باتريك كاميرت في منصبه.. حتى إيجاد البديل؟
يمانيون – تقارير – جريدة الأخبار اللبنانية
تنفي سلطات صنعاء الحديث الذي يتمّ ترويجه سعودياً وإماراتياً عن إقالة باتريك كاميرت، مؤكدة أن الرجل سيعود إلى اليمن لتبيين مسار اتفاق الحديدة، من دون أن ينفي إمكانية استبدال الرجل لاحقاً
يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، جولة محادثاته الجديدة بهدف الدفع بتنفيذ اتفاقات السويد، خصوصاً منها اتفاق الحديدة، قُدُماً. وفي هذا الإطار، التقى غريفيث، أمس، ومعه رئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، في الرياض. ونقلت وكالة «سبأ»، بنسختها التابعة لحكومة هادي، عن الأخير اتهامه «أنصار الله» بـ«المماطلة وعدم الوفاء بالتزاماتهم». وهو اتهام تردّه «أنصار الله» على أصحابه، مؤكدة أنها قدّمت ما عليها بموجب تفاهمات استوكهولم، لكن الطرف الآخر هو الذي عمد إلى «التسويف»، ومحاولة «حرف الاتفاقات عن مسارها».
انطلاقاً من ذلك، تنتظر سلطات صنعاء ما سيحمله إليها أواخر الأسبوع الجنرال كاميرت، الذي تتضارب الأنباء في شأن احتفاظه بمنصبه من عدمه. وفيما روّجت وسائل الإعلام الموالية للسعودية والإمارات أنباء عن إقالته وتعيين بديل له، نفت مصادر من «أنصار الله»، في حديث إلى «الأخبار»، صحّة تلك الأنباء، مؤكدة أن رئيس «لجنة التنسيق» لا يزال في موقعه. لكنها لم تستبعد في الوقت نفسه أن تتمّ إقالته بعد اختيار خَلَف له، خصوصاً أن ملاحظات حكومة الإنقاذ على أدائه لا تزال على حالها. وفي الاتجاه نفسه، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر دبلوماسية أن الأمم المتحدة «تبحث عن خليفة لكاميرت». وقال أحد تلك المصادر إنه «سيرحل في نهاية الأمر. هو في منصبه إلى حين العثور على خلف له»، مضيفاً أن «مشاورات بدأت في هذا الشأن». وأشار إلى أن «العقد الأولي لا ينصّ مبدئياً على ضرورة تولّيه قيادة فريق المراقبين»، في إشارة إلى أن لا مشكلة قانونية في عزله أو تبديله.
وفي انتظار ما ستسفر عنه عودة كاميرت، تستمرّ التصريحات الأممية المستبشرة بإمكانية تحقيق تقدم على طريق التسوية السياسية، من دون أن يتأكد إلى الآن ما إذا كان ثمة شيء مختلف هذه المرة. ويوم أمس، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة ضمان تطبيق اتفاق السويد، «بوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة». وأثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، أعرب غوتيريش عن «أمله في تحقيق تقدم باتجاه الحل السياسي والعملية السياسية، لإنهاء القتال في أرجاء اليمن». ودعا إلى «السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل يعالج أصعب كارثة إنسانية شهدها العقد الماضي، ليتمكّن اليمن في النهاية من التحرك بنفسه وحلّ مشاكله».
في غضون ذلك، جدّد قائد «حركة أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في كلمة ألقاها بمناسبة «أسبوع الشهيد»، يوم أمس، جاهزية الحركة «دائماً للسلام المشرّف»، مشيراً إلى «(أننا) نحن من أثبتنا هذا في الحوار في السويد مؤخراً، وفي كل الجولات الماضية، ونحن نؤكد أن موقفنا هو موقف الدفاع المشروع». ولفت الحوثي إلى أن «العدو لعب لعبته على المستوى الاقتصادي لأقصى حد، لكنه رأى أنه فشل في كسر إرادة شعبنا»، مؤكداً أن «قدراتنا العسكرية في مسار النمو والتطور على كل المستويات براً وبحراً وجواً».