المجلس السياسي الأعلى.. عامان من المسؤولية ومواجهة التحديات
تقرير خاص / ماجد الكحلاني
مضت عامين منذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى في 15 أغسطس – وتولية وفقاً للدستور إدارة شؤون البلاد، ومواجهة التحديات – وسط تأييد الشعب اليمني الذي خرج في مسيرات مليونيه في 20 أغسطس 2016 ومباركة مجلس النواب وثقته التي منحها أيضا لحكومة الإنقاذ الوطني بعد أن وصل الشعب اليمني إلى حالةٍ من اليأس من نجاحِ أية فرصة للسلام.
ومن واقعِ معاناةٍ طويلةٍ في ظل العدوان الذي تجاوز العام حينها وصمودٍ أسطوري كبير، أتى الرئيس الشهيد صالح الصمَّـادُ ليكون رئيساً للمجلس السياسي الأعلى فنهض بحمْـلٍ ثقيل وتحمل مسؤوليةً كبيرةً في ظرف خرج، اختط خارطةَ حدوده بصبره وصمود، ورسم ملامحَ مستقبله بجهاده وتضحيته كما ذكر الرئيس مهدي المشاط.
وخلال العام الأول ومابعده من تشكيل المجلس برز دور الرئيس الشهيد صالح الصماد كقائد محنك متنقلا في جبهات القتال الملتهبة، من جبهات الحدود في جيزان ونجران إلى جزيرة كمران على البحر الأحمر، إلى المنطقة الرابعة ومحافظة الحديدة متحديا قوى العدوان والتكنولوجيا التي يملكها حتى لقي ربه شهيدا بعد اكثر من 3 سنوات من مطاردة السعودية وأمريكا وهو يحشيد المواطنين للتصدي لعملية عسكرية محتملة ضد أبناء المناطق الساحلية التهامية.
ويذكر الرئيس مهدي المشاط أن أهم محطاتُ التحوّل والمراحل المهمة التي عاصرها الرئيس الشهيد منذ تولية قيادة المجلس السياس تمثلت في مرحلة رفع مستوى الوعي لدى الشعب وتعزيز ثباته بما أسماه الشهيد الصماد “الصمود الأسطوري”، تلاها مرحلة التجميع للجبهات وفتح معسكرات التدريب التي أشرف وعمل عليها بنفسه وحشد جميعَ الطاقات في مواجهة العدوان والاهتمام بالجانب العسكري والتطوير الصاروخي.
كما شهدت مرحل مابعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى مرحلة التوجّه نحو محاربة الفساد في ظل قيادة الرئيس الصماط، ولا تزالُ كلمتُه المدويةُ في الذكرى الأولى لتولّي المجلس السياسي الأعلى إدارة البلاد في 15 أغسطس 2017 حاضرةً في أسماعنا عندما قال: “لا يمكنُ أن أكونَ مظلةً للفساد من أي شخص كان سواءً في حكومة أَوْ أية مُؤَسّسة أَوْ جهاز من أجهزة الدولة”.
ويعتبر الرئيس المشاط ان المرحلة التي أعلن عنها الرئيس المشاط بعد مرور عامين ونصف عام على العدوان في حفل تخرّج دفعة عسكرية بقوله: “والآن سنبدأ بإذن الله تعالى بهؤلاء الرجال وبغيرهم ممن هم في معسكرات التدريب؛ لنفتحَ نحن المسارات على أعداء الله لننتقلَ من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم- باستراتيجية عسكرية قوية”.
ليس ذلك فحسب فقد شهدت العامين الماضيين منذ تولي المجلس السياسي الاعلى دفة البلاد في 15 أغسطس 2016 مرحلة المشروع الكبير الذي أطلقه الرئيس الشعهيد الصماط في بداية العام الرابع للصمود.. واعتبره الرئيس المشاط مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المُؤَسّسي، تسندُه الجبهاتُ ويسندُ الجبهات عنوانه وشعاره “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”.
كذلك فإن مرحلةُ العام البالستي الذي قال عنه الرئيس الصماد إنه “إذا استمر عدوانُهم سيكونُ عاماً بالستياً بامتياز وسيدشّـن خلال الفترة القادمة كُـلَّ يوم لن تسلم أجواء السعودية من صواريخنا مهما حشدوا من منظومات ومهما حشدوا من دفاعات جوية”.
أن الوفاء للرئيس الشهيد صالح الصماد حسب ما يراه رئيس اللجنة الثورية العليا يكون بحمل خلفه الرئيس مهدي المشاط وجميع الأحرار روحية الشهيد، لاستكمال مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، فضلا عن عدم ادخار أي جهد في تفعيل عمل أجهزة الدولة لما فيه مصلحة الشعب.
وبمناسبة مرور عامين على تسليم اللجنة الثورية العليا مهام السلطة إلى المجلس السياسي الأعلى في 15 أغسطس 2016م، وما شهده العام الثاني من أحداث كبيرة في مواجهة التصعيد العسكري والاقتصادي لدول العدوان- أكد رئيس الثورية العليا في بيان له أن الوفاء للرئيس الشهيد الصماد الذي استهدف بغارات العدوان في الحديدة باستكمال بناء الدولة تحت شعار ” يد تحمي ويد تبني”.
ويرى مراقبون أن المجلس السياسي ذو العشرة مقاعد شكل شراكة حقيقية بين مختلف القوى السياسية، ورغم تصعيد العدوان والحرب الاقتصادية ومحاولة الطابور الخامس تفتيت هذه الشراكة إلا أنه تمكن من تطوير المنظومات الدفاعية الجوية والصاروخية والحفاظ على مؤسسات الدولة، وأدار الملف التفاوضي بندية، وأفشل محاولات شق الصف، واستطاع ايضا بإمكانات محدودة بسط سيطرته وتحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الدولة.
كذلك فإن التطورات التي شهدها الواقع السياسي والعسكري اليمني خلال العامين الماضيين جعلت قوى العدوان وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل يعيشون حالة من الإحباط والهزيمة بسبب فشله أذرعتهم السعودية والاماراتية اللتان تقودا تحالف العدوان على اليمن، مادفع بالاخير الى تدمير الجانب المالي وإيقاف المرتبات وزعزعة الاستقرار للقوة الشرائية وتصدير الموت للشعب اليمني عسكريا واقتصاديا وبشتى الوسائل.