أفق نيوز
الخبر بلا حدود

محادثات السويد تتأرجح بين حسن نوايا صنعاء وتنصل الرياض… “تقرير”

160

يمانيون – تقارير

مع استمرار عقد أول محادثات مباشرة بين الوفد الوطني اليمني بقيادة انصار الله ووفد الرياض الذي يمثل الحكومة المستقيلة، تبلورت عناصر مبادرة تبعث على التفاؤل لدفع المحادثات التي تستضيفها السويد برعاية الامم المتحدة قدما لايجاد مخرج للازمة اليمنية وانهاء العدوان السعودي الاماراتي الذي طال امده دون تحقيق اهداف على الارض. إلا ان تدخل البلدين المتحالفين في مسار المحادثات في ظل تصعيدهما العسكري في اليمن يبدد الآمال في تحقيق سلام حقيقي.

في ظل الاجواء المتفائلة التي تسود محادثات السلام بين الاطراف اليمنية المتفاوضة في السويد جاءت بصمات التدخل السعودي الاماراتي لتنعكس بمغادرة وفد الرياض جلسة لجنة شؤون الاسرى والمفقودين في اطار المحادثات اثر اتصال هاتفي. كما يعكس تصعيد العدوان السعودي الامارتي لغاراته وقصفه على المناطق اليمنية عدم رغبة الطرف الاخر في التوصل الى حل سياسي حقيقي بناء ينهي الصراع في اليمن.

عرض المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وثيقة مبادرتين لطرفي المحادثات اليمنية بشأن تعز والحديدة، تزامنا مع عقد أول محادثات مباشرة بين الطرفين بالسويد.

وتنص مبادرة تعز على وقف القتال في المحافظة وفتح المعابر، بما فيها المطار، بناء على اتفاق ظهران الجنوب الموقع عام 2016، كما تنص على تشكيل مجموعة عمل من الأطراف بمشاركة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق تعز.

أما مبادرة الحديدة فتنص على وقف شامل للعمليات العسكرية بما فيها الضربات الجوية والصواريخ والطائرات المسيرة وعدم استقدام تعزيزات، وعلى انسحاب جميع الوحدات المسلحة خارج المدينة ومينائها وميناء الصليف ورأس عيسى.

كما كشف مصدر في وفد المستقيل عبد ربه منصور هادي أن غريفيث هدد بأنه إذا فشلت جولة المحادثات الراهنة فسيذهب إلى مجلس الأمن ويُفصح عن الطرف المعرقل.

وأضاف أن المبعوث الأممي صرح بأن تاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيكون موعدا لإنهاء المحادثات، وإذا اضطرت الأمم المتحدة لمواصلتها فستكون في مكان آخر غير السويد.

وأضاف غريفيث أن جولة ثانية ستُعقد في النصف الثاني أو آخر يناير/كانون الثاني المقبل، وربما تستضيفها الكويت.

من جهته نفى رئيس وفد صنعاء الوطني في حديث له لقناة العالم مايروج له وفد الرياض من خلاف حول الاولويات، مؤكدا التزام وفده بالبرنامج الموضوع من قبل الامم المتحدة.

وقال رئيس الوفد الوطني اليمني، محمد عبد السلام ان “دعوة الأمم المتحدة الی المجلس السياسي الاعلی في صنعاء والی القوی الوطنية هو أن يكون هناك نقاش للنقاط التالية: “الاطار العام للمفاوضات، التهدئة، تبادل الاسری والمعتقلين، فتح المطار، خطوات بناء الثقة والی أخره.. نحن لم نخرج عن هذه الاجندة. اليوم مندوبنا في لجنة الاسری والمعتقلين أكد ان لديه فريق متخصص في كل الجبهات العسكرية ومستعد أن يبدأ اللحظة بالعمل وقال انا مستعد أن أقدم أسماء هذه الكشوفات العاملين تحت اشراف الصليب الاحمر. للاسف الطرف الاخر قال لایجد لدیه أحد، حتی الاسماء لازال یبحث عنها”.

وغادر وفد الرياض في مشاورات السويد، أمس الأحد، الجلسة الخاصة بلجنة الأسرى والمفقودين، بحضور فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفريق المبعوث الأممي مارثن غريفيث دون إبداء الأسباب بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً. الامر الذي يعكس نوعا ما تنصلها من مناقشة الجانب الانساني في الأزمة اليمنية.

وقال ممثل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في مشاورات السويد، عبدالقادر المرتضى في معرض تعليقه على مغادرة وفد الرياض المشاورات، ان الوفد الوطني كان جاهزا لتبادل الكشوفات حسب الوقت المحدد والمتفق عليه إلا أن الطرف المقابل طلب التأجيل إلى يوم غد. وشدد على أن الاتفاق محدد بآلية تنفيذية، مبديا أمله في ان تقوم الأمم المتحدة بإلزام الجميع بالمواعيد المحددة لتلافي التلاعب والتنصل والتأخير.

وكان رئيس وفد أنصار الله، محمد عبدالسلام، قال إنه “تم طرح موضوع الإفراج عن كل الأسرى لدى الجيش واللجان مقابل الإفراج عن كل الأسرى الموجودين في سجون العدوان، وأن الوفد الوطني بانتظار تقديم دول العدوان لكشوفات بالنسبة لأسماء كل الأسرى الموجودين عندهم”.

وفي مبادرة لابداء حسن النية اقدم الجانب اليمني على تسهيل اتصال بعض الاسرى السعوديين باهاليهم تجاوبا لدعوة السعودية للتأكد من ان هؤلاء الاسرى لا يزالون على قيد الحياة.

واشار عبد السلام في حديثه لقناة العالم الى وجود تدخل اميركي سعودي اماراتي في المشاورات، معتبرا ان مجازر العدوان في ظل مشاورات السويد تثبت ان العدوان غير جدي بالوصول الى حل، وهي محاولة لنسف المشاورات وجهود الأمم المتحدة.

قضية مطار صنعاء و ميناء الحديدة اخذت ايضا حيزا من محادثات يوم أمس حيث اصر وفد الرياض على ضرورة تسليم الحديدة لدول العدوان، اضافة الى تحويل مطار عدن الى مطار دولي، وتحويل مطار صنعاء الى مطار داخلي الامر الذي رفضه الوفد الوطني بناء على ضمانات فنية و لوجستية قدمها بشكل كامل فيما يخص مطار صنعاء ،معتبرا ان اقفال المطار في العاصمة هو من اجل الضغط السياسي التي تستمر به دول العدوان و يعد جريمة أنسانية غير مبررة..

وكان الوفد الوطني قدم في وقت سابق مبادرة بإيقاف القتال في كامل جبهات تعز إلا أن وفد الرياض رفض المبادرة.

وفي هذا السياق أكد وزير النقل في حكومة الإنقاذ الوطني زكريا الشامي جاهزية تشغيل مطار صنعاء الدولي من النواحي الأمنية والفنية والمهنية لاستقبال الرحلات المدنية والتجارية، وبحسب المتطلبات الدولية لمنظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو.

وقال الشامي في اجتماع مع اللجنة الأمنية الخاصة بأمن و سلامة الطيران المدني يوم امس في صنعا : ”مطار صنعاء الدولي جاهز بنسبة 100 بالمائة وبدرجة عالية من الكفائة والخبرة وبكوادر يمنية مؤهلة تأهيلا علميا وفنيا “.

وفيما تتواصل المباحثات في السويد لايجاد مخرج سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني جراء العدوان، يواصل التحالف السعودي – الاماراتي ومرتزقته التصعيد العسكري في الميدان حيث أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن العدوان ومرتزقته يتجهون نحو التصعيد بعيدا عن مشاورات السلام و شن طيران العدوان يوم أمس 15 غارة على نهم والساحل الغربي وصعدة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي وتعزيزات من المرتزقة إلى عدد من الجبهات.

وقال العميد سريع في تصريح صحفي بأن مرتزقة العدوان في نهم بمحافظة صنعاء زحفوا منذ الصباح الباكر باتجاه مواقع في التباب السود بالضبوعة كما قاموا بمحاولة تسلل باتجاه التباب السود بيام يساندهم قصف مدفعي وصاروخي كثيف حيث تصدى لهم مقاتلي الجيش واللجان الشعبية ولقي العشرات من المرتزقة مصرعهم وجرح آخرين.

وأكد المتحدث الرسمي أن العدوان حاول إسناد زحوفات مرتزقته حيث تم إطلاق صواريخ عنقودية محرمة من مأرب باتجاه نهم.

وفي جبهة قانية بالبيضاء أشار العميد سريع إلى افشال زحف للمرتزقة استمر منذ الصباح حتى ظهر اليوم من ثلاثة مسارات الأول باتجاه شعب طالب والثاني باتجاه رتب الزبيري والحمّة والثالث باتجاه شبكة حوران وسقط أكثر من 25 مرتزقا بين قتيل وجريح ليحاول المرتزقة الزحف مرة أخرى بعد الظهر حيث تم التصدي لهم وتكبيدهم خسائر كبيرة.

ولفت المتحدث الرسمي إلى أن مرتزقة العدو شنوا منذ الصباح زحفين باتجاه مواقع في صعدة الأول باتجاه جبال حديد والمواقع المجاورة في باقم والثاني باتجاه الأزهور برازح حيث أفشل أبطال الجيش واللجان الشعبية زحوفاتهم وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد.

ونوه العميد سريع إلى أن محاولات العدوان للدفع بتعزيزات كبيرة باتجاه علب وحيران والساحل الغربي ورازح وباقم ودمت يكشف نيتهم في التصعيد ومحاولة تحقيق أي تقدم ميداني خلال اليومين القادمين خاصة بعد انكسار وفشل كل زحوفاتهم وتكبدهم لخسائر فادحة خلال الأيام الماضية

وردا على اعتداءات العدوان السعودي – الاماراتي اطلقت القوات اليمنية صاروخ زلزال1 على تجمعات لمرتزقة العدوان غرب السديس بنجران ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوفه حيث اكد مصدر عسكري يمني اصابة الصاروخ للهدف بدقة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة.

كما تصدى رجال الجيش واللجان الشعبية، يوم الأحد، لمحاولة تقدم فاشلة نفذها مرتزقة الجيش السعودي في عسير.

تدخل محادثات السويد يومها الخامس في اجواء تعكس جدية الوفد الوطني في المحادثات والتزامه بأجندة الامم المتحدة وعدم رغبة وفد الرياض في التوصل الى حل سياسي، لأنه يرى أي حل سياسي في اليمن لا يصب في مصحلته.

*العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com