أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هكذا استطاع إعلام صنعاء إعادة التحالف إلى مربعات الصفر !!

236

يمانيون – تحليلات سياسية

يشكل الإعلام رأس الحربة في الهجوم الذي يشنه التحالف ضد اليمن، حيث يعتبر الإعلام الركيزة الأساسية بالنسبة للتحالف  لإحداث الهزيمة النفسية قبل خوض المعركة العسكرية.

وقد تم تجنيد مؤسسات وشركات إعلام ضخمة على مستوى العالم لتسويق أكاذيب التحالف إنطلاقاً من مبدئ  ” جوبلز” وزير الدعاية الحربية في المانيا اثناء الحرب العالمية الثانية صاحب نظرية ” اكذب ثم اكذب حتى يصدق الأخرون” .

وقد سبق أن تم تطبيق نظرية الحرب النفسية الاعلامية  خلال حرب احتلال العراق في العام (2003)، حيث اعد الجيش الأمريكي تمثيليات تم خلالها اسقاط تماثيل الرئيس العراقي في الكويت ، وتم بثها على انها مشاهد اخذت من داخل مدينة  أم قصر والبصرة ، وقد اتضح لاحقاً وبعد  سنوات من احتلال العراق أن تلك المشاهد لم تكن سوى فبركات دعائية بغرض تدمير معنويات الشعب والجيش العراقي.

بالنسبة لحرب الولايات المتحدة واتباعها على اليمن تم الإعتماد على جيش ضخم من وسائل الاعلام ضمن الحملة الحربية التي تقودها واشنطن لاحتلال اليمن .. وهي وسائل اعلامية تكذب ليل نهار بلا كلل ولا ملل ، الغرض منها قصف وتدمير المعنويات وانهيار النفسيات .

يقول المخطط العسكري الصيني  صن تزو :” إن اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال  ، فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام  والتوقف عن الحرب ، والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فاذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب”.

الحرب الناعمة في ابشع صورها

تكمن خطورة الحرب الإعلامية النفسية على اليمن بأنها لم تكن وليدة اللحظة ، وما يحدث الآن في اليمن من وجهة نظر علماء في مجالات علم النفس وعلم الإجتماع ، هو نتاج لزرع بذور الفتنة وتقسيم المجتمعات العربية ، بحيث تسود حالة من الانانية وعدم الاكتراث لكل ما تواجهه الأوطان من خطر الإحتلال والتقسيم ، في إطار مشروع أمريكي  يستهدف كل العرب ولن يسلم منه احد ، وما يحصل الآن في اليمن ماهو إلا  التعبير الأوضح  عن المشروع الأمريكي في ذروة أدائه .

استدراج ممنهج  خارج خنادق القناعات

لا يوجد من شخص لا يعرف شيئاً عن الحرب النفسية الاعلامية ، من أجل ذلك اعدت الولايات المتحدة جيشاً من الخبراء النفسيين والاعلاميين بغرض استدراج المواطن في اليمن من خنادق الحذر وعدم التصديق وسلبه كل المتاريس التي يحتمي خلفها لحماية قناعاته ، ثم استدراجه شيئاً فشيئاً إلى الانسياق وراء الأطروحات التي يروج لها التحالف بقيادة الولايات المتحدة وتصديق أن الحرب ضد اليمن مثلاً لإعادة ما يسمى “الشرعية” ، ومع أن الوقائع أثبتت أن التذرع “بالشرعية” ليست إلا غطاء لتمرير مخططات خبيثة لتمزيق اليمن ونهب ثرواته لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا ، بدليل أن عبد ربه وحكومته طردوا من عدن على يد التحالف نفسه، إلا أن الولايات المتحدة استطاعت التدليس على شريحة واسعة من ابناء اليمن ، وخداعهم أن الحرب (يمنية – يمنية ) وأن الأصدقاء جاءوا لمساعدة اليمن ، تماماً مثلما ساعدوا العراق وافغانستان من قبل.

التكثيف الاعلامي والانبهار

يعتبر التكثيف من الأخبار الكاذبة التي يتلقاها المواطن في وسائل إعلام كثيرة من القنوات الفضائية والاذاعات والمواقع الاخبارية الالكترونية ، إلى جانب المروجين على مواقع التواصل الإجتماعي احد الأساليب التي يعتمد عليها التحالف لممارسة التزييف  ، فالحرب والنصر بالنسبة للتحالف سلعة تحتاج إلى الكثير من الترويج بحيث يجد الفرد نفسه وسط بحر من الأخبار التي تصب في خانة حدث معين مثل “إحتلال مطار الحديدة”  أو غيره، فقد سبق للتحالف أن شن حملات أكاذيب تواصلت لأكثر من شهرين حول أن ( التحالف إجتاز فرضة نهم ،واصبح على ابواب العاصمة صنعاء) وفي الأخير يتضح أن كل ذلك مجرد أكاذيب، وسبق للتحالف الإدعاء بأنه (يخوض المعارك على أعتاب مدينة صعدة) والكثير الكثير من الأكاذيب.

وبدلاً من أن التوقف عن الإستماع لإشاعات الحرب الكاذبة من قبل التحالف ، نجد أن هناك شريحة كبيرة من الناس تنقاد بإرادتها أو بغير إردتها لتصديق تلك الأكاذيب ، بينما يتفاعل معها البعض بكل حماس ، وكأن التحالف ” ملائكة منزلين لا يكذبون” رغم أنه قد سبق وضبط التحالف متلبساً بجريمة الكذب الاف المرات.

ومن أجل اعداد خطة الحرب النفسية المحكمة ، لم يكتفي التحالف بالاعتماد على وسائل الإعلام العربية بإعتبار أن هناك من المواطنين اليمنيين من سينظر لوسائل الإعلام المملوكة للعرب بأنها طرف منحاز لصالح التحالف، لذلك فقد تم التنسيق مع قنوات ووسائل إعلامية غربية لتسويق أكاذيب التحالف مثل وكالة ( رويترز) التي أخذت على عاتقها مهمة إقناع اليمنيين والعالم بأن التحالف بات يحتل مطار الحديدة في ال(18) من يونيو الجاري.

والحقيقة أنه لا يوجد من يرغب في محاسبة التحالف على أكاذيبه الإعلامية ، كما لا يوجد من يرغب بمحاسبة التحالف على جرائمه بحق المدنيين في اليمن.

الإعلام الحربي يبدد فقاعات النصر الزائف

وفي خضم هذه المعركة الإعلامية يبرز الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء ليلعب دوراً رئيسياً في مواجهة أعتى مؤسسات الإعلام على مستوى العالم، فبينما اعد التحالف كل الحيل لتضليل الرأي العام وقهر المعنويات داخل اليمن ، سرعان ما يفند الاعلام الحربي اكاذيب التحالف ويعيدها إلى مربعات الصفر عبر مشاهد حية تبث بالصوت والصورة من ارض المعركة مثلما حدث مع معركة ادعاء التحالف بأنه قد احتل مطار الحديدة ، لكن المشاهد المتواصلة التي بثها  الإعلام الحربي من داخل مطار الحديدة أجبرت التحالف على التراجع عن تصريحاته ليعلن أنه يقصف مطار الحديدة من أماكن بعيدة دون أن يكون له أي تواجد داخل مطار الحديدة .

القليل من الإعلام الصادق يواجه الآت الكذب العالمية

وإلى جانب الإعلام الحربي هناك مجموعة من القنوات الفضائية اليمنية والمواقع الأخبارية التي تخوض معركة مواجهة الآلات الاعلامية للتحالف معتمدة على المصداقية ، ورغم الوسائل الإعلامية اليمنية التي تواجه أكاذيب التحالف ، قليلة ولاتكاد تتجاوز اصابع اليد ، إلا أنها تمكنت من الحد من أكاذيب التحالف وتعريف الرأي العام في الداخل والخارج بحقيقة ما يدور على ارض الواقع ، دون زيادة أو نقصان الأمر الذي جعلها تحظى بثقة الجمهور .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com