ماذا يريدون بعد النهاية؟
العلامة/ سهل بن عقيل
إن الأوضاع التي حركتها الثورة الشعبية في الشرق الأوسط منذ سنة 2003م هي براكين تظهر هنا وهناك، وتختفي ثم تظهر ثانية في مكان آخر، وهكذا حتى تقاربت المسافات بين تلك البراكين، بركاناً بعد آخر، وهي تظهر بدخانها العنيف ما هو كائن وما سيكون في القريب العاجل.
هكذا هي الأوضاع تحت الدخان.
إن الذين أذكوا البراكين التي تظهر بين حين وآخر بأعمالهم يريدون أن يخمدوها، ولكن هيهات هيهات أن تخمد هذه البراكين وأن يعود الحال إلى الستينيات والسبعينيات وما وراء ذلك من الهيمنة. وعليهم أن يعوا ذلك.. وإن الحثالة الذين يتغذون بأموال الشعب، وينصِّبون عليها أعداءها لخدمة مصالحهم، ولامتصاص دماء الأمم ومقدراتها واستعبادها قد آن اقتلاعهم مع نبتاتهم الخبيثة.
وهذا تحذير لمن ألقى السمع وهو شهيد في الحال والفعل.
إن الذي أوضحناه ليس كلاماً إنشائياً، لأن الشعوب لا تموت ولو غلبت على أمرها، وتسلق على ذروة سنامها العملاء لأعدائها.
إن الذي حدث ويحدث في اليمن هو تحضير لما قاله (شمشون) صاحب الخرافة الإسرائيلية التي لا يقرها عقل ولا منطق (عليّ وعلى أعدائي) ولكنه سيكون بالفعل مشاهدة وعياناً، وعبرة للدول الاستعمارية وعملائها.
ولن يكون بعد الحرب العالمية الثالثة شيء اسمه (مجلس الأمن والأمم المتحدة) أو غير ذلك من المسميات.
إننا نقول لهم بفصيح العبارة: ارفعوا أيديكم عن الخريطة الطبيعية لليمن خاصة وعن الخرائط التي هي للشعوب الأخرى، فلن يكون ما تتوهمون من تقسيم تركة الرجل المريض، أو اتفاقية (سايكس بيكو) وستغلق كل المنافذ وستكون هناك أسلحة تستعمل، أنتم تعرفونها، تهلك الحرث والنسل، ولن تكون (هيروشيما وناجازاكي) إلاّ أسطر كتبت بماء عفا عليها الزمن.. والناصح أمين.. وهذا الذي نقوله حقيقة (للجيش الحافي) الذي عرفتموه وجربتموه.
* مفتي محافظة – تعز