في ورقته الأخيرة.. العدوان يخطط لتوطين داعش في الشمال والقاعدة في الجنوب
يمانيون – تقارير
يعيد تحالف العدوان تحريك ورقة الإرهاب في اليمن عل ذلك يشفع لشرعنة وجوده مستقبلا وهو الذي سوق نفسه كمحارب للإرهاب ويربط مصير الجماعات الإرهابية في اليمن بمستقبل وجوده في هذا البلد، لكن مالم يدركه التحالف بعد يبقي بتحرك صنعاء الجاد للقضاء على تلك الجماعات وقد نجحت فعلا في تنظيف ساحتها من شرذمته.
المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع قال في حوار لصحيفة ” الأخبار اللبنانية ” في يوم الخميس 27 ديسمبر الماضي” : لدينا معلومات استخباراتية تؤكد أن قوى العدوان تستعين بالعناصر التكفيرية، وتسهّل وصول العشرات من تلك العناصر إلى عدن وإلى محافظات جنوبية قبل انتقالها إلى الجبهات، ومعظمها يتم استدعاؤها من سوريا. فقبل أيام، وصلت طائرة تقلّ العشرات من العناصر التكفيرية إلى مطار سيئون قادمة من دولة عربية، وبحسب معلوماتنا سيتمّ نقل هؤلاء إلى الحدود السعودية، وسبق أن تمّ الدفع بالمئات من هذه العناصر إلى الجبهات، ومنها جبهة كتاف في صعدة، وقد تم الاتفاق مع ما يسمى «داعش» و«القاعدة» على تسليمهما مليونَي دولار مقابل التكفّل بجبهة كتاف، وبالفعل تم تسليم ربع المبلغ “.
لكن وقد فتحت الإمارات سفارتها في دمشق وعبرت الرياض عن رغبتها بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية لم يتبق سوى تنظيفها من عناصرهم الارهابية التي جلبوها من مختلف اقطار العالم وقد بدأت فعلا بإرسال أول دفعة من عناصر “داعش” في سوريا إلى مطار سيئون على أمل نقلهم برا إلى الحدود الشمالية لليمن حيث تسعى الرياض بقوة لتوطينها في وادي ال ابو جبارة، لكن الأخطر على اليمن عموما تنعكس في تحرك التحالف لفرض وجوده على الأقل في جنوب اليمن بحجة محارية الارهاب وقد اعاد خلال الايام الماضية تفعيل هذه الجماعات اعلاميا بتسليط الضوء على مواجهات دارت مع الحزام الأمني في أبين الأسبوع الماضي على خلفية بناء معسكر جديد في منطقة العين تشترط القاعدة تسليمه لعناصرها في المنطقة فقط وسحب العناصر التي قدمت من الضالع.
أضف إلى ذلك الهجوم الذي وقع قبل أسبوعين في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت وأوقع عشرات القتلى والجرحى لتتداول وسائل اعلام موالية للعدوان بيان لتنظيم القاعدة يتهم فيه النخبة الحضرمية بتدبير العملية مشيرا إلى أنه استهدف معسكرا جديدا للنخبة في هذه المدينة التي تعد ابرز معاقله منذ اتفاقيته مع الإمارات بتسليم المكلا سلميا للنخبة في 2017 على أن تلتزم الامارات له بتجنيد عناصره ضمن قوام النخبة الحضرمية وحفظ حصته في السلطة والثروة بحسب ما اوردته تقارير صحفية نشرتها هذا العام صحيفتا الجارديان البريطانية والواشنطن بوست الامريكية. تضمنت هذه التقارير أيضا اعترافات لضباط إماراتيين لم تسمهم الصحيفتان ، وبرروا هذا الاستقطاب بمحاولة لمنع تمدد الجماعات الإرهابية في الأوساط المجتمعية.
الإمارات التي وقعت في 2016 اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تتولى بموجبها “محاربة الارهاب” جنوب اليمن ،اتخذت من سياسة الاستقطاب لعناصر الجماعات الارهابية خيارا وحيدا لإخفاء عمليات هذه الجماعات التي كانت حتى وقت قريب تتباهي بقتالها إلى جوار التحالف في مدن عدة ونشرت عدة مقاطع لإعدام اسرى، لكن هذه الجماعات التي ظلت أدوارها مقتصرة على العمليات المنفردة خلال السنوات الماضية باتت اليوم سلطة في الجنوب تقتل وتخطف وتعذب خصومها وخصوم الإمارات معا باسم “الشرعية” وقد مكن انتشار القاعدة في محافظات جنوب وشرق اليمن بمسميات عدة الإمارات من فرض واقع جديد في هذه المناطق انعكس بسيطرتها على حقوق النفط والغاز في شبوة وتوجهها نحو تحقيق الانفصال .
إعادة تحريك الارهاب في اليمن يأتي في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على تحالف العدوان لإنهاء حربه على اليمن، وحتى لا يجبر على إخراج آخر جندي له من اليمن يحاول اللعب بأوراق جديدة بعد أن خسر المعركة عسكريا وسياسيا بدليل التحذيرات الاخيرة التي اطلقها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي ، انور قرقاش، من تأثير الانسحاب الأمريكي من سوريا على نشاط “داعش” وربط ذلك بانسحاب التحالف من اليمن، ناهيك عن ربط الكاتب السعودي المقرب من مركز صنع القرار، عبدالرحمن الراشد، انتهاء الجماعات الإرهابية في اليمن مرتبط بوجود التحالف وجميعها مؤشرات بان العدوان يعد لفرض وجود قواعده التي بناها في جزر يمنية عدة بحجة مكافحة الارهاب في حال توصلت الأطراف اليمنية إلى اتفاق سلام بعد حرب قادها التحالف اصلا على مدى اربع سنوات، لكن الرد جاء من صنعاء بإعلان الجيش واللجان تطهير مواقع لتنظيم القاعدة في البيضاء في مؤشر على أن صنعاء التي ظلت تعاني من وحشية جرائم هذه العصابات لعقود مضت ونجحت فعلا بالقضاء عليها لن تسمح بوجودها أو اعادتها مجددا.
*م 26سبتمبرنت