السودان.. مابين شعب يثور وحكومة عميلة وجيش مرتزق
كتبت إكرام الحاقري
عندما ترهن الحكومات نفسها وتقبض ثمن مواقفها وتتاجر بجيوشها وتراهن على بقاء الظالمين وتصبح عضوا في حلف قرن الشيطان، من هنا وهناك تذل شعبها وتسلبه عزته وكرامته بل وتسلب منه فلذات أكباده ليكونوا جثث هامدة على مرمى صحاري اليمن، وأخرين أسرى لا أحد يسأل عن حالهم!!
هنا يثور الشعب ليثأر لنفسه من هذه الحكومات العميلة، وليرسم لنفسه مسار لا يقبل بالعمالة، خارج عن هيمنة الأمريكان وطغيانهم وإفسادهم في الأرض.
وتحت مسمى تغيير الحكومة وإلا فليرحل البشير ثار الشعب السوداني راسماً لنفسه منهج عزة ورافض بذلك سياسة البشير التي قد أنهكت دولة السودان أرضا وإنسانا، ورفضا لما تقوم به حكومة السودان العمية من متاجرة بأرواح الجيش السوداني في سبيل أمريكا وطفلتها المدللة إسرائيل، وقابضة ثمن ذلك ريالات سعودية!!
وكأن هذه الثورة هي ثمرة الشوك التي جناها البشير من خلال مشاركته لمدة أربعة أعوام في الحرب على اليمن، وكأن الشعب السوداني اليوم أصبح حاضرا في ساحة الوعي والبصيرة، وما ثورته في هذا الوقت بالذات بعد مشاورات السويد إلا لها دلالات وابعاد كثيرة.
لكن لما لم يثور الجيش السوداني ويعمل لنفسه كرامة ضد من نهب منه كرامته وجعل منه جيش مرتزق عميل لاقضية له، وجعل منه جيشا يخدم مصلحة أمريكا وإسرائيل وعملائهم في المنطقة ومضحيا من أجلهم بنفسه وبدمه وبمستقبل أهله!! !!
والملفت هنا كيف أصبحت ثقافة الجيش السوداني من بعد التحاقه بصفوف العدوان، فبعد أن كان جيشا حرا وطنيا شريفا، أصبح جيش عميلا يساند المحتلين وأصبح جيش يمتلك غريزة حيوانية تغتصب النساء والأطفال في جنوب اليمن، وأصبح جيش يتثقف بثقافة الإرهاب داعش والقاعدة، فهل الثورة السودانية ستصرخ لحال الجيش السوداني!! وهل ستقبلهم جيشا بعد ان أصبحوا أدوات قذرة تخدم وتدعم الإرهاب في المنطقة!!
اما بالنسبة للبشير فهو حقا يتأمل الخير والنصرة من أمريكا وإسرائيل، لكن عليه ان يدرك أن مصيره هو مصير العملاء لليهود من قبله!! هلكوا ورحلوا وشردوا وماحال حكومة الفنادق اليوم إلا أكبر عبرة وعظة لمن بعدهم!!
كذلك الشعب السوداني اليوم وجب عليه أن يرفض واقعه المرير والمخزي وأن يواصل ثورته التي بدأها وأن ينتصر لدماء من باعهم البشير وأرخصهم وكأنهم سلعة بائرة لا قيمة لها!! ووجب عليه ان يواصل ما بدأه ويجعل من هذه الثورة سلم نصر وتمكين له في دولة السودان التي قد أصبحت في أنضار العالم دولة عميلة!!
فما بين حكومة عملية وجيش مرتزق وثورة الشعب السوداني ، سوف تشرق شمس الأنتصار للشعب اليمني ، فقد رد الله الكيد في النحر، وهاهو أحد الظالمين المشاركين في العدوان على اليمن على حافة الهاوية من السقوط والمحاكمة، وهاهو بزوغ الفجر المنير أتى ليبشر اليمنيين بفتح مبين.