الغزاة والمرتزقة بين كماشة الدريهمي وكيلو 16
يمانيون – تحليل
اختار الغزاة والمرتزقة طريق الهلاك الأسرع باتخاذ قرار الهجوم والانتحار بقواتهم من المرتزقه والعملاء عبر طريق شمال الدريهمي بإتجاه الشمال الشرقي صوب الطريق العام كيلوا 16 .وتعتبر هذه العملية النوعية لقواتنا البرية من العمليات العسكرية التكتيكية لاستدراج قوات الاحتلال والمرتزقة ووضعهم في مصيدة قد تكون الأقوى والأكثر خسارة على قوات العدو ..
إن العدوان وهو يزج بهذه القوات إلى مهلكة ومحرقة لقواتهم وعتادهم واحتياطهم العسكري إنما هي رسالة واضحة المعالم والأهداف . مضمونها أن كل القوات التي تدك وتسحق من قبل قواتنا المسلحة اليمنية الباسلة من الجيش واللجان الشعبية .
إنما هي قوات مدفوعة الأجر مسبقا ولا يهمها حجم الخسارة والقتل والإصابة في صفوفهم وعتادهم .. فان المال السعودي والاماراتي كفيل بتعويض الضحايا والخسارة الكبيرة التي تكبدوها في حربهم وعدوانهم على اليمن .. وتجار الموت والخيانة متكفلون بوقود الحرب من المرتزقة والخونة. فلا يهمهم كثرة العدد من المقاتلين بقدر حرصهم على استمرار الحرب ونزيفها .
فإن إستمرار الحرب والعدوان والخسائر الكبيرة في صفوفهم وعتادهم إنما هو مصدر رئيسي ومهم لمصالحهم وأموالهم ..إن الخسائر الكبيرة جدآ في الأرواح والعتاد منذو شهر يونيو 2018م وإعلان معركة النصر الذهبي على الساحل الغربي وتحالف العدوان خسر المليارات من الدولارات فيها وخسر الآلاف من المقاتلين المرتزقة ومن جنسيات متعددة ولم يحقق تلك النتائج التي ترتبت عليها حجم وضخامة القوات التي اقحمت إلى ميدان المعركة ..
إن الدريهمي وما ضربته من مثل في الصمود والتحدي والثبات أمام جحافل العدوان المشتركة في الحرب والعدوان على اليمن إنما سطرت بذلك عنوانا راسخا في سماء اليمن الغالي أن الدريهمي وكل الساحل الغربي اليمني بأكمله إنما هو المستحيل بعينه لينال الغازي والمستعمر منه فصمود الدريهمي وبيت الفقيه وزبيد والتحيتا وحيس والجاح الأسفل إنما يمثل صمود أبناء الشعب اليمني العظيم الغيور على دينه وأرضه وحريته .
وهو يعلن بذلك للعالم أن قيادتنا الثورية والسياسية ما اختارت هذا الطريق إلى الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال من فرط العبودية والإذلال والوصاية والاستعمار الفكري والثقافي والسياسي التي فرضت على بلادنا منذ أكثر من نصف قرن ذاق خلالها شعبنا اليمني أشد أنواع الإذلال والمهانة والاستحقار والاستعباد والوصاية من نظام آل سعود الكهنوتي المتخلف الرجعي وبسط نفوذه باذياله وعملائه في الداخل والخارج .
إننا اليوم ونحن نخوض حربنا الشرسة ضد أعتى قوى وأنظمة العالم المتكبر وعلى رأسها قبة الشيطان الرجيم الكبرى امريكا وشريانها السرطاني الخبيث المدبر إسرائيل وكنيستها اللعينة في رسم خريطة الشرق أوسطية الكبرى ومشروعها الكبير في البحر الأحمر والخليج والبحر العربي وأدوات الرخص والاستحقار والتدني والعمالة رسولة الشيطان وحربت الغدر والخيانة والهوان السعودية ونظامها المجرم المتهالك ومالها المدنس بدماء المسلمين وقضاياهم في العالم بأسره وخزان الوقود الصهيوني دولة الإمارات ومشيختها المتسابقة على التطاول في البنيان وإرضاء عروش أسيادهم من بني صهيون وحلفائهم واحلافهم من الدول العربية والإسلامية التي باعت القضية بحفنة من المال المدنس لقتل وإبادة الشعب اليمني العظيم .
إن معركتنا اليوم هي معركة كل أحرار العالم كل المظلومين والضعفاء فنظام ال سعود وال خليفة واذيالهم هم رأس الفتنة في العالم ومحاربة الإسلام ودعاته وتأجيج الفتن والأزمات في البلدان العربية والإسلامية بل وزاد شرها بدفع المليارات لرؤساء دول اجنبية بمنع إنتشار الإسلام في بلدانهم خوفا من تفشي ظاهرة الإرهاب العالمي ..
نعم ان حربنا الكونية اليوم تعد حرب عالمية تقوم بها دول العدوان العالمية ضد اليمن أرضا وانسانا. لتلبية احتياجات النظام السعودي والاماراتي والإسرائيلي في المنطقة فهاهي دول القرار في العالم تقود حربها في اليمن دون أهداف أو مبادئ عادلة كما تدعي دوما في دساتيرها . ليس ذلك فحسب بل إنها تخوض حربا وتساند المعتدين في إبادة شعب اليمن وسحقة لابعاد دينية ومذهبية حسب القراءة السعودية والإماراتية. فأصبحت الأنظمة العالمية راعية لنوعية الأديان وطوائفها ومذاهبها واصلحها في الحكم وخاصة تلك العربية ..
هذه الحرب كشفت الكثير من الحقائق والخفايا والأسرار . ووضعت النقاط على الحروف فاتضحت الأبعاد العرقية والدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية لكثير من الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السعودي ومدى ارتباطاتهم بأنظمة الكفر والاستعمار والاستعباد وعلى رأس ذلك الكيان الصهيوني المغتصب .والدور الذي كانت تلعبه الأسرة الحاكمة المغتصبة من آل سعود على مدى المائة عام الماضية .
إن الحرب في اليمن أخذت منعطفا هاما في التاريخ المعاصر . وجعلت من تحالف العدوان على اليمن وشعبه تحالف الاقزام على العظماء ..فشعب وقيادة تصمد هذا الصمود الأسطوري أمام تحالف مجرم بحجم دول تحالف العدوان على اليمن إنما هو شعبا عظيم باسل قوي . وتحكمه قيادة عظيمة بحجم الوطن وعمقه التاريخي الكبير ..
أصبح الساحل الغربي اليوم حديث العالم بأسرة ..فحجم ما خسره العدوان في الساحل تجاوز كل التقديرات والحسابات العسكرية والاقتصادية المفروضة في حرب مماثلة .. لقد زج تحالف العدوان بقوى عسكرية
في مستنقع عميق لن تخرج منه قواتهم. . ولعل الساحل الغربي أصبح الحصن المنيع لتقدم اية قوى عسكرية تحاول الولوج إلى أي جزء من الساحل . لقد زج العدوان بقوات هائلة في مسرح العمليات على طول الساحل الغربي من جنوب الحديدة وشمالها حتى ميدي وسحقت هذه القوات ودمرت وابيدت. ولم يستوعب العدوان وقادة الدرس بل إنهم مستمرون في الزج بقوات أخرى بعد انتهاء السابقة فالدماء التي تزهق في ميدان المعركة ومسارح العمليات هي دماء رخيصة ولا يكترث العدوان بها.
فالاموال المدنسة من نظام آل سعود وال خليفة كفيلة بأن تزج دماء جديدة في ميدان المعركة ويستمر السيناريو في إبادة القوات المعادية وسحقها في الساحل الغربي اليمني بأكمله
إننا اليوم نفاخر بابطالنا البواسل من الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة الأبطال واصرارهم على الدفاع عن الوطن والدين والعرض والسيادة الوطنية مهما كانت التضحيات .. فالوطن أغلى من الجميع ..
وأصبح شرف الدفاع في مختلف الجبهات واجبا وطنيا ودينيا مقدسا على كل أبناء الوطن الغالي .. إن العدوان وهو يراهن باولئكك الخونة المجرمين الذين باعوا شرفهم ودينهم وكرامتهم بعرض من الدنيا الفانية .. وسجلوا بذلك أسوء صفحاتهم في التاريخ ولن ينسى صنيعهم الوطن وشعب اليمن الحر العزيز ..
إن حالة العدو اليوم في أسوء حالاته واوضاعه العسكرية والقتالية .. ولم يعد قادرا على إعادة الثقة في تشكيلاته ووحداته .. ولم يعد أمام النظام السعودي إلا استبدال الكثير من الوحدات العسكرية التي تم تدميرها وسحقها في جبهات ما وراء الحدود. .
وأصبحت ظاهرة الفرار في الجيش السعودي ظاهرة كبيرة ومتفشية في كثير من تشكيلات الجيش السعودي ومرتزقتهم حتى تلك التي هي بعيدة عن مسارح العمليات في جنوب السعودية ..
وبات الخوف والقلق النفسي والرعب يضرب في نفوس كل مقاتليهم ومرتزقتهم وحداتهم المنتشرة في جميع أراضي السعودية .وبات كل فرد في جيش الاحتلال السعودي يشعر بالخوف والرعب واقتراب اجلة .. فاستدعائه إلى الوحدات المتواجدة في الجهة الجنوبية من السعودية إنما هو استدعاء للموت والهلاك ..
وهكذا انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المعسكرات المستحدثة وإخلاء من تبقى من المعسكرات السابقة كونها أصبحت خارج الجاهزية ولم تعد قادرة على إعادة تجميع القوات المتبقية ..وبقائهم سيعود سلبا على القوات المستحدثة .. فالمعنويات في أسوء حالاتها والنفسية العامة متردية إلى أدنى مستوياتها ..
إن معركة الساحل الغربي اتخذت منعطفا هاما في حياة شعبنا اليمني .. فهذا الثبات والصمود أعطى رسالة عظيمة إلى كل العالم بأن اليمن وشعبها وارضها محرمة على كل المستعمرين ..
وإن أبناء هذا الوطن الغالي هم السد العالي والمنيع أمام كل جحافل العدوان مهما كانت قواتهم .. وكل يوم يمر على شعبنا في المعركة والدفاع عن هذا الوطن الغالي ما يزيدنا إلا قوة وثباتا وتلاحما وعزيمة واصرارا في التمسك بقضيتنا العادلة وحقنا في العيش بحياة كريمة عزيزة . وإن ننعم ببلادنا وخيراتها الكبيرة وثرواتها إلا محدودة ..
وحقنا الشرعي في بناء قوات وطنية تدافع عن الوطن وسيادته وخيراته وتذوذ عن حياضه حتى آخر قطرة دم من الرجال الأبطال اللذين حملوا على عاتقهم شرف الدفاع عن البلاد أمام كل اعتداء أو تدخل في شؤوننا الداخلية ..
وسكون مصير كل معتدي كمصير جيش النظام السعودي والاماراتي ومرتزقتهم .. فكل شبر في أرض اليمن هو يمثل كل اليمن .. ومن يتنازل عن شبر من أرضه فإنما هو تنازل عن كل الوطن .. الشموخ لليمن والخلود للشهداء والشفاء للجرحى ..
- العميد ركن – عابد بن محمد الثور