كيف تستغل الإمارات إريتريا وتنشر الفوضى باليمن؟
يمانيون- كشف تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة الألمانية (DW)، استغلال الإمارات لأحد أهم الموانئ في إرتيريا في حربها باليمن، وسياسة نشر الفوضى من خلال ممارسة التعذيب والاغتيالات هناك.
يسلط التحقيق الذي نشر الثلاثاء، الضوء على ميناء “عصب” الإرتيري، الذي يبعد 60 كم (37 ميلاً) فقط عن السواحل اليمنية، والذي تستخدمه أبوظبي في حصارها البحري على اليمن وفي شن عمليات عسكرية.
يقول التحقيق إن تحالف العدوان السعودي والإماراتي يستخدم الأرض والمجال الجوي والمياه الإقليمية لإريتريا، في حملته العسكرية ضد انصار الله، فمن ميناء “عصب” يمكن للسفن الحربية الإماراتية أن تسير بسرعة عبر المضيق إلى مدينتي الحديدة اليمنية أو المخا، بدلاً من الاضطرار إلى القيام بالرحلة الطويلة من موانئها الرئيسة عبر خليج عدن.
كما يُستخدم الميناء في نقل الجنود والعتاد العسكري عبر المضيق وشن الغارات الجوية، وفي المقابل تحصل إريتريا على المال والنفط من أبوظبي.
يُظهر التحقيق صور الأقمار الاصطناعية لسفينة رمادية طويلة سُحبت إلى رصيف ميناء عصب مع مهبط مروحيات واضح المعالم، كان أحدث هذه الصور في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019: لسفينة حربية من نوع “مواري جيب كورفيت” الألمانية الصنع والبالغ طولها 65 متراً (213 قدماً).
في عام 2015، وطبقاً لخبراء الأمم المتحدة، وقعت الحكومة الإماراتية التي يقودها فعلياً ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، مع حكومة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، عقد إيجار لمدة 30 عاماً، وهو ما يسمح للإمارات العربية المتحدة باستخدام ميناء عصب.
ووفق التحقيق استخدم الميناء مؤخراً في فرض الحصار الذي ضربته قوات التحالف على مدينة الحديدة، وهي نقطة الدخول الرئيسة للغذاء والأدوية في البلاد، ما أدى إلى انتشار المجاعة، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية. وأصبحت لقطات الأطفال الهزلى الذين يعانون الجوع هي الصور المتوفرة بكثرة والمعتاد استخدامها في التقارير الإخبارية عن الحرب في اليمن.
نشر الفوضى
كما كشف التقرير عن دور الإمارات في نشر الفوضى باليمن؛ من خلال سياسة الاغتيالات ضد الشخصيات البارزة.
تحدثت (DW) إلى رجل قال إنه اعتقل في عدن عام 2016 لرفضه اغتيال شخصية سياسية محلية، وقال الرجل الذي تتفق شهادته مع شهادة ضحايا آخرين، إنه اُحتجز في أماكن مختلفة وكلها بإدارة الإماراتيين، مضيفاً: “الشخص الذي يقوم بالتعذيب مواطن إماراتي، والشخص الذي يقوم بالاستجواب مواطن إماراتي، والسجان مواطن إماراتي”.
وأوضح الرجل اليمني أنه اُحتجز سنة وثمانية أشهر، تعرض خلالها لأقسى أنواع التعذيب، كالصعق بالكهرباء والتعليق لساعات.
ووثَّقت منظمة العفو الدولية العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الإمارات وقوات تحالف العجوان معها في اليمن العام الماضي.
فوفقاً لتقرير لها صدر العام الماضي، فقد أُبعد عشرات الرجال واحتجزوا في سجون سرية في جنوب اليمن، وتعرض الكثيرون للتعذيب ويُخشى أن يكون بعض المعتقلين قد لقوا حتفهم في السجون.
العالم