لأول مرة .. منتخب إسرائيل في بطولة رياضية عالمية بالجودو في (أبو ظبي) مع العلم والنشيد الوطني
يمانيون – متابعات
تُعتبر وزيرة الرياضة الإسرائيليّة ميري ريغيف، من حزب (ليكود) الحاكِم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من أشّد اليمينيين غلاةً في دولة الاحتلال، وهي تتبوّأ المنصب الأوّل، بدون مُنازعٍ، في حملة التحريض السافِرة ضدّ الفلسطينيون من طرفي ما يُسّمى الخّط الأخضر، وكانت قد نعتت النائبة العربيّة من الكنيست من حزب التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ، حنين زعبي، بألفاظٍ بذيئةٍ لا يحتملها الورق و”أرسلتها لغزّة لتكون نائبة في المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ”.
وبعدما ظهرت ريغيف على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي مرتديةً فستان عليه صورة القدس في وضع وصف بالمستفز بالنسبة للعرب، ورغم كون ميرى ريجيف المولودة في 26 أيار (مايو) 1965 في إسرائيل ترجع أصولها لأبوين من اليهود المهاجرين من المغرب، إلّا أنّها تكره العرب بشكلٍ غريبٍ
في مطلع مايو الماضي طالبت ريغيف، التي عملت سابقًا ناطقةً رسميّةً بلسان جيش الاحتلال، بضرورة إغلاق مكتب منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “اليونسكو” في القدس، على خلفية القرار الذي أصدرته المنظمة بأغلبية أعضائها، والذي يؤكّد على أنّ القدس مدينة خاضعة للاحتلال الإسرائيليّ.
وفي الـ22 من شهر أيلول (سبتمبر) 2016 غادرت وزيرة الثقافة الإسرائيليّة حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائي جنوب إسرائيل احتجاجًا على أداء مغنى الراب العربيّ، من يافا، تامر نفّار أغنية من كلمات الشاعر الفلسطينيّ الراحِل محمود درويش.
بالإضافة إلى ذلك، الوزيرة كانت تشارك في احتفال توزيع جوائز “اوفير” للأفلام والإنتاج السينمائيّ، وخلال السهرة، أدّى نفار أغنية “بطاقة هوية” من كلمات محمود درويش، الأمر الذي أثار امتعاض ريغيف ودفعها إلى مغادرة القاعة التي احتضنت مراسم توزيع الجوائز.
وقالت الوزيرة: لو كنت أعرف أّن هناك أغنية فيها كلمات لمحمود درويش لما حضرت، ولا أحد يلزمنا أنْ نحترم ثقافة تعمل ضدنا، على حدّ تعبيرها.
وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّه في الـ28 من شهر آذار (مارس) 2017 طالبت ميرى ريغيف بفتح تحقيقٍ ضدّ إدارة مسرح الميدان العربيّ في حيفا بتهمة “التحريض” على الجنود الإسرائيليين، وقالت ريغيف في تصريحات للإعلام الإسرائيليّ إنّها وجهت رسالة إلى المستشار القضائي لفتح تحقيق ضد المدير الفنيّ لمسرح الميدان عامر حليحل وضدّ رئيس مجلس الإدارة لأنهما لا يمكن أنْ يقوما بالتحريض على جنودنا، ويمر ذلك مرور الكرام، كما أكّدت.
وجاء ذلك بعد أْن وصف مدير المسرح الأسير وليد دقة في سجن الاحتلال منذ ثلاثين عاما بأنّه السجين الأمني، ورفض تعريفه بالإرهابي. وكانت الوزيرة ريغيف قد جمدت ميزانية المسرح أول مرة في عام 2015 بسبب عرضه مسرحية “الزمن الموازي” عن قصة حول وليد دقة. وتم التوصل إلى تسوية عام 2016 بين الوزارة والمسرح، فاستؤنف تأمين الميزانية قبل العودة إلى تجميدها.
ولكن، في كلّ ما يتعلّق بالتطبيع مع الدول العربيّة تجد ريغيف في مُقدّمة المُهنئين في هذه الخطوات، التي تمنح كيان الاحتلال شرعيّة عربيّةً وإسلاميّةً، وفي هذا السياق، عبرّت أمس عن سعادتها بسماح اتحاد الجودو الإماراتيّ للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في بطولة الجائزة الكبرى تحت علم الدولة العبريّة.
وقالت ريغيف، كما أفاد التلفزيون العبريّ،: أنا سعيدة أنّ الصراع الذي قدته سويةً مع رئيس اتحاد الجودو العالميّ، ماريوس فايزر، ورئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي، موشيه بونتي، من أجل السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في المباراة تحت العلم الإسرائيليّ والنشيد الوطني الإسرائيليّ في أبو ظبي قد أثمر، على حد تعبيرها.
علاوةً على ذلك، أكّدت الوزيرة الإسرائيليّة في سياق تصريحها على أنّه للمرّة الأولى، الرياضيون الإسرائيليون متساوون على أرض دولةٍ عربيّةٍ. مُشدّدّةً على أنّ الأمر يتعلّق الأمر بقرارٍ تاريخيٍّ له آثار بعيدة المدى ويشكل انطلاقة. وتخاض بطولة الجائزة الكبرى في أبو ظبي بين 27 و29 تشرين أول (أكتوبر) 2018.
وبحسب المصادر في تل أبيب، استطاع رئيس الاتحاد الدوليّ للجودو موريس فايزر من التوصّل إلى تفاهمٍ مع مسؤولي اللعبة في الإمارات، تستردّ بموجبه الاتحادات العربيّة لرياضة الجودو حقّها باستضافة بطولة الجائزة الكبرى مقابل أنْ تسمح لكيان الاحتلال من المشاركة تحت العلم الإسرائيليّ.
وشدّدّت المصادر عينها، بحسب صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، على أنّ التفاهم جاء بعد مرور أسبوعين على قرار الاتحاد الدوليّ بعدم السماح للإمارات باستضافة بطولة الجائزة الكبرى للجودو وكذلك في أيّ دولةٍ عربيّةٍ أخرى، بسبب مقاطعة إسرائيل.
وبحسب موقع (الميادين نت)، يُعتبر هذا حدثًا غير مسبوقٍ في التعامل مع الرياضيين الإسرائيليين في البطولات الدوليّة التي تُنظّم في الدول العربيّة والخليجيّة بشكلٍ خاصٍّ، والتي دأبت في الفترة الأخيرة على التطبيع الرياضيّ مع دولة الاحتلال حيث استضافت أبو ظبي وقطر رياضيين إسرائيليين في بطولة للجودو أيضًا قبل أشهر.