بات الأطفال هدفا للطيران وجنيف سلاح للعدو!
يمانيون – كتابات – عبدالجبار الحاج
إذا ذهبنا من الأخير في الاستخدام الأمثل لسلاح المفاوضات باعتباره سلاحاً ذا حدين بحيث تكون إحدى شفراته نحونا والأخرى نحو العدو فإن اللجوء إلى الانسحاب هو الاستخدام الوحيد والمشروع المتاح لنا الآن والا فعلينا ان نذبح مرتين واحدة بسلاح التفاوض وأخرى بسلاح العدو هذا على صعيد الطاولة .
على صعيد آخر وأكثر أولوية هو على صعيد ارض المعركة فإن اللجوء إلى رد فوري وموجع عبر عمليات عسكرية برية أو جوية في ارض العدو والإعلان عن رفض الذهاب إلى جنيف واتخاذ قرار بإعادة النظر بمجمل المسيرة التفاوضية هما الموقفان الطبيعيان اللذان يجب ان يصدرا .
علينا ان نستشهد بأقوالهم تلك الصادرة من ناطق العدوان وأخرى من ممثلي الهيئة الأممية من العاملين في اليمن وتصريحاتهم وشهاداتهم التي تدمغ الإدانة لدول العدوان وتفضح تواطؤ الهيئة ومبعوثها.
في جريمة أمس الخميس في سوق ضحيان بصعدة واستهداف الأطفال فإن حصيلة الجريمة الدموية للطيران العدواني في صعدة اليوم 50 شهيدا و77 جريحا جلهم من الأطفال وقد اعترف ناطق العدوان بالجريمة.
في مساء الخميس الماضي جريمة المحوات والصيادين وبوابة المستشفى وذهب فيها مئة وتسعون بينهم 55 شهيدا..
وجرائم أخرى استهدفت المدنيين و لا عد لها هنا .
في جريمة ضحيان أمس قال المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف العدوان العقيد «تركي المالكي»، إن «الاستهداف الذي تم اليوم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع» وزعم أن الجريمة تنفيذ للاستهداف «بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده.. زعم أيضا انه استهداف مجموعة نفذت بالأمس هجوما على جيزان .
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الغارات الجوية أصابت حافلة تقل أطفالا في سوق ضحيان، وذكر رئيس وفد الصليب الأحمر باليمن يوهانس برور إن أغلب المصابين بالغارات أطفال دون سن العاشرة..
شدَّدت المسؤولة الأممية على أن الأطفال «ليسوا هدفاً في الصراع .
وقالت المسؤولة الأممية عن الأطفال في اليمن : إنها شاهدت صوراً ومقاطع فيديو مرعبة قدمت من صعدة
تابعت:ليست لديّ كلمات سوى التساؤل؛ كيف كان هذا هدفا عسكرياً.. لماذا يتم قتل الأطفال؟
وشددت اليونيسف على أنه (لا أعذار بعد مقتل العديد من الأطفال في الهجوم على صعدة.
وأعود لأكمل صورة الرأي الذي يجب أن نقف عليه من الذهاب الى جنيف ومن التفاوض جملة وأقول :
إن أبلغ صور الضعف التي تتراءى للعدو فينا الآن تتمثل في غياب موقف جدي يخشاه العدو ويتوقعه لا يمكن أن يكون خيار الذهاب إلى جنيف خيارا واقعيا بكل حسابات وتبريرات الهرولة إن كنا نقبل بالتفاوض هكذا بلا مبادئ ولا أهداف ولا محددات وطنية تشترط الانسحاب الكامل أولا من كل شبر محتل.
مع قيام التحالف العدواني بارتكاب جريمتين تزامنت الأولى مع انعقاد مجلس الأمن ودعوة غريفيت الأطراف الى جنيف في 6 سبتمبر .
مرة أخرى بعد جنيف 1 وجنيف 2 ومائة يوم في الكويت وغيرها من الغرف والكواليس للعام الرابع فإن الذهاب إلى جنيف على طاولة يمنية يمنية تستثني العدوان وجرائمه واحتلاله لا يعدو سوى التعبير الأفضح عنا في تكريس وتشريع وتشجيع العدو على التمادي.
نعم لدينا مواقف وملاحظات جوهرية على مسار التفاوض في جملته ومبتداه ونهايته المعلومة الخسارة فحتى لو صار خيار التفاوض في ظل تحقيق شرط إيقاف العدوان يبقى موقفنا الثابت في الانسحاب أولا على الأقل فإن تحقيق هذا الشرط يوفر أمرين:
الأول إنه يضعنا أمام أمر واقع بجدية الانسحاب وتامين عودة الحق ، والثاني اننا نكون قد وضعنا اقدامنا وقوتنا وبسطنا سيادتنا على الأجزاء المستعادة.
سينبري البعض إلى تبرير من لون أشد انحطاطا ليقول لنا كانت جريمة قصف مخازن الصيادين والمحوات وبوابة المشفى بسبب من عملية طيار صماد 3 وأن جريمة استهداف الأطفال في سوق ضحيان بصعدة اليوم مبرر للجريمة وهو قول ينطوي على رغبة خفية مؤداها عدم القيام بأي فعل عسكري وكذا أي رد عسكري عسمري وبري وبحري يستهدف أهدافا عسكرية وحيوية داخل دول العدو ..
لذلك فالرد على المسارين هو السلاح الأمثل لنا.