ثغر اليمن الباسم “عدن”.. وثمار الإحتلال
هي المدينة الهادئة ، ثغر اليمن الباسم ، السمراء الفاتنة، الجذابة بسواحلها الذهبية ، والمثيرة بثرواتها البحرية ، والمغرية بموقعها الإستراتيجي ، هي تلك المدينة التي تحول بريقها إلى بؤرة أطماع يجذب ضؤوها أحلام الغزاة الذين عقدوا العزم على إحتلالها ونهب ثرواتها واستعباد أهلها.
ربما لم تتوقع عدن كمينا محكما كهذا يسلبها حريتها، ولم تكن تدري أي فخ نصب لها ليوقعها في جحيم الذل والهوان ، فلقد أوهمها الغزاة أنهم تطوعوا لمساعدتها ؛ لذلك صمت آذان أبنائها وغلفت قلوبهم عن الإصغاء لكل صرخات الإنذار التي كانت تلوح لهم بخطر الوقوع في مهاوي هذا الإحتلال!
دعونا نتعرف على معاني الحياة في مدينة لاتتنفس الحرية بعد أن كساها رداء الذل واستخف الغازي بأهلها وحولهم إلى أدوات استعمالية لمصلحة مشروعه الاستيطاني ، وفرط في أرضها وحولها إلى مسرح للجريمة وساحة للعصابات التخريبية والجماعات الفوضوية ، ومرتع لقوى الإرهاب الداعشية وملجئ لكل الخلايا الارتزاقية ، بعد أن هاجت على رمالها ريح الخضوع التي تقاذفت كرامة المواطن الجنوبي وأوردتها موارد الحتف والهلاك.
فما يحصل اليوم في عدن ليست حكايات مكتوبة تروى ولاأحاديث وهمية تتداول ، هي حقائق مرعبة ترويها لنا جرائم الاعدامات والاغتيالات اليومية ، وتثبتها لنا عمليات المداهمات والاقتحامات والتفجيرات والتهجيرات وانعدام الخدمات وقمع الحريات.
ويشرح لنا فظاعة أهدافها ميناء عدن الراكد بعنوة الرغبة في تدمير الاقتصاد
، وجزيرة سقطرة المحتجزة بقانون السطو والنهب، وسكاكين الذبح التي تتربص بالأهالي القتل والفناء ، والمعتقلات السرية التي يشرف عليها ضباط إماراتيين من غلظة الإكباد وذوي الأفئدة المتعطشة إلى الفاحشة والإجرام يلقون خلف قضبانها كل ناشط سياسي حر أوإعلامي وطني ثائر أوعالم دين تقي يعارض فكرهم الإحتلالي ويدعو إلى وجوب التحرر ، وتكاد تفتك بمشاعرنا مشاهد فتيات يمنيات يداهم شرفهن ذئاب بشرية محملة بأحاسيس وحشية ليتم خطفهن واغتصابهن وأخفائهن في فنادق جعلوها وكرا لفسادهم وعشا لحقارتهم ودناءتهم .
لا شك أن نار الإحتلال لفحت بلهيبها بشرة عدن السمراء فأسودت أيامها واوشكت احلامها على التفحم ولمست ثراها بلهيبها المستعر ، وهربت عصافير السلام من على أشجارها المتهالكة، وخلفها الغربان تنعق فوق الخرائب، ولن تشرق شمس الحرية ولن تثمر شجرة الكرامة الوطنية إلا باستئصال بذور الذل واجتثثاث جذور الإحتلال بثورة مستمرة وكفاج ونضال لا يتوقف .
كتبت/ سعاد الشامي