أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لماذا أمريكا في واجهة معركة الحديدة.. وما هي الدوافع والخلفيات؟

219

يمانيون – بعد التعثر والفشل السحيق للامارات ومرتزقتها في معركة الحديدة ووصولها الى طرق مسدودة ، عادت للتصعيد العسكري من جديد في جولة اخرى وهذه المرة تقف خلفها الولايات المتحدة الامريكية بكل ثقلها وبالدعم العسكري الزاخر التي توفره لابوظبي في جميع المجالات من معدات عسكرية متنوعه الى جانب الاسناد الاستخباراتي والاستشاري وفي مجال وضع الخطط العملياتية والميدانية .

تصدرت امريكا اليوم مشهد معركة الحديدة بصورة غير معهودة من خلال دعمها اللامحدود للامارات وبزيارات وفودها من قاداتها العسكرية العليا بمستوى وزير الحرب الامريكي “جيمس ماتيس “وقائد القيادة المركزية الامريكية جوزيف فوتيل التي وصلت الى عدن و ابوظبي خلال الايام الماضية بالاضافة الى الاتصالات السرية المكثفة المتبادلة التي تجري حاليا بين الادارة الامريكية والنظام الاماراتي التي تتركز على تعزيز وتدعيم شوكة الامارات ومرتزقتها اثناء خوضها سيناريو التصعيد القائم في معركة الحديدة .

ظهور امريكا بواجهة معركة الحديدة يعد امرا استثنائيا اذ انه بات اكثر وضوحية وشفافية منذ انطلاق عدوان التحالف السعودي على اليمن حيث عهدناها تقفزموقف الداعم الواقف في الخلف وليس الامام والواجهه،لذا لانرى هذا الا انه يعكس بان هناك تغيرا طرٲ في صعيد سياساتها الاقليمية والدولية في خضم الحرب باليمن وبالاخص في معركة الحديدة ويعكس ايضا نوايا واهداف تريد امريكا انجازها وتحقيقها لحاجة في اطار سياساتها واستراتيجياتها الراهنة بالمنقطة وقد يكون في مسار لمواجهت المتغيرات والتحولات في الساحات الملتهبة كسوريا والعراق والوجود الروسي والايراني وتمددهما الاستراتيجي بالمنطقة .

بالتالي لايستبعد ان امريكا تركز على مسٲلة حسم معركة الحديدة لصالح الامارات او بالاقل احداث فوارق استراتيجية “تعمل على تسمين اوراقها السياسية والعسكرية في مواجهه التحولات بالملفات الاقليمية وتسمين اوراق حلفاءها الامارت والسعودية في هامش المفاوضات الذي يحضرها المبعوث الدولي الى اليمن باعتبار ان الحديدة تحتل قيمة جغرافية وابعاد جيوسياسية وعسكرية بالغة الاهمية فمن جهه تحوي اهم وافضل ميناء حيوي بالمنطقة وتشاطئ البحر الاحمر وتمتلك مجموعه من الجزر التي تعمق قيمتها الاسترتيجية ونفوذها في مياة البحر الاحمر مما يجعلها منطقة تستطيع الاشراف على العمق البحري والملاحة الدولية ، ومن الجهه الاخرى يعد ميناء الحديدة الشريان الوحيد المتبقي للشعب اليمني لدخول الموارد الغذائية والنفطية .

ايضا وهو المسار الاهم ان الحديدة تعد معسكرا وبوابة للقوة البحرية التابعة للجيش واللجان الشعبية على مياة البحر الاحمر ونقطة انطلاق لمسرح عملياتها العسكرية فيه و التي تتركز في مجال الردع والدفاع ضد قوات البحرية السعودية والاماراتية وفرض معادلة توازن قوى على البحر وقد رٲينا هذا في عملياتها السابقة التي اظهرت فاعلية وقدرات البحرية اليمنية المتصاعدة الناجحة في تشكيل توازن ردع استراتيجي ضد اي قوة معادية وقد اثبتت ذلك بدميرها اكثر من 11 فرقاطة وسفينة حربية للسعودية والامارت ووصول نيرانها الى مسافات كبيرة لمابعد خط الملاحة الدولية وقد اثار هذا رعبا دوليا غير مسبوقا بات ملاحظ وبالمقدمة امريكا والكيان الاسرائيلي الذين اظهروا قلقهما ورعبهما الشديدين بعد خصوصا بعد عملية استهداف البحرية اليمنية “بارجة الدمام السعودية مطلع شهر تموز الماضي “.

لهذا امريكا تعمل على تنسيق مشترك مع النظام الاماراتي وهي عازمة على ان تكون المبادرة بيد الاخير بمعركة الحديدة عبر فتح ابواب الدعم اللامحدود لها من جانب وتوفير الغطاء الدولي اللازم ليشرعن عملياتها حتى لوطالت مربع ارتكاب المجازر بحق المدنيين اواستخدام القوة الغاشمة وسياسة الارض المحروقة للقرى والمديريات الساحلية الغربية الآهلة بالسكان التي قد تكون عوائق ميدانية امام تقدم قوات مرتزقة الامارات ،وفي ذات الصعيد ايضا والذي يعتبر الامر الاكثر تٲثيرا هو اعطاء امريكا الايعاز للحرب الاقتصادية الشاملة وتشديد الحصار الخانق على الشعب اليمني وهذة المرة “لايصاله الى قلب الكارثة الاقتصادية والبشرية” من اجل ان تكون ورقة استراتيجية” ضغط “لدعم واسناد محور العمليات العسكرية الاماراتية بالحديدة والتي تتوكز جميعها في قالب اخضاع واركاع قيادة انصار الله الممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي للقبول بالشروط المرسومة المتمثلة في تسليم ميناء ومدينة الحديدة وافراغ كل القوات منهما .

بالاخير لانستطيع القول الا ان امريكا تسعى الى دفع الامارات لاحكام السيطرة على الحديدة او بالاقل السيطرة على ميناءها عبر استراتيجية الضغط العسكري والاقتصادي، فامريكا بطبيعه الحال تعلم ان ملف السيطرة بهذين المجالين لازال ضربا بالمستحيل و لن يكون الا عبر ممارسة مسارين الاولالضغط والتصعيد المتواصل على قيادة انصار الله وقوات الجيش واللجان الشعبية عسكريا في جبهات الساحل الغربي و المسار الاخر الضغط الاقتصادي العميق على الشعب اليمني ورفع معاناته الى مستويات غير مسبوقة وكارثية اكبر من اي وقت .

زين العابدين عثمان
كاتب وباحث

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com