هذا ما صنعه العدوان لأطفال اليمن .. مشاهد يندى لها الجبين!
يمانيون – متابعات
النازحون يعانون من نقص حاد في الغذاء فيما يعد الأطفال أكثر المتضررين منه، في ظل عدوان مستمر منذ أكثر من 4 سنوات هذا وقد حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من احتمال فقدان جيل كامل من الأطفال في اليمن بسبب استمرار سوء التغذية.
وجراء ذلك النقص في العديد من المناطق ومخيمات النزوح ويواجه الكثير من الأطفال خطر الموت حتى بات بعضهم جلد على عظم.
وقال خبراء التغذية التابعون لبرنامج الأغذية العالمي إن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في محافظة الحديدة-على سبيل المثال- سيواجهون صعوبات في الخصوبة ومقاومة الأمراض.
وفي الأثناء، أدرجت منظمة “أنقذوا الأطفال” المعنية بحماية حقوق الأطفال في أرجاء العالم، اليمن في قائمة الدول الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للأطفال.
وحسب معطيات وزارة الصحة ، فإن مليوني طفل يعانون من حالات سوء التغذية الحاد، ويلقى عدد منهم حتفهم، في حال عدم مساعدتهم بشكل عاجل.
ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال في اليمن دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وكل 10 دقائق يموت طفل بسبب سوء التغذية والالتهابات المعوية والحمى، والسبب الرئيسي هو افتقار هؤلاء الأطفال للتغذية، وعدم تمكن أهلهم من الوصول إلى العلاج.
كما أن ثمانية من أصل تسعة أطفال مصابون بفقر الدم، وفقا وزارة الصحة .
ويعاني حوالي مليون و200 ألف امرأة في سن الإنجاب أو متزوجة من سوء التغذية، مما قد يوسع من دائرة انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
وللمرة الأولى منذ بدء هذا العدوان تتجاوز احتياجات اليمن من المساعدات الإنسانية لعام 2019 احتياجات سوريا، حسب الأمم المتحدة.
وقال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن نحو 80% من اليمنيين، أي 24 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
وأكد لوكوك في افادته لجلسة مجلس الامن اليوم أن حوالي 20 مليون شخص إلى الغذاء لتأمين احتياجاتهم الغذائية، منهم 10 ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأشار إلى نحو 240 ألف شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع. ويفتقر حوالي 20 مليونا إلى الرعاية الصحية الكافية، ولا يتوفر الماء النظيف أو الصرف الصحي الكافي لما يقرب من 18 مليون شخص. أكثر من ثلاثة ملايين شخص، منهم مليونا طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد.
ونزح 3.3 مليون شخص عن ديارهم، منهم 685 ألفا، فروا من القتال على طول الساحل الغربي في يونيو 2018.
ووفقا لمنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، فإن الأموال لدى الوكالات الإنسانية تنفد، ومن المتوقع استخدام كل الموارد الحالية بنهاية مارس أي بعد حوالي ستة أسابيع فقط.
ورحبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” امس الأربعاء بالاتفاق الذي وقّع مؤخراً للبدء في إعادة الانتشار المتبادل للقوات من ميناء مدينة الحديدة غربي اليمن وقالت “إننا نحثّ الأطراف، على ضمان أن تحقق هذه الخطوة التي طال انتظارها، تغييرات إيجابية للأطفال في الحديدة وفي جميع أنحاء اليمن”.
ودعت المنظمة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط ومستمر إلى 135 الف طفل لا يزالون في المدينة، مشيرة إلى أنه “من المهم أن تسمح هذه الاتفاقية بإزالة الألغام وإعادة فتح المدارس ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال”.
وفي نموذج لما يحدث في معظم أنحاء اليمن، نشرت وكالة روسيا اليوم فيديو يظهر فتاة يمنية من محافظة حجة اسمها فاطمة إبراهيم هادي قباء (12 عاما) أرهق الجوع جسدها النحيل، وظهرت ملامحها كعجوز في عز شبابها.
وقالت الطبيبة مكية الأسلمي التي تدير العيادة الواقعة بشمال غرب اليمن إنها تتوقع وصول المزيد والمزيد من حالات سوء التغذية إلى العيادة، وهي تعالج هذا الشهر أكثر من 40 امرأة حامل يعانين سوء تغذية حادا لافتة إن عيادتها شهدت وحدها 14 حالة وفاة بسبب سوء التغذية منذ نهاية عام 2018.
وقالت أخت فاطمة الكبرى لرويترز أنهم كانوا يفرون من قصف التحالف الذي تقوده السعودية، وتابعت قائلة :”ما معانا فلوس نجيب أكل، كل اللي عندنا من الجيران والأهل”.
وترقد فاطمة على إحدى الملاءات الخضراء المستخدمة في المستشفيات، وجلدها يشبه الورق وعيناها جاحظتان ويغطى ثوب برتقالي واسع جسدها الذي بات أشبه بهيكل عظمي.
وقالت الطبيبة إن الفتاة تحتاج إلى شهر من العلاج لتستعيد بنية جسدها وقوة عقلها مشيرة الى ان هذه كارثة قريبة من المجاعة. المجتمع اليمني والأسر اليمنية فاض بها. الحل الوحيد أن تتوقف الحرب.
ويوجد طعام في اليمن، لكن التضخم الشديد حد من قدرة الناس على شرائه، كما أدى عدم دفع مرتبات الموظفين الحكوميين لانقطاع دخل كثير من الأسر.