هذا ما ناقشه بن حبتور ووزير الخارجية البريطاني الأسبق
يمانيون – استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور اليوم الأربعاء رئيس لجنة الإنقاذ الدولية وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد ميليباند، الذي يزور اليمن حاليا والممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي.
جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن حاليا بفعل العدوان السعودي الإماراتي وحصارهما المفروض على اليمن وما تشهده الحالة الإنسانية العامة من تدهور كبير بسببهما، فضلا عن التصعيد العسكري للعدوان في الساحل الغربي وانعكاسه المباشر على مدينة الحديدة ومينائها الذي يستقبل المساعدات الغذائية والدوائية لأكثر من 80 بالمائة من سكان اليمن.
وناقش اللقاء الذي حضره وزراء التخطيط عبدالعزيز الكميم والأشغال غالب مطلق والنقل زكريا الشامي والدولة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رضية محمد عبدالله، سير البرامج الإنسانية للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن والتي تشمل قطاعات التعليم والمياه والصرف الصحي وحماية المرأة وجوانب أخرى تسعى في مجملها للمساهمة في التخفيف من وطأة مأساة القرن التي يعيشها الشعب اليمني للسنة الرابعة على التوالي نتيجة العدوان والحصار وتداعياتهما المتعاظمة على مختلف نواحي الحياة اليومية لليمنيين.
وركز اللقاء على الدور الحيوي للجنة الدولية وبقية المنظمات والمؤسسات الدولية والأممية في إيصال صوت اليمن وحقيقة الأوضاع المأساوية التي يكابدها الشعب اليمني وما تشهده من تأجيج وتدهور متواصل بفعل استمرار العدوان وصلفه واستكباره وحصاره الخانق وكذا الآثار الإنسانية لإغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية منذ ثلاث سنوات.
وبحث اللقاء الشراكة القائمة بين اليمن والمنظمات الإنسانية بشكل عام ودورها الكبير في التخفيف عن الشعب اليمني في ظرفه العصيب الذي يمر به، وآليات تطويرها بما يعزز من الجهود المشتركة تجاه الفائت الاجتماعية الأكثر احتياجا وتضررا من العدوان والحصار.
و رحب رئيس الوزراء في مستهل اللقاء بزيارة رئيس الإنقاذ لليمن لما تمثله من أهمية في الوقوف مباشرة على حقيقة ما يتعرض له الشعب اليمني من انتهاكات غير مسبوقة للقانون الإنساني الدولي من قبل تحالف العدوان وتسببه المباشر بالمأساة الراهنة الطاحنة .
وأوضح أن الشعب اليمني يتعرض لعدوان وحشي والعالم كله لا يريد أن يعترف أنه يجوع ويتألم ويموت .. مؤكداً أن الشعب اليمني دونما استثناء يحتاج الىإالسلام وانتشاله من مأساته الإنسانية الكبيرة الراهنة .
وقال ” الحل السياسي بالنسبة لنا هو الأساس ولذلك ندعم المبعوث الأممي مارتن جريفيث وجهوده باتجاه السلام بكل قوة بينما من يعيشون في فنادق ومنتجعات العالم لا يعنيهم السلام لأنه سيؤثر على مصالحهم الخاصة” .
كما أكد أن المأساة الإنسانية الحالية لا يمكن لها أن تنتهي إلا بانتهاء العدوان والحصار وإحلال السلام وكبح جماح السعودية وطغيانها عبر تضامن دولي حقيقي يدعم السلام.
وأعرب بن حبتور عن تقديره للمساهمة الإنسانية التي تقدمها لجنة الإنقاذ للشعب اليمني في محنته الراهنة .. واعتبر كل ما تقدمه منظومة العمل الإنساني من إسناد لليمن حتى وإن كان ضئيلا، عملا عظيما ينظر إليه الشعب اليمني بكل تقدير وامتنان.
بدوره أكد ميليباند على الشراكة القائمة بين حكومة الإنقاذ ولجنة الإنقاذ الدولية والأمم المتحدة في هذه الفترة .. لافتا إلى أن رغبته بهذه الزيارة كان للاطلاع والتعرف مباشرة على حجم المعاناة الكبيرة التي يمر بها الشعب اليمني.
وقال ” مسؤليتي هي نقل ما شاهدته إلى المجتمع الدولي والعالم الذي ينبغي أن يستفيق ويفتح عينيه على حقيقة ما يجري في اليمن “.
وأضاف ” من المؤسف أن بلدا عريقا مثل اليمن يوصف الآن بأنه الأزمة الأكبر على مستوى العالم في الوقت الذي توجد فيها أطرافا دولية تعمل لإبقاء ما يدور في اليمن بعيدا عن أنظار العالم ” .. معربا عن قناعته أن الأوضاع ستزداد تفاقما أكثر مع تدهور الأوضاع في الحديدة.
وأشار إلى أن استمرار الحالة الراهنة سيؤدي إلى تفاقم معاناة السكان وزيادة في سفك الدماء الأمر الذي يؤثر بدورة على سرعة التوصل إلى اتفاق بين أطراف الصراع.
وأعرب المسئول الدولي عن ارتياحه لما سمعه من التزام حكومة الإنقاذ بالسلام والحرص الجماعي هنا على إنجاح جهود مارتن جريفيث. رابطا تحسن الأوضاع الإنسانية بالعملية السياسية والنجاح في التوصل إلى اتفاق مرضي لكافة الأطراف.
وأكد استمرار منظمته لنشاطها وعدم التردد ببذل المزيد من الجهد الإنساني لفائدة الشعب اليمني والحد من معاناته الكبيرة.. معربا عن تقديره لجهود حكومة الإنقاذ ومؤسساتها وأجهزتها المعنية وإسنادها المسئول للمنظمات الإنسانية وبرامجها الجاري تنفيذها في كافة القطاعات المتصلة بالجوانب الإنسانية على مستوى اليمن.