أفق نيوز
الخبر بلا حدود

كيف سيُسدل الستار على حادثة خاشقجي؟!

216

يمانيون : تقارير

بعد مجموعة التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية قتل الصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي، لدينا اعتقاد بأن الديوان الملكي السعودي سينشر نتائج التحقيقات التي وصل إليها أو “لفّقها” خلال الأيام القليلة القادمة.

ونظراً للضغوط الدولية على السعودية للكشف عن ملابسات الحادث على عكس ما كان يتوقع ولي العهد محمد بن سلمان، لم يعد بإمكان السعودية التستر أكثر على تفاصيل الحادثة لكن في نفس الوقت ولكون الجميع يوجّه أصابع الاتهام إلى ولي العهد بشكل مباشر بأنه هو من أمر بقتل خاشقجي، يتم اليوم البحث عن “كبش فداء” لهذه الجريمة يُخرج محمد بن سلمان من أزمته ويبرّئه إلى حين من الزمن.

كبش الفداء

هناك مجموعة من الأسماء المطروحة اليوم ليتم تقديمها فداءً لولي العهد لإنقاذه من ورطته الحالية، وليس من المستغرب أن جميع هذه الأسماء هي من المقربين لولي العهد لإسكات الأصوات المطالبة بكشف الحقيقة، ووفقاً لمجريات الأحداث لن يصمت الإعلام في حال تم تقديم اسم شخص عادي من داخل السعودية وإلباسه عملية القتل، لذلك يتوجب على ابن سلمان البحث عن مسؤول رفيع المستوى وتقديمه للعدالة الجنائية بالتوافق مع تركيا طبعاً لأن الصفقة من دونها لن تكون فعّالة بأي شكل من الأشكال.

العسيري

اللواء أحمد العسيري والذي يشغل منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية هو أحد أبرز الأسماء المطروحة لتولي هذه المهمة، خاصة وأن ولي العهد محمد بن سلمان هو من رفّعه إلى المكانة التي هو عليها اليوم وأشركه في ملفات أمنية واستخباراتية عالية الحساسية ومنحه صلاحيات واسعة وقلّص من نفوذ أبناء عمومته قبل أن يعزلهم من مناصبهم النافذة داخل الأجهزة الأمنية.

لذلك اليوم تشير مصادر عدة إلى أن العسيري هو “كبش الفداء” المحتمل، ونقل الكاتب في صحيفة واشنطن بوست “ديفيد إغناشيوس” -عن مصدر مطّلع على تقارير المخابرات الغربية- أن العسيري اقترح مرات عدة على محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات بحق خاشقجي وآخرين، كما أنه وحسب مسؤولين أمريكيين كان يخطط الشهر الماضي لإنشاء فريق خاص لتنفيذ عمليات سرية.

وكانت نيويورك تايمز أفادت بأن الرياض ستحمي ولي العهد بإلقاء مسؤولية مقتل خاشقجي على مسؤول بالمخابرات السعودية.

إذن الظروف مواتية اليوم لحرق ورقة العسيري ولن يكون هذا الأمر صعباً على ولي العهد الذي حبس أقرب المقربين إليه دون أن يهتزّ له جفن.

سعود القحطاني

الاسم الآخر المطروح لحمل هذا العبء عن ولي العهد هو “سعود القحطاني” ذراع ابن سلمان والمُؤتَمِر بأمره، وقائد الحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ضد خصوم السعودية، مثل إيران وقطر، وكذلك منتقدي النظام.

ليس من الصعب تلبيس القحطاني تهمة اغتيال خاشقجي وتقطيعه نظراً لدور هذا الرجل البارز في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض قمعية يتمكن من خلالها من معرفة المعارضين للنظام السعودي ومن ثم يحضّر لهم مكيدة معينة ويوقع بهم، وهذا ما حاول تجربته مع جمال خاشقجي، وذلك في ظل التسريبات التي كشفت عن مهاتفته المتكررة لخاشقجي، ومحاولة استدراجه للعودة إلى السعودية، وكذلك نفض التراب عن تغريداته القديمة التي توعّد فيها معارضي السعودية بالتصفية والاغتيال.

عقاب واشنطن

حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يبرز تعاطفه مع قضية الصحفي خاشقجي ليسكت ألسنة وسائل الإعلام لكنّ زلات لسانه كشفت أن ترامب لا يهمه خاشقجي بقدر ما تهمه صفقات الأسلحة وثروة السعودية التي أعلن أنه لن يتخلى عنها، لكنه في الأمس قال في تصريح للصحافة في قاعدة أندريوس الجوية بولاية ماريلاند ردّاً على سؤال حول ما إذا كان خاشقجي ميتاً: “يبدو لي أنه بالفعل هكذا وإنه لأمر محزن جداً”.

وأضاف ترامب: “لا نزال ننتظر نتائج التحقيقات، وأعتقد أننا سنحصل عليها قريباً جداً وسندلي آنذاك بتصريح قوي جداً، لكن حتى الآن نحن في انتظار نتائج 3 عمليات تحقيق مختلفة، وسنكون قادرين على الوصول إلى حقيقة الأمر في وقت قريب جداً”.

وأردف الرئيس الأمريكي، ردّاً على سؤال حول التداعيات المحتملة بالنسبة للسعودية حال تبيّن أنها تقف وراء اغتيال خاشقجي: “إنها ستكون وخيمة جداً، وهذا الوضع سيء للغاية، لكن لنتريث ونرى ماذا سيحدث”.

عقاب واشنطن سيكون عبر المال بكل تأكيد وهناك تحليلات تقول بأن “أرامكو” قد تكون أحد الحلول لإسدال الستار عن هذه القضية، وقد تعيد السعودية طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام لإغلاق ملف خاشقجي، لن يكون الأمر هيّناً على الملك سلمان الذي حاول إغلاق موضوع الاكتتاب ولكن على ما يبدو أن الاختيار ما بين نجله محمد والاكتتاب.

هيئة البيعة في السعودية يقال إنها تحضّر خالد بن سلمان ليكون ولياً لولي العهد ولا نستغرب أن يحلّ مكان أخيه في الفترة المقبلة، خاصة وأن جميع الصحف الأمريكية قالت إن خالد الذي كان سفيراً لبلاده في واشنطن لن يعود مرة أخرى إلى واشنطن، لذلك علينا أن نتريّث حتى نعرف إلى أين ستذهب الأمور هناك لكن من الواضح أن جميع الخيارات ستقوّض من مكانة السعودية في العلاقات الخارجية وتعيدها إلى حيث بدأت.

المصدر: الوقت التحليلي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com