نعم واحدة تعدل الف لا
أ , لطف لطف قشاشة *
.نعم قدمنا تنازلات من جانبنا من أجل الشعب اليمني – هكذا ختمها رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في المؤتمر الصحفي الذي عقد نهايه جوله المشاورات التي عقدت في السويد مؤخرا وتقرر فيها عدة خطوات مثلت انفراجه انسانية سيلمس الشعب اليمني نتائجها في المستقبل المنظور , بينما ختمها رئيس وفد الرياض بجملة ركيكة عبرت عن نفسيه مأزومة لا تعرف أين تضع قدميها ولا تمتلك مشروع خير للشعب اليمني عندما قال أنه حقق انتصارا على ما أسماهم بالانقلابيين في صنعاء ..
المقولتان مضى عليهما أكثر من أسبوع من الزمن والتذكير بهما مجردا لا يجدي ولا يسمن من جوع الا اننا نستحضرهما للولوج الى ما حمله مقالنا من عنوان حيث اننا بالفعل نضع لمصلحة الشعب اليمني وأعني به جميع ابناء الجمهوريه اليمنية الف حساب وحساب فهي مقدمة على جميع مصالحنا الضيقة مهما حملت من عناوين لذلك رحبنا بالتنازلات التي قدمها الوفد الوطني لما ستنتجه هذه التنازلات من منافع جمة لهذا الشعب المظلوم واعتبرناها تنازلات شجاعة ومسؤولة وتستحق الدعم الا اننا في ذات الوقت نضع الى جانبها الف لا لأي عناوين لن تخدم مصلحه الامة العليا في الحسبان والتي بلا شك أن مسألة السيادة والاستقلال والكرامة في طليعة هذه المصالح ..
اليوم تحدث اعلام العدوان ومرتزقته كثيرا عن فقدان اليمن لسيادتها واستقلالها عندما سلمت ميناء الحديده للقوات الامميه ظمن مخرجات ونتائج المشاورات ما يعني في حال وقوعه أن التنازلات التي قدمها الوفد الوطني لم تكن في مصلحه الشعب مطلقا لذلك ستكون هذه النقطه الخطيرة واحدة من الامور التي سنضع عليها رفضنا ولاءآتنا وبشدة ..
كما اننا وضعنا تلك اللا لذلك الحديث الممجوج الذي تحدث به رئيس وفد الرياض حين تباهى بتحقيق الانتصار المزعوم ..
وحينما تابعنا واستقرأنا الواقع حول موضوع الحديده وجدنا أن البعد الانساني كان الطاغي والدافع للوفد الوطني ليقدم هذا التنازل ليس في حالة المدينه وسكانها فقط والناتج عن حجم الاجرام الذي يتعرضون له من التحالف بل كان استقراؤنا لسوابق إيجابية قدمتها قياده المجلس السياسي الاعلى ومن ورائه القياده الصادقة للثورة الممثله في السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التي تقود المرحلة والتي تضع في حسبانها الجبهة الداخليه وتماسكها أولوية قصوى حين قدمت تنازلات للداخل لا تعد ولا تحصى بما فيها تغاضيها الى حد كبير عن بعض المفسدين المحسوبين على شركاء الداخل حتى لا تتضرر جبهة المواجهات للعدو الاعتى والاشد الخارجي الذي سيبتلع الجميع وكذا تعاملهم مع الاسرى والجرحى من جانب العدوان وغيرها ما جعلنا نوقن بأن مثل هكذا تنازل حتى ولو كان في ظاهرها مجحفا الا انه لازال مقرونا بنوايا صادقه لا تجعل للمناورات والمكاسب السياسيه اي اعتبار إذا تعارضت مع جانب إنساني ..
لذلك ومن هذا الجانب الانساني وصدق النوايا التي تمثلها الوفد الوطني فإن تلك النعم الواحده التي وضعناها للوفد الوطني دعما لتنازله لصالح الشعب اليمني ستعدل الألف لا التي اطلقناها ولازلنا نطلقها في وجه الجانب المرتهن للقرار الامريكي السعودي الاماراتي ويدار من غرف فنادق الرياض لان من لازال دمه وتضحياته تقدم فداءا للبلاد دون البحث منهم على اي مكاسب فئوية سيحصلون عليها لو قدموا جزءا من تنازل للعدو الخارجي ولأننا على ثقة اعلى بأن الكرامة والسيادة والاستقلال لن تكون في يوم من الايام بعيدة عنهم وإنهم لن يفرطوا فيها مهما بلغت تضحياتهم وهذا هو الواقع والحقيقة الماثلة للعيان بينما وفي حالة انعكست المعادلة وتبدلت النوايا عندهم وطغت المصالح الضيقة عليهم وفرطوا في السيادة والكرامة والاستقلال هناك سنقول لهم لا واحدة بألف نعم .
والله من وراء القصد
- عميد معهد التدريب الاعلامي