عمر تهديدات السعودية لمواجهة اميركا والغرب لم يتعد “سويعات”
يمانيون – تحليلات
الخبر:
المقال الذي نشره تركي الدخيل واطلق فيه تهديدات ضد الجهات التي تفكر بفرض الحظر على السعودية بسبب مسألة خاشقجي، لم يمض عليه عدة ساعات حتى فنده المسؤولون السعوديون.
التحلیل:
– في حين كان واضحا منذ اللحظات الاولى لنشر مقال المدير العالم لقناة “العربية” باللغة الانجليزية، بأنه ليس سوى زوبعة في فنجان، وان المسؤولين السعوديين يفتقدون الى الجرأة والقوة للرد على الاخرين ، لكن الموقف السريع الذي ابداه مستشار السفير السعودي في اميركا حيال هذا المقال والتأكيد بأنه لا يمثل القيادة والحكومة السعودية، كشف عن ان نشر المقال جاء بالتنسيق الكامل مع جهات اتخاذ القرار في السعودية وانه لم يكن يهدف سوى الى توجيه رسالة خاصة لبعض المخاطبين. نشر هذا المقال يمكن ان يصنف ايضا ضمن حلقة من سلسلة القرارات المتسرعة والخرقاء التي تنم عن التخبط الذي يسود نظام آل سعود في هذه الايام بسبب ازمة خاشقجي.
– في الحقيقة ان التهديدات التي اطلقها تركي الدخيل في مقاله ليس فقط تقع خارج صلاحياته بل هي خارج صلاحيات قادته السعوديين ايضا. التهديد بتبديل اليوان بدلا من الدولار في تسعير برميل النفط، تحسين العلاقات مع روسيا وايران، قفز اسعار النفط الى 200 دولار في ظل تجاهل السعودية، عدم شراء الاسلحة من اميركا والغرب و.. هي من جملة التهديدات التي كان المعني بها اميركا والغرب اكثر من اي جانب اخر.
– طبعا ان السعوديين ومن خلال هذا المقال التهديدي حاولوا التلميح بشكل غير مباشر الى الخدمات التي قدموها لاميركا والغرب، وعبر التذكير بهذه الخدمات العمل على اعادتهم الى معسكرهم الذي بات يعاني كثيرا في هذه الايام بسبب مسالة خاشقجي. طبعا لا يخفى انه يهدف ايضا الى صد السيل الهادر الذي تخطى حدود السياسة لينتقل الى القطاع الاقتصادي ويؤجج تحديات كبيرة تهدد الوجود السعودي (مقاطعة مؤتمر دافوس في الصحراء، انهيار الاسهم في البورصة السعودية و..) من الاساس.