الشعوب لا تقهر
حميد دلهام
درسٌ لم يتعلمه ( المهفوف) ولم يحسن الاستفادة من تجارب من سبقه في هذا المنحى , وعلى وجه الخصوص تلك التجربه المشابهة لمغامرته المجنونة في اليمن , على الرغم من أنها تجري على مقربة من بلاطه , و في التخوم الشماليه لمملكته المتهالكة..
إنه الكيان الغاصب , عدو الانسانية الأول وما يرتكبه من جرائم مروعة و يمارسه من قهر وإذلال واغتصاب للأرض والعرض , ومصادرة كاملة وبكل ماللكلمة من معنى لحقوق شعب كامل هم أهلنا في فلسطين..ذلك العدو المتغطرس لم يفوت أي فرصة , ولم يترك أي أسلوب يخطر ببال الشيطان , في سبيل اخضاع وتركيع الشعب الفلسطيني العزيز والمجاهد , إلا واستخدمه , حتى أنه حقق أرقاما قياسية , في بناء الأسوار الفولاذية والشائكة و أسوار الفصل العنصري , و بناء السجون والمعتقلات , وبناء شبكات التجسس وأجهزة المخابرات سيئة الصيت كحال الشاباك , فضلا عن بناء جيش جرار وقوات عدوان ضاربة , تعد من أحدث جيوش العالم تسليحا وتدريبا و قدرات لوجستية..
مع كل ذلك بقي الشعب الفلسطني ولم يزل , ولم تستطع تلك القوة الجبارة والغاشمة اخضاعه أو تركيعه أو اجباره على التنازل عن أبسط حقوقه , ولا يزال وسيظل الصراع قائما ما بقي موطأ قدم لذلك الاحتلال المقيت , على أرض العروبة ومهبط وحي السماء و أم مدائن الدنياء..
كذلك شعبنا اليمني العزيز لن يقهر , وليس في قاموسه الإذعان للإوغاد, أو الاستسلام للطغاة الذين لا خلاق لهم , مهما أوغلوا في دماء أبنائه , ومهما افرطوا في إجرامهم , و استمرأو قتل الأبرياء والآمنين والنائمين في منازلهم والمسافرين والمزارعين والصيادين و..و.., مهما اتستهدافوا مواكب الأعراس والعزاء , مهما قصفوا ومهما دمروا وعاثوا في الارض الفساد.
القوة لا تقابل إلا بالقوة , والتصعيد سيقابل بمثله , والحرب الضروس ستكون على المعتدي أشد وانكى , مع فارق كبير في مجال اخلاق الحروب , فارق لن يغفله التاريخ لصاحب الخلق والسلوك الرشيد , حتى وان تعامى عنه عالم الصمت , و شعوب الضمير المتبلد من ساكني المعمورة ,
بالتأكيد ذلك ما أكده شعب العزة والكرامة في آخر خروج مشرف له , في يوم الصرخة المشهود.. فهلا لاحظ ( المهفوف ) ذلك الحماس المثير , والروح المعنوية العالية , والصرخة المدوية التي تقطع صمت العالم في وجه الظالم …