لهذه الأسباب معركة الحديدة تخرج عن السيطرة
يمانيون – يبدو ان معركة الحديدة ذات الابعاد والاهمية الاستراتيجية والسياسية البالغة تتجه الى صفيح اكثر سخونه وهذه المرة ليس على الواقع العسكري وحدودجبهات القتال فقط بل طالت الواقع المدني والانساني حيث بدأ التحالف السعودي الاماراتي خلال الثلاثة الايام الماضية في شن عمليات قصف واغارة مكثفة ومجنونه على سكان مديرية الدريهمي والتحيتا عبر مقاتلاته وبوارجة البحرية مرتكبا جملة من المجازر الفضيعة جدا بحق المدنيين اطفالا ونساء ومدمرا بشكل عشوائي منازل المواطنين والمرافق الحكومية الحيوية التي كان ابرزها مستشفى مديرية الدريهمي الذي سوي بالارض بفعل عدة غارات مع جميع المرضى والعاملين الذي كانوا بداخلة .
الاهم هنا ان هذا التصعيد الدامي الذي تنتهجه السعودية والامارات حاليا يأتي تحت وقع انتصارات قوات الجيش واللجان الشعبية المتتابعة في الفترة الاخيرة على قوات مرتزقة الامارات في مختلف الجبهات ومحاور الاشتباك بالحديدة ، اذ ان الاحداث والصعد العسكرية التي جرت مؤخرا تؤكد بدلالات سمع بصرية حقيقية عن مدى حجم الخسائر الفادحة وبالارقام التي لحقت بالامارات ومرتزقتها وفشل الاخير في تحقيق اي تقدمات وانجازات ميدانية خصوصا خلال الهجمة الثانية والتي تستهدف مدينه الحديدة وطرقها الرئيسية كخط كيلو 16 .
ان قوات الجيش واللجان الشعبية والوحدات الرديفة التابعة لها كوحدة الدروع والهندسة والاسناد الصاروخي والمدفعي استطاعت ومن خلال تكتيكات عسكرية منظمة وخطط استراتيجية دقيقة ومحكمة من فرض ممانعة فولاذية صعبة الاختراق جعلت من مسألة تقدم قوات مرتزقة الامارات نحو التوغل للعمق مسألة مستحيلة وانتحارية في ذات الوقت وقد كان هذا ملاحظا خلال الهجمة الواسعة التي شنتها الامارات عبر قوة ضخمة من مرتزقتها تصل الى اكثر من8000 مقاتل ومئات المدرعات والاليات للسيطرة على منطقة كيلو 16 والتي كان نهايتها الفشل والانهيار نتيجة الضربات القاصمة التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية وعملياتها الخاصة [الاحتوائية والاستدراجية ]التي كان لها سبقا نوعيا في افشال ذلك الهجوم والحاق خسائر جسيمة بتلك القوة ومحاصرتها والتي باتت الى اليوم بين سندان الأسر ومطرقة الموت .
كما عملت قوات الجيش واللجان الشعبية ايضا الى تنفيذ عمليات هجومية استنزافية على امتداد خط الساحل الغربي الذي تتواجد به قوات والوية مرتزقة الامارت الذي ادى الى قطع خطوط الامدادات الرئيسية عنها خصوصا في بعض الاماكن الحساسة كالفازة والجاح من جهه ومنع اي نقاط للتمركز لقوات المرتزقة ايضا وتحديدا في مديرية الدريهمي شمالا والتحيتا جنوبا وهذا كان عاملا اساسيا ادى بشكل دراماتيكي لاضعاف اي عمليات هجوم او تقدم يقوم بها المرتزقة واشلالها وتفكيكها.
بالتالي الامارات وباسناد من السعودية عملت على تصعيد جديد في الدريهمي والتحيتا وهذه المرة كما اسلفنا في مقدمة هذا التحليل [الى التصعيد على المدنيين ] وممارسة سياسة الارض المحروقة في هاتين المديريتين وذلك لاهداف منها دفع السكان للنزوح من جانب وافساح المجال امام توسيع سيطرة قواتها من المرتزقة من الجانب الاخر وهذا بالتالي يعد التفسير العسكري الوحيد للتصعيد الدموي الاخير التي تنفذه الامارات والسعودية مع انه تصعيد يتنافى مع كل القيم والاعراف الدولية كونه يرتكب حمامات دم ومجازر بالجملة بحق المواطنين والسكان في تلك المناطق .
بالاخير نقولها وباختصار شديد ان معركة الحديدة رغم ان التحالف السعودي الاماراتي لطخها بدماء المدنيين الابرياء من ابناء الحديدة لكنها توحي اجمالا بان القوة المؤثرة وصاحبة القرار و المبادرة هي الجيش واللجان الشعبية اما قوات ومرتزقة الامارات فهي لحد الان ومنذ نصف عام تقريبا عن بدء الهجوم على الحديدة فهي لازالت لم تحقق شيئا غير الاختراقات الميدانية التي لاوزن لها اطلاقا على مسار الحسم العسكري او السيطرة وانما هي اليوم اصبحت قوات مفككه ومحاصرة وضعيفه تستنزف يوميا وعلى مدار الساعة وتقترب من مربع الانهيار العسكري الكامل الذي بات مسألة وقت لا اكثر حسب مراقبون.
قرأة تحليلية : زين العابدين عثمان