أمام صراحة ترامب.. هل يعقل العرب؟
يمانيون – كتابات – زيد الغرسي
” واشنطن لن تغلق اعينها عن نظام ينادي بالموت لامريكا ” ..
هكذا اعلنها الرئيس الامريكي ترامب بكل وضوح وصراحة في خطابه امام الكونجرس الامريكي قبل ايام ، ليؤكد مجددا ان السبب الرئيسي في عداء امريكا لايران هو تحرر ايران من الهيمنة الامريكية بعد ثورة الامام الخميني الذي رفع شعار الموت لامريكا كتعبير عن رفض ايران للهيمنة الامريكية وسياساتها الاستعمارية ونفس الحال ينطبق ايضا على بقية محور المقاومة من حزب الله الى سوريا وحركات المقاومة الفلسطينية وانصار الله في اليمن
…
• اما اسباب العداء الاخرى التي يروج لها النظام السعودي والاماراتي وقوى التكفير كمحاربة الصفويين والمجوس والروافض وسبابة صحابة رسول الله والدفاع عن الامن القومي العربي وغيرها ماهي الا محاولات لشرعنة العداء تجاه محور المقاومة وصبغه بصبغة دينية للاستفادة منها في تجييش بعض السطحيين من المسلمين للوقوف في صف امريكا والقتال في سبيلها . والا لماذا لم تعادي امريكا ايران في عهد الشاه بالرغم من انه شيعي وايران شيعية في عهده ؟؟ ولم نسمع هذه العناوين الا بعد ثورة الامام الخميني التي ناهضت الهيمنة الامريكية وطردت السفارة الاسرائيلية من ايران ؟؟!!
• وفي اليمن يجدد هذا التصريح التذكير ببعض الحقائق التي تؤكد ان الحروب الست التي شنت على المسيرة القرانية كانت بهدف اسكات شعار البراءة ” وقد اعترف عفاش بذلك ” ،
كما تذكرنا بتهديداته قبل الحرب الاولى عندما قال ” اذا لم تسكتوا عن هذا الشعار فسأسلط عليكم من لا يرحمكم ”
وتذكرنا ايضا بأن امريكا من وجهت النظام السابق بشن تلك الحروب حيث شن عفاش الحرب الاولى بعد عودته من امريكا بيوم واحد فقط ” وتذكرنا بسجن المئات من المكبرين الذين كانوا يرفعون الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء وكان ذنبهم الوحيد انهم كانوا يرددون الموت لامريكا وكان النظام السابق يرفض الافراج عنهم الا بعد ان يتعهدوا بعدم رفع الشعار وهو ما كان يرفضونه … كما تعيدنا الى احد الاسباب الرئيسية في العدوان على اليمن وهو محاولة القضاء على ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي اخرجت اليمن من الوصاية والهيمنة الامريكية بعد ان كان السفير الامريكي يحكمها ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيها حتى اطلق عليه البعض ” شيخ مشائخ اليمن ”
وبلغ انزعاجهم من ترديد الشعار طلبهم في احدى المفاوضات من رئيس الوفد الوطني الاستاذ محمد عبدالسلام عدم رفع الشعار !!! بالرغم من انه لا يوجد علاقة بين الشعار والمفاوضات السياسية الا انه يعبر عن مدى انزعاجهم من الشعار وهذا بحد ذاته رد واضح لكل من يقولون ” ما عيعمل الشعار امام امريكا “..
• حاليا لو يعلن قائد الثورة اننا مع امريكا وفي صفها لوجدتم كيف سيتغير الخطاب الاعلامي لامريكا ومنافقيهم تجاه انصار الله مائة وثمانين درجة فبدلا من وصفهم بالمتمردين سيكونوا هم الشرعية ، وبدلا من حملات التشويه ضدهم سيقدمونهم كعظماء ، وبدلا من اطلاق الشتائم والاكاذيب ضدهم سيطلقون عليهم كل عبارات المدح والثناء ..
ولو اعلن السيد حسن نصر الله ولاءه لامريكا لجعلته خليفة للمسلمين وقائد للامة العربية ولتخلت عن زعماء العرب،
ولو اعلنت ايران قبولها بهيمنة امريكا لعادت الحليف الاستراتيجي وعاد دورها كشرطي لامريكا في المنطقة كما كانت في عهد الشاه …
• البعض يغرق في تفاصيل الاحداث التي تشهدها المنطقة لكن ما ينبغي ان نعود اليه لفهم كل تلك الاحداث وتحليلها بالشكل الصحيح هو جوهر الصراع المتمثل في سعي قوى الشر وعلى رأسها امريكا واسرائيل للهيمنة علينا واستعبادنا واذلالنا واحتلال اراضينا ونهب ثرواتنا ونحن نرفض ذلك استنادا لمبادئنا الاسلامية وقيمنا الاخلاقية وتعاليمنا المحمدية وهو السبب نفسه الذي تكرر في الصراع بين قوى الخير وعلى رأسهم الانبياء عليهم السلام وقوى الطاغوت في كل مراحل التاريخ …
• اما العناوين الدينية والسياسية التي ترفعها امريكا وادواتها من النظامين السعودي والاماراتي وقوى التكفير ماهي الا محاولات لحرف الناس عن السبب الحقيقي للصراع و الاستفادة منها في استقطاب ابناء الامة للقتال في صفهم فهل يعقل العرب ؟