل يومين كان السفير الأمريكي ماثيو تولر في مارب بصحبة الإصلاحي العرادة ..
نعم في مارب والصورة لا تحتاج إلى توضيح، فمارب تحت سلطة السفراء، فقد سبقه السعودي، والآن جاء الأمريكي..لتكتمل الصورة كاملة ولا يبقى ليمني حُر أي عُذر..
جاء السفير بنفسه بعد أن رأى فشل قفازه السفير السابق، وأدرك فشل نعاله العاثرين..فقرر كشف وجهه الحقيقي وليقول لكل يمني؛
أنا الحاكم الفعلي لشرعيتكم من فنادق الرياض إلى فنادق ابو ظبي إلى أرض التاريخ والحضارة مارب…
ومن غبار مزابل التاريخ، ودخان حرائق المجهولين؛ خرجَ الإماراتي الإيراني الأصل قرقاش ليعطي مهلة 48 ساعة لأحرار اليمن وأقيال الزمن، وفرسان التاريخ؛ ليسلموا له الحديدة.
ويهدد اليمنيين بأنه جاءهم بجيش جرار فيه السوداني والأوغندي والغاني والتشادي والنيجيري والإماراتي والباكستاني والبحريني والسعودي والبريطاني والأمريكي…وغيرهم من عبيد المال وناقصي الرجولة والكرامة والعزة..
ومضت ال48 ساعة وكان في استقبال جحافل الارتزاق؛
التهامي والحديدي والهمداني والحشيشي والخولاني والمطري والأرحبي والسنحاني والحيمي والصعدي والعمراني والذماري والصنعاني والحجي والمحويتي والماربي والريمي والإبي والتعزي …وغيرهم من حماة الأرض والعرض…
ترنحت مهلة القرقاش بينما كان الصاروخ اليماني بدر1 يحرق مدينة فيصل العسكرية في جيزان، ورجال اليمن يكسرون زحفًا في منطقة أضيق بنجران، وأبطال اليمن يسحبون العتاد من أم المخازن في المتون..
وانتهت المهلة وإذا بفاتحة النصر تبدأ بإشعال بارجة حربية ممتلئة بجنود أجانب..
لم يكن الأمر سهلاً أن تبدأ الضربات القاتلة في رأس العدو..
ليس هينًا أن تسدد الرمحَ إلى قلب الأصلاء مباشرةً..
إنها بارجة يا قرقاش..بارجة تحيطها عشرات القوارب، وتحرسها عشرات الرادارات، وتظللها عشرات الطائرات..لكنها احترقت ببأس وبسالة المقاتل اليمني الأصيل…
ظنت دويلة ساحل عمان أن الحديدة كعدن، وأنها ستمطرها ب800 غارة جوية ثم يدخلون بسلام..ولم تعلم أنه كان لعدن وضع خاص، ودفعَ فيها الأبطال ثمن ظلم وعنجهية عفاش في حرب 1994، والناس كانت كارهة لكل شيء اسمه شمالي..
استغلت دويلة الإمارات بجمع مرتزقتها من الجنوب قبل أن يفيقوا من تخديرهم وقذفوا بهم في كل جبهة، ومنها جبهة الساحِل، وجاءوا بعميلهم القديم الجديد تارك عفاش ليقود معركة خاسرة، ويُقدم جماجم المرتزقة الجنوبيين فداءً لنعال المرتزقة الشماليين، ومن ورائهم بقية جنسيات العالم المتعطشة لمليارات الملك الخرف وشيطان الساحل العماني..
ولأن دويلاتهم وهْم، ومبانيهم زجاج، وحياتهم قائمة على كفِّ أمريكا، فقد صدقوا الأوهام، وأوقدوا حرب الإعلام، وظنوا أنَّ الحديدة بغداد أخرى، وطرابلس ثانية..
واعتقدوا بأن اليمنيين مرتزقة وحثالة يبيعون أنفسهم بأرخص المال، ويقبلون بأشد الإذلال، ويسكتون على أبشع الإهانات؛ مادامت جيوبهم عامرة كما صورهم ذلك السعودي المطوع ..
لقد رأوا اليمن في وجه عبد ربه والزبيدي وعفاش والعرادة واليدومي والخباز التركي؛
رخيصًا ذليلاً مهانًا جبانًا ..
ولكنهم في كل مرة وعلى مدار أربع سنوات تصطدم أحدث طائراتهم ومدرعاتهم وبارجاتهم ببأس رجال أولي قوة وبأس..فيعود الغزاة ونعالهم إلى مرتزقتهم الأذلاء الجبناء ويسألونهم؛ من هم هؤلاء أليسوا يمنيين مثلكم ؟!؟
فيأتي الجواب من عجائز الفنادق في الرياض ونعال المحتل في الساحل:إنهم ليسوا يمنيين إنهم إيرانيون!
ووالله لم نر إيرانيًا، ولا هلالاً إيرانيًا، ولا تومانًا إيرانيًا…
ولم يرتفع لإيران علم في جبهة أو ساحة أو مظاهرة.
أصبح في نظرهم؛ شبل همدان وبني حشيش وعمران وصعدة وحجة وذمار والمحويت وريمة وصنعاء وإب ؛ إيرانيًا ؟
وأصبح المرتزقة من كل دولة مُحررين!
هل يعلم الغزاة وعبيدهم ونعالهم بأن المقاتل اليمني لا يستمع إلى العربية ولا اسكاي نيوز ولا غيرها من القنوات والتي حررت الحديدة ألف مرة، واحتلت المطار والميناء ألف مرة…
ولا يستمع إلا لتأييد ربه الذي يقول
“إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفًا…”
هل يعلم العبيد أن علي محسن في 2016 قال لن يصلي العيد إلا في المطار!
وهل قرؤوا التاريخ القريب وأخذوا العبرة من حرب 2009 حين أعلن الأمير خالد سلطان مهلة 48 ساعة للحوثيين، وبعد المهلة توغل الحوثيين حتى استولوا على معسكرات ومواقع كثيرة، وحينها قام الملك عبد الله بنفسه يلملم فضيحة ابن أخيه ويرسل المسئولين للمصالحة ولحفظ ما تبقى من ماء الوجه…
فإلى قرقاش ومن خلف قرقاش، ومن خلف خلف قرقاش:
تقدموا فقد مضت المهلة مضاعفة، وكم أتمنى أن تقدموا الجحافل المستوردة، ووعد علينا أن تصبح مدرعاتكم ألعابًا في حدائق المحافظات اليمنية كلها كما أصبحت ألعابًا للأطفال في الحديدة.