غريفيت… ماذا بعد؟!!!
يمانيون – كتابات – عبدالفتاح علي البنوس
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيت أمس الأحد وذلك بهدف الالتقاء بالمسؤولين في صنعاء والتشاور حول آخر المستجدات والخطوات الجارية من أجل تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، ومن المتوقع أن يقوم غريفيت بزيارة خاطفة للحديدة يحضر خلالها اجتماع رئيس لجنة المراقبة الأممية لوليسغارد مع ممثلي لجان المراقبة وإعادة الانتشار التابعتين للقوى الوطنية ومرتزقة العدوان وذلك بهدف حلحلة الاتفاق والشروع في تنفيذه على أرض الواقع .
ومع وصول غريفيت إلى صنعاء عبر مطارها المغلق أمام آلاف المرضى والعالقين في الخارج تظل الأوضاع في اليمن في تدهور مستمر ، وتزداد توترا وتأزما في ظل استمرار قوى العدوان في شن زحوفاتهم الفاشلة ، وتواصل القصف الجوي لطائراتهم الغادرة ، والسعي لافتعال وفتح جبهات جديدة في حجة وتخوم عمران وذلك بهدف قطع طرق الإمداد عن الجيش واللجان الشعبية في مثلث عاهم التي تربطها بجبهتي ميدي وحرض ، بالتزامن مع استمرار مرتزقة العدوان في خرق قرار وقف إطلاق النار وارتكاب المزيد من الخروقات والانتهاكات التي تستهدف منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في محاولة منهم للتقدم في ظل تواجد رئيس لجنة المراقبة الأممية الجنرال الدنماركي لوليسغارد الذي ما يزال دوره سلبيا ، فحتى اللحظة لم يقم بأي خطوات عملية ميدانية لمراقبة وقف إطلاق النار ومدى التزام أطراف الصراع بذلك.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما الذي نحصده كيمنيين من وراء زيارات غريفيت المتكررة والتي تنتهي دون تحقيق أي نتائج إيجابية من شأنها حلحلة الأزمة والدفع نحو تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، كمنطلق نحو البحث عن حلول شاملة تشمل وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار ، وإنهاء كافة أشكال الغزو والاحتلال والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اليمنية ، هناك ملفات إنسانية هامة ينبغي أن تتصدر قائمة أولويات غريفيت وفي مقدمتها فتح مطار صنعاء ، وصرف المرتبات ، وتبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين ورفع القيود المفروضة على حركة الملاحة والتجارة عبر ميناء الحديدة وتطبيع الأوضاع في الحديدة وتعز بموجب مخرجات اتفاق السويد ، هذه ملفات ينبغي على غريفيت العمل على تنفيذها بعيدا عن المماطلة والتسويف واللامبالاة ، فلو عمل على تنفيذ ملف في كل زيارة لكان قد تمكن من إنجاز كافة الملفات وحل كافة القضايا الشائكة ليلمس الشعب اليمني ثمار زيارات غريفيت ويلمس جديته والأمم المتحدة في حل الأزمة اليمنية ، وايقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها .
بالمختصر المفيد، نريد أن تكون زيارات غريفيت لليمن مثمرة ، تنعكس على طبيعة الأوضاع ، وتخفف من معاناة المواطنين ، أما الزيارات السلبية التي يغدو فيها كما يروح ، وتزداد بها الأوضاع تدهورا وتوترا فلا جدوى ولا قيمة لها ، وتظل مضيعة للوقت وإهدارا للطاقات والجهود ، ومضاعفة لمعاناة المواطنين التي أنهت عامها الرابع وباتت على مقربة من دخول عامها الخامس دون أن نلمس أي إيجابيات أو معالجات تخفف منها أو تعالجها ، لأننا بصراحة وشفافية سئمنا من زيارات غريفيت المتكررة التي لا فائدة ولا أثر لها مطلقا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .