طائرة صماد3 المسيرة .. القادم أعظم
تقرير : يحيى الشامي
بطريقة غير مباشرة أقرّت الإمارات بعد ساعات من الضربة بوقوع إصابات فادحة في مطار دبي إثر الضربة التي وجهتها الطائرة اليمنية صماد3، بل وذهبت الإمارات لتأكيد الإصابة الدقيقة في مطار دبي، وذلك حين شن طيرانها المعادي بعد ساعات من الضربة أكثر من اثنتي عشرة غارة جوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية، وسمع جميع سكان صنعاء بالإقرار الإماراتي.
ورغم أن الغارات أيقظتهم من النوم لكنها طمأنت الكثيرين بنجاح الطيران اليمني المسير في أول ضرباته الجوية على مطار دبي العاصمة الاقتصادية للإمارات وجددت الثقة بجرأة وشجاعة القيادة اليمنية على استهداف أي هدف داخل دول العدوان .. المهم أن ترتدع الأخيرة عن عدوانها على اليمن، ضمن قواعد اشتباك ندية تضع سيادة اليمن واستقلاله كاعتبار أولوي ومعيار أساسي لا يمكن القفز عليه او تجاوزه.
– صماد3 سر لم يحن موعد البوح به:
وفي ظل شح المعلومات الفنية المنشورة عن طائرات صماد3 فإن أي تصنيف للطائرة أو محاولة مقاربتها والتعرّف عليها تبقى مجرد تكهنات لا تقرها القوات الجوية اليمنية وترفض حتى التعليق عليها مكتفيةً بوعود التطوير والتحسين إلى الأفضل ضمن مسارين الأول يتعلق بمديات الوصول إلى مسافات بعيدة وهذا له علاقة بالقدرة على التحليق لفترات أطول ـ أما المسار الثاني فمتعلق بفاعلية السلاح المحمول وقدرته التدميرية وهذا له علاقة بقدرة الطائرة على حمل أوزان أكبر ويرتبط أيضاً بنوع السلاح وخصائصه التفاعلية وجميعها تخضع وفق مصادر للدراسات والاختبارات والتجارب المستمرة بهدف تطويرها وتحسين فاعليتها.
-صنعاء تصفع دبي:
مطار دبي الدولي، أحد أهم عشرة مطارات في الشرق الأوسط، وبطاقة استيعابية تفوق تسعين مليون راكب سنويا، وتحول المطار من مطار اعتيادي ـ إلى أهم الروافد الاقتصادية للإمارات ـ اذ ان مئة وخمسة عشرة شركة طيران تتواجد فيه وتعمل باتجاه مئة وخمسة وثلاثين وجهة دولية.
يتضمن المطار ثلاثة مباني رئيسية أوسعها مبنى راشد الذي يستوعب أربعين مليون مسافر سنويا ويتضمن فنادق وأجنحة واقسام لكبار رجال الأعمال أما المبنى الثاني فهو أول المباني التي أنشئت في المطار وتم توسيعها على مدى السنوات الماضية تماشيا مع الاحتياجات التي يتطلبها المطار والمخصصة لركاب دول أفغانستان وباكستان وإيران بطاقة استيعابية ثلاثة ملايين راكب سنويا في حين يعد المبنى الثالث احد أوسع المباني والتي تم توسعتها في العام ألفين وثمانية وهو مخصص لطيران الإمارات بقدرة استيعابية تصل إلى ثلاثة وأربعين مليون راكب سنويا.
مطار دبي بهذه الطاقة الكبيرة من العمل الدؤوب والأعداد الكبيرة من الشركات التي تعمل فيه، لم يعد منطقة آمنة، بفعل تدخل الإمارات العسكري في اليمن، والانخراط في العدوان الذي تقوده السعودية، دون الاعتبار لتداعيات هذا العدوان والتي من بينها استهداف مناطقها الحيوية ومراكزها المهمة كجزء من الرد المشروع لليمن
العمليات العسكرية التي تطال الإمارات بدأت منذ ألفين وسبعة عشر باستهداف مفاعل براكة بصاروخ باليستي، دفع هذا الاستهداف لتأجيل تشغيل مفاعل براكة النووي رغم ان الإمارات كانت أعلنت تدشين العمل في المفاعل في العام الفين وسبعة عشر.
اما العملية الأخرى فكانت بالطيران المسير قبل شهر واحد تماما ـ وتحديدا في السادس والعشرين من شهر يوليو، بعد استهداف مطار ابو ظبي الدولي بطائرة صماد ثلاثة المسيرة، والتي أحدثت تدميرا داخل المطار بالإضافة إلى توقف المطار لعدة ساعات.
العملية الأخيرة واستهداف مطار دبي الدولي من شأنها أن تعزز المخاوف لدى المستثمرين والشركات التجارية التي تعمل في الإمارات، فالاستقرار والبيئة الآمنة هي أكثر العوامل التي تقود المستثمرين ورجال الأعمال، بيد أن ذلك لم يعد متحققاً في الإمارات بعد انخراطها في العدوان على اليمن ودعم مجاميع المرتزقة للقتال في أكثر من جبهة