مطار صنعاء الدولي شريان حياة
العميد عدنان محمد الكبسي
يخوض وفدنا الوطني هذه الايام مشاوراته في السويد ولديه كافة الصلاحيات الكاملة من قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثيوالمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني هذا ماصرح به دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور لدى توديعه للوفد الوطني بمطار صنعاءالدولي برفقة المبعوث الاممي لدى اليمن مارتن غريفيث الذي يبذل جهود كبيرة لحلحلة الازمة ووقف الحرب على اليمن.
المبعوث الاممي غريفيث وعد بفتح مطار صنعاءالدولي لكافة الرحلات المدنية في اقرب وقت ممكن ومشاورات السويد التي تعقد حالياً في استكهولم ستناقش موضوع مطار صنعاء لما له من أهمية استراتيجية ودولية ومحلية وانسانية بالدرجة الاساسية.
يعتبر مطار صنعاء الدولي من الاعيان المدنية التي تجرم القوانين والمواثيق الدولية استهدافها كونه يقدم خدمات انسانية وضرورية 70%من المجتمع اليمني.
لقد اطلق العدوان أول شرارة اعلان الحرب على اليمن في ليلة ال26 من مارس 2015 بقيادة السعودية والامارات على مطار صنعاء الدولي وتحديدا بالمدرج الرئيسي لهبوط واقلاع الطائرات بالعديد من الغارات الأمرالذي يدل على الحقد الدفين والمتعمد والهادف الى إخراج المطار عن العمل وشل حركته وعزل اليمن عن العالم، وهذا محرم دوليا ومخالف لاتفاقية شيكاغوا والمواثيق والمعاهدات الدولية.
عندما نتحدث عن مطار صنعاء الدولي نتحدث عن ثلثيسكان الجمهورية اليمنية من مختلف طوائفهم وشرائحهم فالطلاب يسافروا من أجل الالتحاق بالجامعات في مختلف المجالات والتخصصات وفي جميع انحاء العالم، والمستثمريسافر من اجل تجارته والمريض يسافر من اجل صحته والمغترب يسافر من اجل قوت أولاده، والرياضي والصانع وغيرهم من شرائح الشعب اليمني يتوجهون جميعا الى مطار صنعاء لتحقيق غايتهم ومستقبلهم ومستقبل الوطن.
دعونا نتأمل في هذه النقطة الهامة والحساسة ضر بالمطار يعني ابقاء مستقبل اليمن في المجهول وجعل الشعب اليمني في سجن كبير وحرمان أجيال اليمن من الدراسة ومنع الاستثمارات واقامة المشاريع في اليمن عن طريق رؤوس الاموال والمستثمرين اليمنيين بالإضافة الى منع شريحة المرضى وهم الجانب الانساني الذي نركز عليه بالدرجة الرئيسية لكونه متعلق بحياة البشر وهذه الفئة تنقسم الى قسمين لا ثالث لهما الاول مريض يصعب علاجه في اليمن ويتوجب سفره للخارج لإتمام علاجه والاخر هو مريض مزمن بأمراض عضوية كالقلب والسكر والضغط والفشل الكلوي وامراض السرطان وغيرها من الامراض المزمنة التي تحتاج الى علاجات بشكل عام ومدى الحياة هذه الشريحة هم من تتعلق حياتهم السفر لتخفيف آلامهم بالإضافة توفير علاج المرضى المزمنين بالأمراض التي ذكرتها سابقا.
العدوان اغلق مطار صنعاء الدولي وشل حركته على فترات متتابعة وبنهج ومخطط اسرائيلي بحت..كيف ذلك اولا تم ضرب المدارج عدة مرات وبغارات عديدة لكن الهيئة العامة للطيران المدني كانت لهم بالمرصاد حيث كانت تعمل على سرعة تجهيز المدرج وإصلاحه بعد ضربه ولم ينجح العدوان في ذلك المخطط فلجأ إلى لخطوة الثانية اعلن اغلاق مطار صنعاء الدولي في ال6 من اغسطس 2016 لمدة ثلاثة ايام ثم اسبوع وشهر ثم اعلن فيها أغلاقه الى الان ولم يسمح الا لطائرات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية والاغاثية فقط ،اما الرحلات التجارية والمدنية فتم منعها وتعذر بأسباب واهية ومظلله وافتراءات كاذبه للرأي العام المحلي والدولي بان مطارصنعاء الدولي غير قادر على العمل وغير جاهز لاستقبال الرحلات المدنية والتجارية وغيرها من الرحلات الاخرى وللعلم أن إغلاق مطار صنعاء جاء بقرار منفرد من وزارة دفاع العدوان السعودي وهو إجراء تعسفي.
بينما صرح اللواء الركن زكريا الشامي وزير النقل والدكتور محمدعبدالقادر رئيس الهيئة العامة للطيران في عدة مؤتمرات ومقابلات صحفية وعبر مختلف القنوات الفضائية المحلية والدولية ان مطار صنعاء الدولي جاهز لاستقبال كافة الرحلات المدنية والانسانية والاغاثية والتجارية وبحسب المتطلبات الدولية ومنظمة الطيران الدولي الإيكاو ومستخدما كافة أشكال الامن والسلامة للطيران وبجهوزية عالية رغم الدمار في البنى التحتية للمطار في المباني وصالتي المغادرةوالوصول والتشريفات لكن الاجهزة الملاحية والاتصالات والتواصل تم عمل البدائل لها واصبحت جاهزة للعمل لتقديم كافة الخدمات الملاحية والأرضية لكابتن الطائرة في الأجواء وعند الاقلاع والهبوط.
كما ان ما قامت به دول تحالف العدوان من إجراء تعسفي زاد من معاناة وحصار الشعب اليمني في الداخل والخارج في الوقت الذي يتنافى مثل هذا الاجراء مع جميع الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية الطيران المدني الدولي (اتفاقية شيكاغو) واتفاقية مونتريال 1988م”
إن استهداف العدوان لمطار صنعاء منذالوهلة الأولى أدى الى خروج المطار عن الجاهزية وتوقف جميع رحلات الخطوط الجوية اليمنية وكذارحلات شركات الطيران من الهبوط والإقلاع في المطار، وسبب هذا الاستهداف معاناة للعالقين في الداخل والخارج.
وأجزم في قولي أن إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ أكثر من عامين أدى الى كارثه إنسانيه ومعاناة كبيرة لا توصف ولامثيل لها في العالم وتصنف الاولى عالميا حسب بيانات الامم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني بأنها كارثة من الدرجة الأولى .
حيث تشير إحصائيات وزارة الصحة العامة والسكان إن أكثر من 30الف حالة وفاه سجلت من الحالات المرضية المستعصية بسبب عدم القدرة على السفر نتيجة استمرار إغلاق المطار و أكثر من مائة ألف حالة وفاه بسبب نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية التي كانت تنقل بواسطة الجو ،بالإضافة الى ما يقارب من 878 الفو570 مريض مهددين بالموت نتيجة انعدام العديد من الأدوية للحالات المرضية المزمنة وكذا المحاليل والمستلزمات الطبية التي تنقل بواسطة الجو فضلا عن 200 الف حاله مرضية مستعصية بحاجه ماسه للسفر الى الخارج لتلقي العناية الطبية والعلاج وينتظرهم مصير مجهول في حالة استمرار إغلاق المطار.
والاكثر من ذلك أن هناك معدل يومي للوفيات من تلك الحالات من 20- 25 حالة، بالإضافة إلى معاناة مرضى الفشل الكلوي والسرطان، ومعاناةالمغتربين والطلاب ورجال الاعمال، وصعوبة وصول الصحفيين والاعلاميين الى صنعاء للاطلاع على حقيقة ما يرتكبه العدوان من انتهاكات و جرائم تسببت في خلق كارثة إنسانية هي الاولى في العالم.
فيما حرم عدد كبير من الطلاب مقاعدهم الدراسية الجامعية والعليا في مختلف دول العالم لعدم قدرتهم على السفر وتقديم اوراقهم لمباشرة الدراسه وحرم عدد كبير من الطلاب اليمنيين من اكمال دراستهم في الخارج بسبب عدم السماح لهم بالسفر .
وقد ناشدت وزارة النقل في حكومة الانقاذ الوطني في عدة بياناتلها المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ومنظمة الطيران الدولي (الإيكاو)وكل دعاة السلام في العالم للوقوف الى جانب مظلومية الشعب اليمني ونصرته والتدخل بكل الوسائل الممكنة لرفع المظلومية عنه جراء التعسف والصلف الاجرامي غيرالقانوني وغير الإنساني باستمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي لأكثر من سنتين حصار يتجرع مرارتها شعب بأكمله.
وفي الاخير اقول الان الاضواء مسلطه على مطارصنعاء الدولي ومن النقاط الرئيسية التي ستناقش في مشاورات السويد والتي يجب أن تحسم بشأنه من أجل انقاذ حياة المرضى ودخول العلاجات الضرورية للأمراض المزمنة وعودة العالقين الذين في الخارج إلى ارض الوطن وابتعاث الطلاب للدراسة في الجامعاتالدولية في الخارج وغيرها من الاشياء الضرورية للشعب اليمني الذي يعاني من عدوان وحصار دمر البشر والحجر والشجر نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بفتح مطارصنعاء الدولي ورفع الحصار المفروض على المطار .
ودمتم ودام الوطن ولا نامت أعين الجبناء والنصر للشعب والخلود للشهداء والشفاء للجرحى .