وقف اطلاق انار في الحديدة… هدنة أم إستراحة محارب؟
رشيد الحداد
مضت أكثر من 48 ساعة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في مدينة ومحافظة الحديدة، ولكن لايزال هدير طائرات «التحالف» وأزيز الرصاص ودوي المدافع والانفجارات تسمع من حين إلى آخر في المدينة.
تصاعدت خروقات اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض، منذ فجر الثلاثاء، في محيط مدينة الحديدة، فالاستعدادات التي تجري في مناطق التماس في محيط المدينة من قبل القوات الموالية للإمارات، تشير إلى عدم وجود رغبة حقيقة لدى «التحالف» بوقف الحرب في مدينة ومحافظة الحديدة، وإحلال السلام فيها، فكل المؤشرات شرق المدينة وجنوبها تفيد بأن القوات الموالية للإمارات تتعامل مع الهدنة المعلنة أممياً على أنها «إستراحة محارب».
تلك القوات التي لم تعلن التزامها بوقف إطلاق النار، لم تتوقف منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ عن الترتيب والإعداد والتحشيد لمرحلة ما بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وهو يبرّر إستمرار جرافات «التحالف» بإنشاء السواتر وإقامة المتارس الترابية، يرافق ذلك حركة غير مألوفه للقوات الموالية للإمارات التي تستقبل المزيد من التعزيزات القادمة من الخوخة، وتعيد تموضعها في كيلوا 16، وشارع الخمسين وبالقرب من حي 7 يوليو.
استغلال وتوظيف
هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة المعلن من قبل المبعوث الدولي لدي اليمن مارتن جريفيث، على الأرض، يعيد إلى الذاكرة إتفاق وقف إطلاق النار المعلن من مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن في حرب صيف 1994م، التي اندلعت بين شركاء الوحدة، فأطراف الصراع كانت تلتزم بوقف إطلاق النار حال صدوره، ولكن تستغل الإعلان لإعادة تموضعها على الأرض، واستقدام المزيد من التعزيز العسكرية من جانب، وكذلك مناداة السلاحف بالتقدم (أي الدبابات والمدرعات) دون إطلاق نار لتحقيق مكاسب على الأرض دون خسائر، وهو ما يدفع الطرف الآخر إلى إطلاق النار لوقف التقدم.
10 خروقات
سجل يوم أمس الأربعاء، عشرة خروقات لإتفاق وقف إطلاق النار، في مدينة ومحافظة الحديدة. فقد قصفت القوات الموالية للإمارات بقذائف المدفعية جوار فندق قصر الاتحاد، وسوق الحلقة بمديرية الحالي شرق المدينة، وكثفت نيران أسلحتها في شارع الخمسين، وتزامن ذلك مع قيام جرافتان عسكريتان باستحداث تحصينات شرق مدينة الشعب، كما تعرضت المدينة للقصف المدفعي بعدد من القذائف، كما طالت مدينة الشباب في شارع الـ90 بمديرية الحالي بعدد من القذائف، وتعرضت منطقة كلية الهندسة بمديرية الحالي للقصف بالرشاسات والمعدلات، وامتدت تلك الخروقات إلى شرق المدينة، حيث حاولت القوات الموالية للإمارات تنفيذ عمليه تسلل على مواقع قوات الجيش واللجان الشعبية شمال سيتي ماكس بمدينة الحديدة.
وفي مديريات المحافظة التي شملها اتفاق وقف إطلاق النار، اخترقت القوات الموالية للإمارات الاتفاق في الدريهمي، وهاجمت مواقع الجيش واللجان بصواريخ موجهة في التحيتا، وحاولت التسلل في حيس، فيما حلق طيران «التحالف» بنوعيه الاستطلاعي والحربي على التحيتا والمراوعة ومدينة الحديدة خلال اليومين الماضيين.
ضبط النفس
قوات الجيش واللجان، وبلسان ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، جددت يوم أمس إلتزامها بأعلى درجات ضبط النفس، تاكيداً لإلتزامها بإتفاق وقف إطلاق النار. وأكد سريع أن «قوات الجيش واللجان ترصد خروقات القوات المعادية وتبعثها للجنة المشتركة».
مصدر عسكري في مدينة الحديدة، أكد، أن الجيش واللجان ترصد كل تحركات القوات المعادية وعلى أهبة الإستعداد لإفشال أي محاولة تقدم أو إلتفاف، وأشار إلى أن «القوات المعادية تخطط للسيطرة على مدينة الدريهمي من أكثر من اتجاه كما تشير تحركاتها على الأرض جنوب الحديدة».
وكشف عن قيام تلك القوات بـ«الترتيب لشق طريق ستصل من إحدى المناطق الساحلية بمناطق تابعة لمديرية زبيد للالتفاف على أبناء الجيش واللجان الشعبية والسيطرة على زبيد».
وحول تثبيت الإتفاق يرى مراقبون بأن «تنفيذ وقف إتفاق إطلاق النار والإنتقال إلى تنفيذ نقاط إتفاق الحديدة، لن يتم دون إلتزام السعودية والإمارات بشكل فعلي على تنفيذه لأنهم من يمتلكون قرار الحرب والسلم في الحديدة».