خطابات قائد الثورة وأثرها المعنوي في مواجهة العدوان
سعاد الشامي
تعتبر خطابات السيد القائد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي النابعة من إيمانه العميق وثقته بالله وورعه وتقواه وخشيته لله وسمو غاياته وشريف مقاصده التي تتجلى بها كلماته ووعوده ركنا رئيسيا من أركان مواجهة العدوان على بلادنا، بل أنها كانت ومازالت السلاح النوعي والحصري الخاصة بثاقب الفكر وصادق الوعد, واسع الحلم ورزين العقل ,مصيب الرأي وواضح البيان, الذي حمل المسؤولية فصانها ووهب الحكمة فأجلاها..
ظلت خطابات السيد عبدالملك الحوثي لمدة ثلاثة أعوام تواكب مجريات الأحداث بكل مصداقية وبيقين الاستشعار الحقيقي لروح المسئولية الدينية والوطنية و الإنسانية والتي جعلت هذه الخطابات تناضل وتساجل وتصارع عتاولة المجرمين تعري وقاحتهم وقبح أهدافهم تقيم عليهم الحجج وتبسط لغيرهم البراهين حتى يوصل كل حرف من حروفها الصادقة إلى قرارة النفوس ويتجاوز شغاف القلب.
ما من خطاب ألقاه السيد خلال هذه الفترة إلا وقد جعل فيه مأربا وهدفا يسعى إليه من خلال طرحه المتسلسل لذلك نرى كلماته تساق أحيانا مساق الحوار والمصالحة وطورا مسلك الحكمة والاعتبار والنصح وتارة مذهب التخويف والتهديد والإنذار.
كانت لخطابات السيد القائد آثارها المعنوية التي تحققت سلبيا في نفسية الأعداء قيادة ومقاتلين وإيجابيا في نفسية أنصاره وأتباعه ومؤيديه .
فقد مثلت خطابات السيد عبد الملك محطة تزويد للطاقة الجهادية يستمد منها الأبطال المجاهدون ما يكفيهم لمصارعة أعتى عدوان بكل مقاييسه الإجرامية ودفعهم نحو المزيد من الشجاعة والإقدام والثبات والاستبسال في جبهات العزة والكرامة في أسمى صور الارتباط الوثيق بين القائد والمجاهد وهم يسطرون معا أعظم ملحمة تاريخية للدفاع المقدس.
كذالك ظلت خطابات السيد طوال هذه الفترة نافذة أمل لأبناء هذا الشعب الصامد وهم ينتظرون بكل شغف إطلالة هذا القائد عليهم كلما زادت أوجاعهم وضاق عليهم الخناق بفعل هذا العدوان الهمجي الإجرامي.
يسمعون خطابه حرفا حرفا ويتمعنون في كل فكرة تفوه بها ليدركوا مغزى ما يطمح إليه ويرون بين سطورها البلسم الشافي لجروحهم وجروح هذا الوطن ويؤثر ذلك في نفسيتهم ويزيد في تحريكهم نحو المشاركة الفعلية في مواجهة العدوان بكل ما أوتوا من صبر وقوة وصمود لذلك نراهم ينطلقون ملبين لكل نداء يناديهم به ليجسدوا معا أجمل لوحة أسطورية توضح للعالم بأكمله أقوى وأصدق علاقة تلاحمية بين الشعب والقائد.
وبما أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي لايتحدث إلا وفق معطيات جادة ودراسات حقيقية ولايقول إلا كلمة الحق الصادقة كان لخطاباته الأثر الكبير في تحقيق انهيار معنويات الأعداء وكسر أحلامهم وبث الرعب والقلق في أفئدتهم لأنهم وفي خلال ثلاثة أعوام من التجربة الفعلية مع هذا الرجل أدركوا حقا بأنه رجل إذا قال صدق وإذا حذر فعل وإذا هدد نفذ.
وما إن يبتدئ عام جديد من الإجرام والعدوان السافر وخطابات السيد تنطلق من منطلق القوة وتثور كبراكين غضب أرعدت وأزبدت ثم تفجرت في مسارات التهديد والوعيد فإن هذا العام سيكون عام وبال وخزي وعار على الأعداء ومرتزقتهم وجنودهم وسيظهر ذلك جليا من خلال فشلهم الأكيد وانكسارهم المؤكد في قادم الأيام ونحن نشاهد أعظم صورة بطولية لجز الروؤس المتجبرة وتسويتها بالأرض.