إنتقادات لشركة بريطانية تسعى لتحسين قدرات الجيش السعودي
يمانيون – تعرَّضت شركة بريطانية لنقد شديد؛ بعد أنباء أفادت بأنها تسعى للحصول على عقد مع السعودية لتحسين قواتها المسلّحة؛ وذلك بسبب اتهامات للسعودية بارتكاب جرائم حرب في اليمن.
وقالت الغارديان، في تقرير لها، إن شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” قدّمت عرضاً للسعودية للحصول على المشروع الذي سيكون جزءاً من تحوّل شامل لوزارة الدفاع في السعودية، يهدف إلى تجهيز ودعم قوات خط المواجهة بشكل أفضل.
ومن المتوقع أن تصل قيمة الصفقة إلى ملايين الدولارات، في وقت بدأت حملات نقد واسعة النطاق ضد الشركة، إذ أدان العديد من المنظمات عملها مع دولة تشارك بالحرب في اليمن، ومتهمة بقتل مدنيين وارتكاب جرائم حرب.
“بيتر فرانكتال”، مدير برنامج الشؤون الاقتصادية في منظمة العفو الدولية في بريطانيا، قال إن على الشركة تقديم توضيح أكبر بخصوص العرض قبل أن تبدأ عملها مع الرياض.
وأضاف: “يجب على شركات المحاسبة الدولية أن تتأكد من أنها تتجنّب المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان، أو أن ترتبط مباشرة مع دولة لها علاقة بعمليات انتهاكات حقوق الإنسان”.
وحسب ترجمة “ترجمة الخليج أونلاين” فان وزارة الدفاع السعودية يديرها ولي العهد، محمد بن سلمان، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي يصفه منتقدو الشركة البريطانية بأنه قليل الخبرة وأنه مهندس الحرب على اليمن، بحسب الصحيفة.
ووفق الأمم المتحدة، فإن الصراع في اليمن أدّى إلى إلحاق الضرر بنحو 22 مليون نسمة، أي ما نسبته 80% من سكان البلاد، ممن باتوا بحاجة إلى مساعدات غذائية.
ووصف جيمي ماكغولدريك، منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، الحرب بأنها “عبثية عقيمة”. وأدان تزايد سقوط الضحايا بسبب الهجمات المتصاعدة والعشوائية في جميع أنحاء البلاد.
وتملك شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” فرعاً في المملكة، وهي اليوم تعمل في بريطانيا من أجل الترويج لمشروع تحديث وزارة الدفاع السعودية.
ووجهت الشركة دعوة لكافة الجهات ذات العلاقة من أجل تقديم عطاءاتهم، مؤكّدة أن العمل سيتطلّب الانتقال إلى الرياض، كما أبلغت الموظفين في وزارة الدفاع السعودية بأن “هذه المرحلة ستكون الأكثر أهمية، ومن ثمّ فإنها بحاجة إلى الدعم من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب من التغيير”.
وقالت أنا ماكجدونالد، مديرة منظمة مراقبة السلاح، وهي ائتلاف عالمي من أجل السيطرة على الأسلحة الدولية، إن على بريطانيا أن تركز على محاولة وقف الصراع في اليمن وليس مساعدة الحكومة السعودية.
وأضاف: “يجب على الشركات البريطانية أن تكون حذرة للغاية فيما تقدمه من دعم، فاليمن يعيش اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهي تتفاقم كل يوم؛ وذلك بسبب الحرب السعودية الإماراتية”.
وقالت أيضاً: إن “الشركات البريطانية تؤجّج الصراع من خلال توريدها القنابل والمعدات العسكرية للسعودية وشركائها بالتحالف، في وقت يحتاج اليمنيون إلى المياه والمساعدات الإنسانية”.
وأكّدت ماكجدونالد أنه يجب وقف القصف والغارات التي يشنّها التحالف العربي في اليمن منذ 2013، وأن تسهم بريطانيا في وقف هذا النزاع مع الحوثيين.
وكانت السعودية والإمارات قد شنتا حرباً على اليمن قبل أكثر من ثلاث سنوات؛ لإعادة الشرعية التي يمثّلها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وطرد مليشيات الحوثي التي استولت على العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المدن اليمنية.
وأدّت الحرب إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعيش أكثر من 80% من اليمنيين على المساعدات الإغاثية التي تصل إليهم عبر البحر، في حين لم تتمكَّن القوات السعودية والإماراتية من طرد الحوثيين، الذين باتوا يشكّلون خطراً أكبر على السعودية والإمارات.
يمانيون