الدريهمي تبتلِع سِلع الدِرهم
يمانيون – كتابات – إبراهيم الحمادي
أماني التقدم في جبهة الساحل تصطدم بواقع عسكري أصلب من الفولاذ ،وأخطر من الألمنيوم ،كلما حاول العدو التقدم في الساحل ارتد منكسرا ،وتوزع بين الرمال جسدهُ متناثرا ،وجاءته الضربات القاتلة من حيث لا يحتسب.
ومصيدة كبرى وقاتلة وقع فيها الغزاة قبل مرتزقتهم عندما دفع بأعداد كبيرة منهم إلى أطراف الدريهمي بهدف تحقيق اختراق جديد ،فمنيوا بهزيمة ساحقة خلال الساعات الماضية ،حيث ظن العدو نفسَهُ مقتدرا فنفذ زحفا كان نصيبُه الفشلَ ،ونال البأس من 180 وأصاب منهم 136 في مقتل حسب تصريحات وزارة الدفاع أمس الماضي.
ملأ الرعب قلوب الغزاة والمرتزقة جراء دقة الاستهدافات لمدرعات تقل شياطين قرن الشيطان نجد وذيله الإمارات من سلع الدرهم دون مقابل سوى أنهم فازوا بألقاب الارتزاق والنفاق والخيانة ،آفة يجري تعميمها بالدرهم الإماراتي لإبقاء الشعوب منقادةً لمشاريع ظاهرها أعمال خيرية ،وباطنها جرائم وحشية ،كما كان في جريمة الدريهمي أمس.
لم تستطع فرق الإنقاذ من الوصول لمكان الجريمة جراء قصف طائرات طيارها أمريكي وبوارج قبطانها أمريكي كما صرح الصليب الأحمر ،حيثُ يأتي سبب رفض العدوان إدخال السيارات الخاصة بالصليب الأحمر لأمرين: الأول لإخفاء جريمتهم في قرى مديرية الدريهمي ،والثاني لجثث قتلاهم المتناثرة على ساحل تهامة والذي يُعد فضيحة كُبرى لهشاشة مرتزقتهم وجيوش كبستهم ،فليس غريب على الحديدة فهي المقبرة لكل أحلام الغزاة وعلى رأسهم الأمريكي والصهيوني ومن بعده الأذيال السعودي والإماراتي.
ليس عجيباً ففي الجبهات رجالُ لا يقاتلون لأجل المال ،ولا يتبعون مملكة العقال ،بأسهم بينهم شديد ،وإختراقهم صعب المنال ،أتوا لدحر مرتزقة الدرهم و الريال ،فهم رجال اقوال وأفعال ،يُنكلون بقوى الباطل و الظلال .
وما في الساحل إلا جُرعةً أصبح العدو عليها في حد الإدمان محتويات هذه الجُرعة الثقافة القرآنية وصدق التولي وتأييد الله ،منجزاتها ضرباتٍ متلاحقةً تكبد العدو الكثيرَ من الخسائرِ بتدميرِ وإعطابِ عددٍ من الآلياتِ والمدرعات.
وفي طريق الفشل العسكريِ والانحطاط الأخلاقي فقد عمد طيران العدوان إلى ارتكاب مجزرة إبادة بحقِّ أسرة بكاملهِا في الدريهمي ،حيثُ حصيلة الضحايا 13 شهيداً قضوا بسلاح جزار الأمريكان مرتدٍ ثوب الإسلام.
وبين أمواج البحر وكثبان رمال تهامة مصير الغزاة أن يغرقوا أو يحرقوا، ويستحيلُ عليهم أن يعبروا إلا دخانا تنتهي إليه مدرعاتهم وتصير أطماعهم أضغاث أحلام، وما هم في بغيهم وعدوانهم بأشد شوق للمنازلة من أبطال النزال والقتال ممن رعف بهم الزمانُ صبرا في الحرب صدقا عند اللقاء ،للشهادةِ يخلعون ثوب الوقاء ،وفي الميادين ليوث حيدريين أشداء ، كرتهم كرة الكرار وصولتهم صولة علي البتار.
ومن تعدى نال نصيبه من القتل والتنكيل، وأفق الحرب أبعد من مدى البحر وفيها العدو يحرق أو يغرق ،ومكر الغُزاة يرتدُ عليهم في مواجهة شعب يأبى إلا الانتصار لحريته وكرامته واستقلاله .