“أتلانتك” الأمريكية : هل يصبح بن سلمان أضحوكة المملكة ؟!
يمانيون – متابعات :
عرضت مجلة “أتلانتك” الأمريكية تفاصيل حلقة نقاشية نظَّمتها المجلة ضمن مهرجان “أسبن” للأفكار بالتعاون مع معهد “أسبن” حول الإصلاحات التي يُنفِّذها ولي العهد السعودي بالمملكة. وكان السؤال الرئيسي لهذه الحلقة عن احتمال استمرار هذه التغييرات.
وجاء عرض المجلة للحلقة النقاشية كما يلي:
هذه أوقات عصيبة في المملكة العربية السعودية؛ حيث يواصل ولي العهد محمد بن سلمان سلسلة من التغييرات- بما في ذلك تغييرات في الاتجاه الليبرالي في بعض المجالات، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، والقيام بحملات قمع في مجالات أخرى، من خلال احتجاز أو سجن النشطاء.
ربما تكون سرعة التغيير، وكذلك الإعجاب بالتغطية في بعض دوائر الإعلام الغربي قد حجبت سؤالًا حاسمًا: هل يمكن أن يدوم؟ قد يكون محمد بن سلمان صاحب الشعبية في بلاده الآن، لكنه يمكن أن يصبح أضحوكتها، ويحذّر 3 من مراقبي الشأن السعودي من أن التغييرات التي أدخلها يمكن إلغاؤها بسهولة.
قالت هالة الدوسري، وهي زميلة في معهد “رادكليف” للدراسات المتقدمة في جامعة هارفارد، والتي تعمل في مجال حقوق المرأة، خلال مشاركتها في مهرجان “أسبن” للأفكار، الذي استضافه معهد أسبن ومجلة “أتلانتك”: “لا أعتقد أنَّ هذه الطريقة في ممارسة الأعمال ستنجح”.
وتابعت الدوسري بقولها: “لقد أثار عداء الكثير من الناس، شرعيتُه أصبحت الآن خارجية أكثر من كونها داخلية، لا يمتلك دعم الشعب”.
وقد ردَّدت “كارين يونج”، وهي عالمة مقيمة في معهد دول الخليج العربي، تحليلات الدوسري. وقالت: “ما أسمعه من السعوديين هو أن هذه السنة والنصف دقيقة للغاية؛ هناك رغبة كبيرة في عمل شيء ما، والإمارات العربية المتحدة تشعر بنفس الطريقة، لكنها لحظة حرجة في الوقت الحالي”.
لقد قام ولي العهد الشاب بعمل جيد في تكوين الحلفاء الأجانب، ولا سيما الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، كما قال أعضاء الحلقة النقاشية، لكن وضعه الداخلي لا يزال ضعيفًا، وهو الخطر الذي ركّز عليه نظام بن سلمان أحيانًا عندما برّر قمعه القانوني للغرباء، ويحذر من رد فعل ديني محافظ، لكن هناك أيضًا خطر يُشكِّله منافسون داخل العائلة المالكة السعودية.
ربما يكون الخطر الأكبر هو الاقتصاد، تواجه السعودية وفرة من الشباب الذين يرون الفرص محدودة، كما أن انخفاض أسعار النفط في السنوات الأخيرة أضَرَّ بخزائن الدولة، وحذّر أعضاء الحلقة النقاشية من أنه في حالة عدم قدرة بن سلمان على تحقيق أهداف اقتصادية، فإنها ستعرِّض سيطرته على السلطة للخطر.
وقالت “يونج”: إنّه حتى التخفيف المبشِّر لحقِّ المرأة في القيادة، والذي بدأ سريانه هذا الأسبوع، هو الدافع وراء هذا القلق. وتابعت يونج: “حقًا هناك سبب اقتصادي للانفتاح الخاص بالنساء. إنَّ السبب وراء رغبتك في قيادة المرأة للسيارة والعمل هو أنها أفضل أمل في إنشاء أسرة ذات دخلين”.
لقد نظر النشطاء إلى انخفاض القيود المفروضة على النساء على أنها لحظة مرارة؛ لأنَّ العديد من أولئك الذين دافعوا بقوة أكبر عن قيادة النساء يسجنون أو يعيشون في المنفى. بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدوسري إلى أنَّه في حين أن الحكومة يمكن أن تغيِّر قوانين القيادة، فإنَّ المرأة تظل خاضعة لقوانين الوصاية الصارمة، وهذا يعني أن واقع الإصلاح لأي امرأة فردية يعتمد على موافقة أفراد عائلتها الذكور.
على الرغم من الهواجس بشأن العمق الحقيقي للإصلاح وسيادة القانون، قال “مالك دحلان”، أستاذ القانون والسياسة العامة في جامعة “كوين ماري” في لندن: إنه يشجع التغيير.
قال دحلان بابتسامة: “أنا لا أتبنى نظرة توماس فريدمان”، مشيرًا إلى تصريحات الأخير التي أبدى فيها الإعجاب بولِّي العهد. ومع ذلك، قال دحلان: “سيكون من الخطير في نهاية المطاف أن يفشل نظام بن سلمان في إصلاحاته، لا يستطيع أحد تحمُّلها اليوم”.