الأمم المتحدة بين الحل الشامل والحل بالتقصيد
عبدالملك العجري
بعد البداية والوعود المبشرة للمبعوث وتأكيده في احاطته الأولى الى مجلس الامن على الحل الشامل السياسي والعسكري ,عادت المفاوضات الى ذات المربع الأول الذي كان سببا في فشل مفاوضات الكويت وهو المفاوضات بالتقصيد والبحث عن حلول جزئية ميدانية و الهروب من الحلول السياسية
يهرب تحالف العدوان من الحلول السياسية الشاملة (لتي تمثل أرضية لا يمكن لاي ترتيبات عسكرية او ميدانية ان تقف على قدميها بدونها ) الى استخدام االامم المتحدة ولمفاوضات كتكتيك مكمل للحرب من خلال استراتيجية تفاوضية تقوم على فرض الامر الواقع ومحاولة دفع الخصم الى تقديم تنازلات جزئية تكمل ما عجز عنه الميدان وتقبل الاستسلام على دفعات
قدمت السلطة في صنعاء للأمم المتحدة أفكارا إيجابية تبطل كل مزاعم العدوان حول الميناء حرصا منا على بقاء هذا الشريان الذي يعتمد عليه اكثر من 80% من الشعب اليمني نتيجية للحصار العدواني المفروض على اليمن فتحول النقاش الى ميدينة الحديدة في محاولة لاستخدام الورقة الإنسانية والحصار الاقتصادي للحصول على مكاسب سياسية وميدانية وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا .
على كل من الواضح ان السعودية ليست جاهزة للحل واستراتيجيتها في إدارة الحرب العدوانية هي اعادة تثبيت هيمنتها بتكرار سيناريوهات شبيهة لتلك التي اتبعتها عقيب ثورةسبتمبر ٦٢م وذلك من خلال التمسك بال حميد الدين والقوى الملكية اولا وابقاء اليمن ساحة مفتوحة لاستنزاف مصر عبدالناصر ثانيا والتنسيق مع بريطانيا واسرائيل لالحاق هزيمية موجعة بعبدالناصر ثالثا ,وشق المعسكر الجمهوري وتهميش التيار القومي فيه رابعا وبعد ان تم لها ذلك ادارت مصالحة وطنية تخلت عن بيت حميد الدين و افرغت الثورة من مضمونها الوطني وضمنت تعزيز مواقع قوى ٥نوفمبر مع مشاركة شكلية للقوى الملكية و استبعاد قوى التيار القومية بعد ان اصبحت بلا سند .
نفس السيناريو تكرره السعودية في عدوانها بابقاء اليمن ساحة حرب لاستنزاف ايران كما تعتقد ،والتمسك بشرعية هادي الشكلية رغم ادراكها انه اصبح بلا دور ولا تاثير ،والتنسيق مع امريكا واسرائيل لالحاق هزيمة موجعة بايران.
لكن على السعودية ان هذا الخيار ليس الامثل لها فضلا عن انه اصبح غير ممكن من عدة نواحي :
اولا :اليمن ليست البلد المناسب لاستنزاف ايران ولا يمكن مقارنتة بالتدخل المصري في الستينات بالدور الايراني المحدود الذي يكاد ينحصر على التعاطف السياسي والاعلامي بينما التيار القومي كان يعتمد في قوته على الوجود العسكري المصري.
ثانيا ان هزيمة ايران على فرض حصولها رغم صعوبتها ، لن يكشف ظهر القوى الوطنية كما حصل مع مكونات الجبهة القومية التي كان نفوذها يعتمد على الوجود المصري وبانسحابها انكشف ظهرها وذلك لان القوى الوطنية وفي مقدمتها انصار الله تعتمد في نفوذها على ادوات ذاتية ووطنية ومستقلة في قرارها .