دلالات وأبعاد رسائل الرئيس “المشاط” لروسياء والصين
يمانيون – أقدم رئيس مجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي محمد المشاط قبيل أيام على إبتعاث رسالة الى دولة روسيا الاتحادية تضمنت دعوة الرئيس الروسي الى الإنخراط في عملية إيقاف العدوان الذي تشنه السعودية وحلفاءها، وتمثيل دورا بارزا في إحلال السلام باليمن.. وفي الوقت نفسه حذر من مغبة إستيلاء أمريكا على أحواض بحار شرق المتوسط وموانئها وممراتها الدولية ومن التداعيات الخطرة جدا لما قد ينجم عن هذا السياق.
وفي الأمس القريب بعث الرئيس مهدي المشاط رسالة أخرى مماثلة، لكنها هذه المرة إلى رئيس الصين الشعبية داعيا إياه بأن تلعب بلادة دورا مؤثرا في إيقاف العدوان على اليمن والضغط على دول العدوان الذي أمعنت في تدمير اليمن وسرقة مقدراته واضرمت النار في الأمن والإستقرار الإقليمي والدولي
كما يبدو رسائل الرئيس المشاط هذه والتي تعتبر استثنائية بطبيعتها تحمل أبعادا وتحذيرات صارخه لا تحتمل النقاش إلى كلا من روسيا والصين اللتين ما زالاتا تغضا الطرف وإسقرارهما على تمثيل أدوار لا ترقى إلى مستوى ثقلهما كدول كبرى ازاء التداعيات والارتدادات الناجمة عن العدوان على اليمن وعلى الساحة الاقليمية والدولية والذي بدأ يهدد جذريا الامن والسلم الدوليين وخصوصا الامن الروسي والصيني نتيجة إستيلاء امريكا على بحار الشرق الاوسط وممراته البحرية الاستراتيجية التي كان اخرها مضيق باب المندب باليمن التي ستكون بمثابة مطارق ضاربة بيدالامريكي ليفرض معادلات ومبادرات كبرى تخل من اتفاقيات توازن القوى الدوليه ويطرق عصب التجارة الروسية والصينيه التين تعانيا حاليا من حربا اقتصاديه ضخمة من قبل ادارة الرئيس ترامب وهذا واضح للعيان ولايحتاج للتفصيل اكثر .
تحذير الرئيس المشاط واضح ودعوته لايقاف عدوان الرباعية امريكا بريطانيا الامارات والسعودية على اليمن لاتأتي الاعلى صعيد تحاشي وقوع الطامة على الامن الدولي والذي ستكون روسيا والصين اول من يعاني نتيجة ان أمريكا ستتفرد بسيادة القرار على البحار والمضائق المائية بحكم سيطرتها، وفيما لليمن بعدا مؤثرا يضرب العمق الاستراتيجي للمنطقة والشرق الاوسط كونه يحوي على أهم المضائق المائية، وأكثرها أهميه وحيويه مضيق باب المندب الذي يشرف على 30% من واردات العالم التجارية ويعتبر صمام الامان للامن التجاري الاقليمي والدولي ولما لجغرافيا اليمن من هيمنية على أهم بحرين بالمنطقة البحر الاحمر والعربي، بالتالي فإن وقوع اليمن في يد الأمريكان وأكبر حلفاءه بالمنطقة السعودية والامارات فكل هذه الارقام والاثقال الاستراتيجية لليمن ستصب في صالح ميزان كفة الادارة الامريكية وتدعم مساراتها وخياراتها سواءا على مستوى الحرب الاقتصادية التي تنظمها حاليا او حرب ذات أبعاد عسكرية -سياسية ضد كل معارضيها الدوليين ومعارضي الرأسمالية أكان الروس اوالصين اوالاتحاد الاوروبي حتى .
لا نعلم هل سيفهم الدب الروسي رسالة الرئيس المشاط وهل سيتيقض لتمثيل مايجب عليه ان يمثله من دور اليوم اكثر من اي وقت في ايقاف هذا الخطر الداهم وايقاف مضرمي النيران باليمن السعودية وامريكا والامارات وهل سيفهم كذلك التنين الصيني؟؟
لا نتوقع الكثير في ردات الفعل من الطرفين الروسي والصيني كونهما لا زالا لاي عطون أولوية لما يجري باليمن وزيارة الرئيس الصيني يوم الجمعة الفائته إلى الإمارات جعلنا نقتنع إلى حد ما بان هناك تثاكل وتبلد سياسي للصين وايضا روسيا امام التداعيات في اليمن ولكن نحن على يقين بان تحذيرات الرئيس المشاط هي واقعية وخلفها تقف تداعيات مدمرة الجميع بات على علم بها وبابعادها وسبق وان اقدم قائد الثورة باليمن السيد عبدالملك الحوثي على اطلاق نفس التحذير كان موجها نحو روسيا وقد دعا الى ان يستيقض الدب الروسي من سباته وان لايطول الى الصيف كتحذير من باب القاء المحجة البيضاء .
كتب/ زين العابدين عثمان