لهذه الأسباب لن يتغير الموقف الدولي بعد مجزرة ضحيان صعدة؟
تقرير خاص – يمانيون :
لم تكن مجزرة صعدة، يوم الخميس، إلا مجرزة ضمن سلسلة من عشرات المجازر الوحشية التي ارتكبت بحق أبناء الشعب اليمني منذ بداية العدوان على اليمن في 25 أذار/ مارس 2015 بقيادة السعودية.. فيما تحول الأطفال وقود لهذا العدوان إما بقصف مدارسهم وتجمعاتهم، أو قصف منازلهم وابادتهم كما حصل مؤخرا في ضحيان بذريعة انهم من أطلقوا صواريخ باليستية صوب جيزان الحدودية.
منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يتوان العدوان بقيادة السعودية والإمارات في استهداف المواطنين ومن بينهم الأطفال، بل أصبح اليمني غير آمن في بلاده، فالموت قد يكون قريبًا منهم إما بقضف الطائرات لمنازلهم أو استهداف تجمعات العزاء أو حفلات الزفاف أو الأسواق الشعبية والمدارس ومخيمات النزوح وغيرها.
مجزرة ضحيان
استهدفت الطائرات المعادي حافلة تقل عشرات الأطفال بالقرب من سوق شعبي، وسط مدينة ضحيان بصعدة الخميس الماضي.. وأوضحت وزيرة حقوق الانسان في حكومة الإنقاذ الوطني اليوم السبت أن حصيلة جديدة للجريمة بلغت 51 شهيدا جلهم من الاطفال وجرح 79 أخرون منهم 15 جثة مجهولة، مشيرة الى أن من بين الشهداء 3 مدرسين وسائق الحافلة، اضافة الى جرح مدرس أخر.
لقد أستدعى استهدف حافلة أطفال ضحيان في صعدة ردود فعل شاجبة وإدانات ودعوات للتحقيق وسط صدمة ما تزال تخيم على أبناء الشعب اليمن؛ إذ أن أشلاء بعض الضحايا ظلت متناثرة حتى صباح اليوم الجمعة في سوق المدينة ضحيان غداة قصف استهدف الحافلة الخميس حسب مصدر محلي.
معلوم ان السعودية وهي من تقود العدوان على اليمن – لا تهتم بتجنيب المدنيين ويلات العدوان، بل انها تعتبر أي شيء في اليمن هدفاً مشروعاً: المدارس والأسواق والبنى التحتية والأعراس والمآتم، ومجزرة ضحيان انموذج شاهد على ذلك.
بيانات منددة
عقب الجريمة البشعة انتشرت صور ومقاطع مصورة لمشاهد دموية خلال محاولة إسعاف الأطفال الجرحى، وانتقدت كالمعتاد العديد من المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية الأممية هذه الجريمة، وبرغم ذلك إلا أن تحالف العدوان قرر المواجهة، على عكس الجرائم السابقة، حيث كانت تنكر علاقتها أو تتهم قوات الجيش واللجان الشعبية بارتكاب الجرائم.
وأعلن ناطق تحالف العدوان عق ارتكاب الجريمة أن الضربة تعد عملًا عسكريًا مشروعًا لاستهداف العناصر التي خططت ونفذت للهجوم على المدنيين- في المملكة – وتم تنفيذه بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وتصدر مجموعة من منظمات أممية وكذلك لجان حقوقية ودولية تقارير وإدانات مستمرة. كان أبرزها ما أعلنت به الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، بإدراج أدرجت تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، على اللائحة السوداء بعد اكثر من عامين من قتل مئات الاطفال واستهداف المدنيين في اليمن.
واعتبر الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام اليوم السبت 11 أغسطس عدم تشكيل لجنة تحقيق محايدة وجدية في مجزرة طلاب ضحيان يشجع العدوان لارتكاب المزيد من الجرائم.
وقال عبد السلام في تغريدة له رصدها “يمانيون” : ” إذا لم يتجه مجلس الأمن لتشكيل لجنة تحقيق محايدة وجدية ويتحرك بمسؤولية لوقف العدوان الهمجي على اليمن فإنهم يشجعون التحالف الأرعن على ارتكاب المزيد من المجازر”.
ولفت إلى أن دول وجهات عدة نددت بمجزرة أطفال ضحيان، وحُوصرت السعودية بأشلاء الأطفال تطوقها من كل جانب.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا أمس الجمعة إلى إجراء تحقيق “موثوق به” و”شفّاف” في الجريمة التي ارتكبها العدوان بحق حافلة تقل أطفالا بسوق ضحيان في صعدة وأسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 120 شخصا معظمهم أطفال.
٣٠٠٠ طفل
وأعلن وزير الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ الدكتور طه المتوكل ان جريمة العدوان بحق الطلاب في ترفع عدد الأطفال الشهداء في اليمن إلى أكثر من ٣٠٠٠ طفل.. وانتقد تقرير لفريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن والمشكلة من مجلس الأمن الدولي، تحالف العدوان بارتكاب انتهاكات مباشرة أو غير مباشر تتعلق بحقوق الإنسان قد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب.
ويستمر تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في انتهاكه للقوانين الدولية والإنسانية بأبشع الطرق، وإنكار ما يرتكبة من جرائم وحشية.. إذا استشهد الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 55 مدنيًا وأصيب 170 آخرون في سلسلة من الهجمات على مدينة الحديدة غربي اليمن، ونفى العدوان أن يكون قد شن غارات جوية في المنطقة، رغم الشواهد الدامغة التي تشير إلي كونه مدانًا بالفعل في هذه الهجمات.