أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قلب تهامة و عروس البحر الأحمر

164

#زينب_الشهاري

تفور رمالها غضباً و تستحيل سعيراً يحرق أقداماً تريد التطاول على ثراها الطاهر، و يهيج البحر و تتلاطم أمواجه الهادرة ثورة على دخلاء يحاولون تدنيس مياهها النقية، يترقب الموت من فوهات البنادق و ينقض الأسود على الطرائد بلا هوادة و على طول شريط الساحل تطفح جثث الغزاة و المرتزقة،،،
عروسٌ شرقية عربية يمانية اجتمع حولها الطامعون، غرهم جمالها الآسر و سحرتهم سواحلها البهية، و فتنتهم كنوز زرقتها المترامية على مد البصر، و خلبهم موقعها الفريد.
استأجروا كل مرتزقة العالم و سيروهم نحوها فتساقطوا عند أسوارها، و في جنون حامت طائراتهم ترسل حمم الموت على كل شيء ليفسحوا المجال لعبيدهم أن يتقدموا و لو شبراً، فلم يجدوا غير المنية في انتظارهم، فعلى أبوابها حراس غلاظ شداد يرسلون كل من يتجرأ على المساس بها إلى الجحيم، فوقع الغزاة في شراك الكمائن و أصابت بارجاتهم الصواريخ و قصفت تجمعاتهم الطائرات المسيرة فباتوا يصيحون في عجز و رعب، فعمدوا إلى إعلامهم يلوك الأكاذيب في تبجح و افتراء علهم يغطون فشلهم الذريع و خيبتهم الكبيرة و آمالهم المنهارة.
ألبوا العالم و اشتروا مواقف الدول و وعدوهم بالمكاسب و الغنائم و التشاطر، و في جشع عقد العالم اجتماعاته الأممية ليجيزوا اقتراف الجرائم و ارتكاب الآثام و فعل الفظائع و الشنائع بحق البشر على أرضها غير آبهين بإزهاق الأرواح و ترويع الآمنين و تهجير القاطنين و انتهاك الحرمات و استباحة المحرمات، غير ان كل ما دبروه و كل ما خططوا له و منوا أنفسهم به انهار سريعا فلا الاسترقاق و تسيير جيوش الإرتزاق و لا الأموال الطائلة و لا الأسلحة المتطورة و لا إفك الإعلام الشيطاني و الحرب النفسية أجدت نفعا أو حققت نصراً.
و لا عجب فمن يملك الحق و الأرض، من يتسلح بالإيمان و الثبات و يركن إلى القوة الكبرى و الجبروت الأعظم فهو المنتصر و هذا هو اليمني.
هي الحديدة التي اعتادت أن تتنفس هواء يمانيا خالصاً و تحتضن أرواحا يمانية أصيلة فلا تقبل بغير اليمني ليسكن على أرضها و يحل بين حناياها، هي تهامة الخير و هم التهاميون الأحرار الذين يملكون قوة جبارة تختبىء وراء طيبتهم و بساطتهم و هي الغيرة و الحمية و الشهامة التي تسري في دمائهم و تمتزج مع أرواحهم، فلا يمكن أن يقبلوا بمستعمر أجنبي فأرض تهامة لن تكون أبداً لغير التهامي، كما اليمن أجمع لن تكون لغير اليمني.
استكبروا و غرتهم أموالهم و كثرتهم فلم تغن عنهم شيئاً، و يبرهن اليمني للعالم و للمرة الألف أنه الأقوى و الأقوى و الأقوى و بأنه المنتصر بالله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com